"الجَسَدُ الشِّعْرُ" / ناصر باكرية
"الجَسَدُ الشِّعْرُ"
ناصر باكرية
كان لوجهِكِ طعمُ الأغاني العاطفية
حين كنت أتدلى مع الله من سقفِ ظفيرتِك وأنا اصرخُ في فراغٍ وحيدٍ لا شكلَ له الا اصابعُك
طالما اعتقدت أن الفراغَ مراوغٌ كأنثى لا يُمْلأُ بل يَمتلِئ بما يشاءُ
وامتلأت بك..
كنت كأيِّ شاعرٍ منحرفٍ باللغةِ عن مسارِ المجرَّاتِ أتوكأُ على عكازِ المجازِ الهش كي أقولني دون أن افقدَ توازني بحضرةِ امرأةٍ بوجهِك..
سألني "النحاتُ الآخرُ " ذو اللحية والاصابعِ الغليظةِ والشعرِ الكثَّ.. ذلك الفنانُ الذي يحاول نحتَ الكلماتِ ورسمَ العالمِ بحركاتِه حين يخرج من مقامِه القديم..:لماذا يلهث الشعراءُ وراءَ انثى القصيدِ.. أجبته وأنت تخترقين بوجهِك الغموضَ الذي يربت داخلي:
إنَّكَ حين تلامسُ تمثالًك وريشتًك ولوحتَك وحين يلامس العازفُ عودَه وقيثارتَه..والمصورُ آلتَه..يكون الشعراءُ وحيدينَ الا من خيبتِهم فكلُّ انثى خائنة ...حتى اللغة
اللغةُ المجردةُُ الا من أحلامنا .. تهبنا المجردَ من الوهمِ فلا نحضن إلا الفراغَ..
الذلك نحتاج الى اجسادنا..ألذلك نحتاج الى امرأة كي نكتمل؟
تعليقات
إرسال تعليق