أدونيس ناقدا ؟؟؟؟ أدونيس مفكرا ؟؟؟؟ أدونيس منتحلا ؟؟؟؟ / جهاد فاضل

أدونيس ناقدا ؟؟؟؟
أدونيس مفكرا ؟؟؟
أدونيس منتحلا؟؟؟ حتى ننزل الناس منازلهم.. ولا نبخس حق أحد من المجتهدين...


بقلم : جهاد فاضل ..
 
في نهاية الخمسينيات وبداية الستينيات من القرن الماضي أمضى الشاعر السوري أدونيس عدة أشهر في باريس ساعياً إلى الاقتراب من الفرنسية والوقوف فيها على جديد الشعر والتنظير الأدبي. وبعد عودته إلى بيروت بدأ التنظير لشعر جديد.
راحت أطروحات جديدة قياساً للتفكير السائد، في القصيدة وعلاقتها بالتاريخ والعلم واللغة وسواهما، تتداعى في كتاباته. بعد سنوات من ذلك، ومع تصاعد مجهود الترجمة في العالم العربي، وبخاصة في بيروت والقاهرة، وجد القارئ العربي بين يديه عدداً من المراجع الأساسية في جديد الفكر الغربي، فتكشّف للمتابع بعض المراجع المباشرة أو غير المباشرة لـ«تفكير» أدونيس الجديد هذا.
بعض هذه المصادر لا يذكره أدونيس البتة. وبعضها الآخر يذكره بطريقته الإبهامية ذاتها، كما في دراسته في قصيدة النثر التي يشير إليها في بدايتها مارا إلى الناقدة الفرنسية سوزان برنار، وقد أثبت أكثر من باحث لاحقاً أن أدونيس لا يفعل في الواقع سوى أن يكرّر في مجمل «دراسته» بضع صفحات من كتاب هذه الناقدة الضخم: «قصيدة النير من بودليو حتى أيامنا»!.
يقول الباحث العراقي كاظم جهاد إن الأخذ عن النقاد الآخرين ومنظّري اللغة الشعرية يذهب إلى حد الانتحال المطلق في مواضع أخرى منها مثلاً دراسة لعلها أكثر «دراسات» أدونيس انتشاراً، ألا وهي «محاولة في تعريف الشعر الحديث» نُشرت الدراسة في مجلة شعر سنة 1959 وأدرجها أدونيس في كتابه «زمن الشعر»
ولكن الباحث السوري محمد إسماعيل دندي يكشف على صفحات المجلة السورية «الأسبوع الأدبي» التي يصدرها اتحاد الكتاب العرب في دمشق أن المحاور أو الأفكار الأساسية في هذه الدراسة إنما هي مأخوذة حرفيا، وبدون تغيير مفردة واحدة تقريباً من الناقد الفرنسي البيريس الذي كان مبرزاً في فرنسا في الخمسينيات والستينيات، وبخاصة في كتابه:«جرد أدبي للقرن العشرين، وهو كتاب شاءت الصدفة أو سوء حظ أدونيس أن يصدر في ترجمة عربية لجورج طرابيشي بعنوان «الاتجاهات الأدبية في القرن العشرين»، (منشورات عويدات/ بيروت 1965). وهو يكشف سرقة ضخمة موصوفة من سرقات الشاعر السوري الكبير على النحو الذي يجده القارئ عند المقابلة بين ترجمة طرابيشي و«ترجمة» أدونيس.
في ترجمة أخرى لأدونيس قام بها للشاعر اللبناني صلاح ستيتيه: ديوانه: «الوجود الدمية» نقف مصعوقين أمام عبارة الفيلسوف الألماني مارتن هايدغر يستحوذ عليها أدونيس في طريقه. معروف أن هايدغر يكتب دراسة بكاملها (هولدرلين وجوهر الشعر) ليقرر في ختامها أن عمل الشعر يقوم على التسمية، و«أن الشعر ليس تعبيراً بل هو تأسيس».
وإذا بأدونيس يقرر، من أول فقرة، وكأن الشيء من «عندياته» أن صلاح ستيتيه يصدر في شعره عن حدس يرى أن اللغة بدئية، كأنما هي قبل الأشياء، أعني أنها لا تعمل وإنما تسمي، ليعود ويقرر في نهاية الفقرة الأولى نفسها: «فليس الشعر تعبيراً، إنه تأسيس».
هكذا على الماشي، بلا إحالة ولا إشارة إلى أي مصدر!.
كان كافياً كذلك أن يطلع أدونيس على مقالة الكاتب التونسي بالفرنسية عبد الوهاب المؤدب عن الثقافة المغاربية المنشورة في عدد الأزمنة الحديثة الواسع الانتشار المخصص للمغرب الكبير التي يقرر فيها أن التقسيم إلى شرق وغرب إنما هو تقسيم ميتافيزيقي محض، وأن كل شرق يتضمن بالنتيجة غربه، وكل غرب شرقه، كان يكفي أدونيس أن يطلع على هذه المقالة حتى يقيم على فكرتها الأساسية هذه، بلا إحالة ولا نسبة أيضاً، كامل خاتمة كتابه في الشعرية العربية» الذي صدر بالفرنسية عن منشورات سندباد، وبالعربية عن دار الآداب ببيروت.
وتحت عنوان في التفكك الذاتي للأثر الشعري يقول الباحث إنه مع الوقت بدأت تتكشف مصادر الاستحواذ الأدونيسي على نصوص الآخرين، استحواذ تتضافر جميع القرائن والمعايير لتبرهن على دخوله في باب الانتحال، وعلى النحو ذاته الذي باتت فيه عشرات بل مئات الشواهد تثبت ارتجالية مقاربة أدونيس للترجمة.
على النحو ذاته راحت تتجلى للعيان إشكالية الكتابة الأدونيسية، وإذا بالباعث في الظواهر الثلاث (الانتحال والترجمة والارتجالية وتضاؤل الكتابة) يؤكد صدوره عن بؤرة واحدة هي مرد كل شيء: غياب التجذر الشعري وافتقار الأنا، الانتفاضية دائماً، التي تواجهنا في هذا الشعر، افتقارها إلى مركز إشعاع داخلي ومنفذ صميم إلى مأساتها وإلى المأساة بعامة!.
وهكذا، وعلى ضوء ما يورده الكتاب من براهين وأدلة. يمكن القول إن عمل أدونيس قد بدأ يشهد منذ سنوات تفككه الذاتي. تفكك يزيد من انحسار أصدائه ومدى تأثيره بل وتقبله في العربية سواء لدى الشعراء الجدد أو محبي الشعر بعامة. يفصح هذا التفكك الأدونيسي عن نفسه عبر فراغ جواني ومسرحة لفظية لم تعد تقدر أن تتستر عليه لغة فرضت نفسها لفترة عبر جدتها المرحلية وزخرفها البلاغي وما استطاعت الإيهام به من رمزية وكيانية.. بعيد ومضحك الآن هو الزمن الذي كان فيه ناقد كعادل ضاهر يسمح لنفسه فيه بالكتابة في مجلة شعر إن أغاني مهيار الدمشقي لا يمكن مقاربتها من دون فهم فلسفة نيتشيه وياسبرز وكيوكفارد! ومن المعروف لكل من مارس الشعر إبداعاً أو قراءة أنه لا الجدة اللفظية ولا البراعة الأدائية، أو ما دعاه قدامى العرب بالصنعة، لتقدرا أن تنقذا عملاً من الانكماش بفعل ما يسلطه عليه الزمن بما هو بعد في الإبداع، وما تمارسه عليه قوى النقد من عمليات رجّ وزعزعة، وبخاصة بفعل ما تفرضه تجددات الشعر نفسه الذي لا يصمد فيه سوى ما يصمد. لا خلود رامبو ولا أبي تمام لينبع من «كيميائهما اللفظية»، بل مما امتلأ به اللفظ عندهما من رؤى صارمة ينعشها دائماً معيش صارم.
مع هذا الافتضاح للفراغية يتساءل كثيرون عما يمكن أن يفعلوا بهذه الآلة اللغوية البالغة الصخب التي تشكل كل شعر أدونيس أو تكاد، وليس من المبالغة في شيء القول إن الكثيرين يجدون أنفسهم مجبرين على الإجابة بلا شيء، أو لا شيء تقريباً..
أدونيس ناقدا ؟؟؟؟ أدونيس مفكرا ؟؟؟ أدونيس منتحلا؟؟؟ حتى ننزل الناس منازلهم.. ولا نبخس حق أحد من المجتهدين... http://www.raya.com/news/pages/6f0d621c-ef0a-4979-9616-060795695ed7 ========= بقلم : جهاد فاضل .. في نهاية الخمسينيات وبداية الستينيات من القرن الماضي أمضى الشاعر السوري أدونيس عدة أشهر في باريس ساعياً إلى الاقتراب من الفرنسية والوقوف فيها على جديد الشعر والتنظير الأدبي. وبعد عودته إلى بيروت بدأ التنظير لشعر جديد. راحت أطروحات جديدة قياساً للتفكير السائد، في القصيدة وعلاقتها بالتاريخ والعلم واللغة وسواهما، تتداعى في كتاباته. بعد سنوات من ذلك، ومع تصاعد مجهود الترجمة في العالم العربي، وبخاصة في بيروت والقاهرة، وجد القارئ العربي بين يديه عدداً من المراجع الأساسية في جديد الفكر الغربي، فتكشّف للمتابع بعض المراجع المباشرة أو غير المباشرة لـ«تفكير» أدونيس الجديد هذا. بعض هذه المصادر لا يذكره أدونيس البتة. وبعضها الآخر يذكره بطريقته الإبهامية ذاتها، كما في دراسته في قصيدة النثر التي يشير إليها في بدايتها مارا إلى الناقدة الفرنسية سوزان برنار، وقد أثبت أكثر من باحث لاحقاً أن أدونيس لا يفعل في الواقع سوى أن يكرّر في مجمل «دراسته» بضع صفحات من كتاب هذه الناقدة الضخم: «قصيدة النير من بودليو حتى أيامنا»!. يقول الباحث العراقي كاظم جهاد إن الأخذ عن النقاد الآخرين ومنظّري اللغة الشعرية يذهب إلى حد الانتحال المطلق في مواضع أخرى منها مثلاً دراسة لعلها أكثر «دراسات» أدونيس انتشاراً، ألا وهي «محاولة في تعريف الشعر الحديث» نُشرت الدراسة في مجلة شعر سنة 1959 وأدرجها أدونيس في كتابه «زمن الشعر» ولكن الباحث السوري محمد إسماعيل دندي يكشف على صفحات المجلة السورية «الأسبوع الأدبي» التي يصدرها اتحاد الكتاب العرب في دمشق أن المحاور أو الأفكار الأساسية في هذه الدراسة إنما هي مأخوذة حرفيا، وبدون تغيير مفردة واحدة تقريباً من الناقد الفرنسي البيريس الذي كان مبرزاً في فرنسا في الخمسينيات والستينيات، وبخاصة في كتابه:«جرد أدبي للقرن العشرين، وهو كتاب شاءت الصدفة أو سوء حظ أدونيس أن يصدر في ترجمة عربية لجورج طرابيشي بعنوان «الاتجاهات الأدبية في القرن العشرين»، (منشورات عويدات/ بيروت 1965). وهو يكشف سرقة ضخمة موصوفة من سرقات الشاعر السوري الكبير على النحو الذي يجده القارئ عند المقابلة بين ترجمة طرابيشي و«ترجمة» أدونيس. في ترجمة أخرى لأدونيس قام بها للشاعر اللبناني صلاح ستيتيه: ديوانه: «الوجود الدمية» نقف مصعوقين أمام عبارة الفيلسوف الألماني مارتن هايدغر يستحوذ عليها أدونيس في طريقه. معروف أن هايدغر يكتب دراسة بكاملها (هولدرلين وجوهر الشعر) ليقرر في ختامها أن عمل الشعر يقوم على التسمية، و«أن الشعر ليس تعبيراً بل هو تأسيس». وإذا بأدونيس يقرر، من أول فقرة، وكأن الشيء من «عندياته» أن صلاح ستيتيه يصدر في شعره عن حدس يرى أن اللغة بدئية، كأنما هي قبل الأشياء، أعني أنها لا تعمل وإنما تسمي، ليعود ويقرر في نهاية الفقرة الأولى نفسها: «فليس الشعر تعبيراً، إنه تأسيس». هكذا على الماشي، بلا إحالة ولا إشارة إلى أي مصدر!. كان كافياً كذلك أن يطلع أدونيس على مقالة الكاتب التونسي بالفرنسية عبد الوهاب المؤدب عن الثقافة المغاربية المنشورة في عدد الأزمنة الحديثة الواسع الانتشار المخصص للمغرب الكبير التي يقرر فيها أن التقسيم إلى شرق وغرب إنما هو تقسيم ميتافيزيقي محض، وأن كل شرق يتضمن بالنتيجة غربه، وكل غرب شرقه، كان يكفي أدونيس أن يطلع على هذه المقالة حتى يقيم على فكرتها الأساسية هذه، بلا إحالة ولا نسبة أيضاً، كامل خاتمة كتابه في الشعرية العربية» الذي صدر بالفرنسية عن منشورات سندباد، وبالعربية عن دار الآداب ببيروت. وتحت عنوان في التفكك الذاتي للأثر الشعري يقول الباحث إنه مع الوقت بدأت تتكشف مصادر الاستحواذ الأدونيسي على نصوص الآخرين، استحواذ تتضافر جميع القرائن والمعايير لتبرهن على دخوله في باب الانتحال، وعلى النحو ذاته الذي باتت فيه عشرات بل مئات الشواهد تثبت ارتجالية مقاربة أدونيس للترجمة. على النحو ذاته راحت تتجلى للعيان إشكالية الكتابة الأدونيسية، وإذا بالباعث في الظواهر الثلاث (الانتحال والترجمة والارتجالية وتضاؤل الكتابة) يؤكد صدوره عن بؤرة واحدة هي مرد كل شيء: غياب التجذر الشعري وافتقار الأنا، الانتفاضية دائماً، التي تواجهنا في هذا الشعر، افتقارها إلى مركز إشعاع داخلي ومنفذ صميم إلى مأساتها وإلى المأساة بعامة!. وهكذا، وعلى ضوء ما يورده الكتاب من براهين وأدلة. يمكن القول إن عمل أدونيس قد بدأ يشهد منذ سنوات تفككه الذاتي. تفكك يزيد من انحسار أصدائه ومدى تأثيره بل وتقبله في العربية سواء لدى الشعراء الجدد أو محبي الشعر بعامة. يفصح هذا التفكك الأدونيسي عن نفسه عبر فراغ جواني ومسرحة لفظية لم تعد تقدر أن تتستر عليه لغة فرضت نفسها لفترة عبر جدتها المرحلية وزخرفها البلاغي وما استطاعت الإيهام به من رمزية وكيانية.. بعيد ومضحك الآن هو الزمن الذي كان فيه ناقد كعادل ضاهر يسمح لنفسه فيه بالكتابة في مجلة شعر إن أغاني مهيار الدمشقي لا يمكن مقاربتها من دون فهم فلسفة نيتشيه وياسبرز وكيوكفارد! ومن المعروف لكل من مارس الشعر إبداعاً أو قراءة أنه لا الجدة اللفظية ولا البراعة الأدائية، أو ما دعاه قدامى العرب بالصنعة، لتقدرا أن تنقذا عملاً من الانكماش بفعل ما يسلطه عليه الزمن بما هو بعد في الإبداع، وما تمارسه عليه قوى النقد من عمليات رجّ وزعزعة، وبخاصة بفعل ما تفرضه تجددات الشعر نفسه الذي لا يصمد فيه سوى ما يصمد. لا خلود رامبو ولا أبي تمام لينبع من «كيميائهما اللفظية»، بل مما امتلأ به اللفظ عندهما من رؤى صارمة ينعشها دائماً معيش صارم. مع هذا الافتضاح للفراغية يتساءل كثيرون عما يمكن أن يفعلوا بهذه الآلة اللغوية البالغة الصخب التي تشكل كل شعر أدونيس أو تكاد، وليس من المبالغة في شيء القول إن الكثيرين يجدون أنفسهم مجبرين على الإجابة بلا شيء، أو لا شيء تقريباً..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
http://www.raya.com/news/pages/6f0d621c-ef0a-4979-9616-060795695ed7

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الهدم البنّاء و مفهوم الزائل في الفن المعاصر لمحراب التشكيل / محمد فارس

أعلام الموسيقى والغناء في العالم العربي الشيخ العربي بن صاري (1863-1964) / محمد بن عبد الرحمن بن صالح

آعـظـم 100 كتاب فـي تـاريخ الـبشريـة ... (جميعها جاهزة للتحميل)