من عزة نفس الصقور ان تختار الموت وحيدة على ان تتوسل الشفقة / خيرة جليل
أهداء خاص الى اصدقائي نزلاء دار العجزة بالنهضة بالرباط :ملاك الرحمة والمسن الوحيد(الجزء1)
تسللتْ بعد منتصف الليل الى غرفته وهو نائم ....صوت المذياع فوق طاولة الى جانب سريره يؤنس وحدته المميتة في غرفته الباردة تلك.. قميصه الرياضي الازرق مرمي فوق كرسي بإهمال .بين يديه هاتفه النقال الذي تعود ان يتسلى به قبل نومه كالطفل الصغير...هذا الهاتف النقال الذي اصبح عالمه الفريد ونافذته الوحيدة التي يطل بها على العالم الخارجي .. فشكل له الإبحار فيه انجاز القرن الواحد والعشرين وسلاحه الذي يطرد به الرتابة والروتين من حياته . فكان يدفئ قلبه بكلمات غزل بين الحين والأخر في بعض المكلمات الطائشة له مع عابرات السبيل....رتبت الاغطية على كتفيه...نظرت الى وجهه الطفو لي رغم طعنه في السن .... رسمت قبلة على جبينه و جلست الى جانبه تحدثه عن أحب الاشياء الى قلبه وهو يغط في نومه ...تعرف انه سيسمعها ولكن سيظن انه يحلم فقط لان بيته خال من النسوة..... أخذتها غفوة نوم الى جانبه فوق السرير وهي تقرأ له بعض قصائدها التي تعرف انه كان يعشقها... فتح عينيه ووجدها فقفز مذعورا....قامت هاربة نحو الباب، تشبث بتلابيب ثيابها ليسألها عن من تكون ؟ اجابته : لا تهتم انت لا تعرفني ...إني ملاك الرحمة الذي يزورك كل ليلة ليطمئن عليك...اني أخاف ان تموت وحيدا....لان من عزة نفس الصقور ان تختار الموت وحيدة على ان تتوسل الشفقة. عد لنومك وإنسى انك رأيتني معك يوما ولا تهتم لأمري ...حتى استطيع زيارتك كل ليلة فالسر الالهي إن افشي هرب ملاكه وستبقى وحيدا....وغادرت غرفته وهي تعلم علم اليقين انه فرح بزيارتها له ولكن لعزة نفسه اخفى سروره ..ومن هول المفاجئة لم يشكرها حتى ...(ملاك الرحمة والمسن الوحيد:1)...........خيرة جليل
رائع جدا واقع معاش وحالات موجودة وماأكثرها نسأل الله أن يجعلنا في خدمة هؤلاء طيبين وأن نكون ملاك الرحمة وممؤنسهم في وحدتهم
ردحذف