عبَرنا بحورَ النّور لا بعدَنا حدُّ / ميداني بن عمر




ميداني بن عمر
عبَرنا بحورَ النّور لا بعدَنا حدُّ 
وفُتنا سُدورَ الحُور لا قبلنا بَعدُ
سبقْنا خيولَ الضوء فاحمرَّ ليلُنا
على قُزَحِ الأرواح و المنتهى مدُّ
نَمارِقُـــنا صُفّتْ ...زرابينا بُثّـت 
أباريقُنا العليا أُريقتْ ...صحا الوعْدُ
بكى صاحبي لما تلحَّفَنا المدى 
وأدرك أن الدّهر من خلفنا يعــــــــــــــدو 
وأنَّــا على مرمى البروق غمائم
تقاذَفها التّحنان ،والصَّرصَرُ الفقْــدُ
فقال :أرى نارا تدورُ بحاجبي 
فيــــَـــــزْرقُّ ماءُ العرش ...قلتُ له :يبدو
هَرَسْنا حقولَ الغيب نستعجلُ اللُّقيا
ومزَّقَ كــُــــمَّ الموتِ من شوقنا الشَّـــدُّ
تساقطَت الآفاقُ في رمض خطْونا
ولاحتْ لآليِ الآلِ ،واغرورقَ الخــــدُّ
طواويسُ حُــور النّور تذْرَع ركْــبنـــَا
لِنافُورة الأسرار إذْ أذَّنَ الـــــوَجــْـــــــــــــدُ
أضِــــئْ فعيون القلب سَكرَى أيا جوى !!
وَفِـــضْ فشطوط الروح عطشى أيا شهْدُ !!

فَراشُ الرؤى يهفو فنُحني رؤوسنا
لعاصفة الرّيحان ، و الصّبر ينــْــــهدُّ
رذاذُ فوانيس العـــصورِ بدربنا
يخفُّ لتندلقَ النَّاياتُ قُدَّامَنا تحدو 
سنلقاكَ عند الحوْض يا نورس الرّدى
فقد رفَّ غُصن الحال ، واستبرق العِقْدُ
على ربْــوة الياقوت نرتاح بعدما
تركتنا دروب الحُبّ من خلفنا تـشـــــدو
لقد أُزلفتْ ...والشمس تـنْــتُـفُ قطنها
على رُفْرفِ الميعادِ ، و القلب يشْـــتدُّ
شموعٌ على الأمواج تَرتَفُّ تحتنا 
وفوق كؤوس الرَّاحِ يسَّــاقط الوردُ
ستأكلُ تلك الريح بالطِّيبِ نبـْـضَنا،
يقول رفيقي...في الضلوع غفا الرعدُ
أقولُ وقد ناحتْ بقربي حياتُهم 
أيا جارتاَ :عفواً!! ، فما بعدَنا حــــدُّ


شعر : ميداني بن عمر

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الهدم البنّاء و مفهوم الزائل في الفن المعاصر لمحراب التشكيل / محمد فارس

الصورة في الفن المعاصر بين الإدراك و التأويل / محمد فارس تونس

أعلام الموسيقى والغناء في العالم العربي الشيخ العربي بن صاري (1863-1964) / محمد بن عبد الرحمن بن صالح