ملاك الرحمة والعجوز الوحيد (ج3 والاخير ) / خيرة جليل
ملاك الرحمة والعجوز الوحيد (ج3 والاخير ) في هذه الليلة لم تتسلل ملاك الرحمة لبيت صديقها العجوز وإنما اتت مبكرة .البيت كالعادة نظيف ومرتب لكن يسبح في هدوء مميت وصمت قاتل.لا شيء يوحي بحدوث جديد خلال فترة غيابها عنه . فسكان هذا البيت عادة يعيشون نوعا من الرتابة اليومية . فبعد العمل عادة يلتحق الاب بالمقهى المجاور لبيته ليرتشف كاس شاي خفيف بدون سكر. ثم بمجرد ما يدخل البيت يلتحق بسريره بغرفته الباردة لينتظر عودة ابنه وهو ينصت لصوت مذياعه الخافت ويمسك هاتفه النقال منتظرا مكالمة من شخص ما تعود ان يتقاسم معه لحظات يومه بأفراحها وأتراحها . في كل ليلة ،يدخل الابن للبيت على الساعة التاسعة ليلا فيدعو والده للعشاء . يتبادلان اطراف حديث خفيف حول بعض الاحداث العابرة بمقاولتهما . هذه المقاولة التي تشكل لهما بداية مشروع مستقبل لهما. الابن يشكل روح التجديد والمثابرة للمقاولة العائلية الفتية التي بنيت على انقاض مقاولة ابيه بعدما عصفت بها رياح المنافسة وتلاعب شركائه الذين اودعهم اياها امانة بين ايديهم ولم يتصرفوا إلا تصرف حيوانات متوحشة ومفترسة في ثور وديع وهبهم نفسه بحسن نية الصداقة و العائلة .أما ...