حديث على كرسي الاعتراف / هيفاء الشمري

 
 من أعمال المرحوم الفنان الحاج  ناصر الدين ديني الجزائر
 
حديث على كرسي الاعتراف / هيفاء الشمري
................
أقوام تذهب وأقوام تأتي في العالم وبالتحديد العالم العربي وذالك ما يشغل مساحة تفكيري وتلك هي حدودي في حرية النقد وحرية الرأي بالسؤال والاستفسار وتعقب مايجري على الساحة في عصري هذا ٠٠ويحق لي التحدث بأمانة كما هو كرسي الاعتراف ليس تباهي بشجاعة او نتيجة ضجر بل هي الحقيقة المرة ٠٠اما مايخص المجتمعات الاخرى فهذا ليس شأني ولكل زمان دولة ومقام ٠٠ وللتخصص أهميته بالخبرة المتزامنة مع عمق التجارب ٠ وبطبيعة الحال لابد من دراسة دقيقة وتتبع ذالك هو الاجتهاد لواقع مؤلم وما التميز واكتساب خبرة الا تحصيل حاصل لكل الاختصاصات علمية كانت او حرفية فنية او أدبية ولكل حال له حتميته ووضعه والتي ُتأخذ بالعمر وعدد السنين من جهد ليس باليسير ٠٠ قد لا يعجب بعض صنف الرجال قولي هذا ولا اجد عند بنات جنسي شجاعة الشجب والاستنكار والرد عند مجلسي هذا وربما أخسر العديد منهم وربما أتهم بالوجودية والإلحاد مع شيئ يشبه الفكر العلماني وبعض تمرد ٠٠ يا سادة يا كرام لم اكتب لأصدقائي فقط ذالك الاعتراف بل لجميع الناس ٠٠ لقد مللت ثقافة الرجال وارهقتني حواراتهم وعلى كولت المثل ( ما الهم لا صداد ولا رداد ) ٠٠ لم تنفع معهم كل لغات الفلسفة التي قالها أفلاطون وأرسطو وسقراط ولم تنفع معهم قصص التاريخ فيما دونه الحكماء والعُقْال وما خُطْ في الدساتير وما كتب من قصص في القرأن عن مكر ودهاء النساء ومع هذا لم يتوقف استهزاء الرجال فينا من منشورات وقهقهة رخيصة وكتابة ماهو قيل وقال ومااستهلك من نكات ورسم كاركاتير التي اكل عليها الدهر وشرب حتى خيم الملل على الأجواء الإعلامية العربية المقروءة منها والمرئية ابتداء من مجلات وصحف او على الشاشة الصغيرة والكبيرة حتى وصل الأفيون الى صفحات التواصل الالكتروني مستغلين جميع الحريات وبالتأكيد عناصرها واسيادها هم الرجال ٠٠ الموضوع اصبح في غاية السخف والتخلف والحساسية والخطورة بما يتضمنه من تحقير لشيخوخة امراة او بعضها ومن سمنة وترهل وإبراز عيوب والحديث طويل مع نشر صور تظهر بها بعض من. مفاتن المراة الجميلة وكأننا سلع ِقسمٌ منها انتهت صلاحيته وقلَ سعره والأخرى جديدة لها الاهتمام والعشق والغزل كله مع هجمة من رجال هذا يضحك وذاك يكتب إعجابه وهذا يشكو حاله في ابتلاءه بزوجة سينتهي أمرها وزمانها وهي ليس على مايرام حتى ولو بعد حين فهي منتهية وبالتأكيد بعد ان ولدت له البكر حتى لقبَ عظيماً انه ابو فلان ومهددة هي تلك السيدة والحرم المصون اما بالهجر أو إبدالها والتزويج باخرى او طلاق حيث تصبح هي في عداد الأحياء الأموات مستهلكة ليس لها الا الحجاب والحج وذِكر الصلوات فهي الان اسمها الحاجة مطالب منها ان تكون بمثابة رسولة وهو له امتلاك الإيمان بمثنى وثلاث حتى يصل الرقم الى تسع و تاخذ المسكينة القديمة من زوجها الزكاة وتحق عليها المسكنة والصدقة حتى في نظر بعض ابنائها انها قديسة ليس بمقدورها سوى الغفران من الرب والدعاء وذالك الموروث المريض من اب وسلطة مجتمع ذكوري َلظالمٍ حقاً وكأن الرسالات السماوية نزلت من أجل توبيخ وترهيب تلك المخلوقة وما وجود الأنبياء على الارض الا لإصلاحها وتطويعها لمتعة ذالك العظيم سيد الدار وزعيمه ومطالبته لها بالعفة وحسن الاداء وذالك يجب ان يكون هناك دليل قاطع في انها لم يمسسها بشر متباهين بمظالم وقعت بها مريم العذراء وبوليدها عيسى رغم انها اتهمت بمن كان يدخل محرابها وفاطمة الزهراء التي لم تكن تخرج من دارها الا لزيارة ابيها عليه السلام ومع هذا اتهمت مع سلمان الفارسي الذي كان خادماً في بيت رسول الله حتى جاءت برائتها ولقب بسلمان باك لانه كان خصياً ليس له من الذكورية عضو ولا اي حال وابتداءً من حزن اسيا بنت مزاحم وما جرى لها من قهر فرعون سيد رجال ورب الجميع في ذالك الزمان ومن تزويج مبكر للسيدة عائشة رضي الله عنها حتى انتهى المطاف بها بحادثة إفك عجيبة غريبة وما سطر التاريخ من حزن وقع على الخنساء تماضر من فقدان أخوتها الأربع ونحيبها على صخر التي كانت تنعيه العمر كله في قصيدتها يذكرني طلوع الشمس ضخر وقولها ولو لولا كثرة الباكين حولي على إخوتهم لقتلت نفسي ٠٠ حيث ولدنا للنحيب والعويل وارتداء ملابس بحجم ستائر الدار تارة نخشاكم وتارة نحبكم ونرعاكم ٠٠ إذا ً تعالوا اعترف لكم ايها الرجال امام الله ورسوله وأقسم لكم بصراحتي التي لايجرئ عليها الكثير وتخفي حقيقتها العديد من النساء وذالك مرفوض من حيث القوانين والأعراف ولايمكن الإفصاح عن ما تنويه من انتقام بسبب المكر والدهاء او من اجل عدم كسر الحياء ذالك العبئ الثقيل علينا بخليط اوراق ضعفنا مما اوقعونا بمسكنة ما لانهاية نثروها فوق رؤسنا طير أبابيل ترمينا بحجارة من سجيل صباح ومساء ونحن لاحول لنا ولاقوة سوى طاعة ولاة الامر ٠٠ يا معشر الرجال ان ما تتمنوه من صبا وجمال وتطالبونا بالطاعة العمياء نتمناه نحن أيضاً وإذا عشقتوا نحن مثلكم للعشق لمخلوقون وإذا داهمتنا شيخوخة فأنتم أيضاً ستشيخون والمرأة ارق ذوقاً ورهافة فهي أيضاً تعاني وتحزن اذا لم يكن زوجها وسيماً او جميل وتكره الكروش والتجاعيد وتكره الضعف والمرض فيه وتحب الغزل وتحب المرح بالاضافة حبها للمال والدلال ومثل مالكم من امنيات لنامايقابلهاوانتم لاتعلمون بل اكثر من ذالك ولقد رايت من القصص العجاب من خلال اختصاصي فوجدت المراة اكثر تأثرا واكثر امنيات ٠٠ وتستطيع ان تخون حتى ولو في سرها مثل ماتخونون في السر والعلانية وتتمنى مطربين ونجوم السينما كما تتمنون انتم المغنيات والمذيعات وحتى الدستور السماوي لم يعزلكم عن الحكم بالعقاب حيث قال ( والزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة ) إذا ً لما هذا الكِبر ولما هذا الهذيان حتى حكامكم وضعوا دستور جديد بتزويج البنت القاصر من الست الى تسع سنوات ٠٠ الله على الظالم لشعوره بالعظمة ولا عظيم غير الله والخلد له وحده ٠٠متى تنتهون من ازدواجية عمرها عصور ومتى تطلقون نكاتكم على حالكم كي نصبح سواسية نحيا تلك الدهور وفي الخسارة جميعنا متقاسمين وفي الخير متحابين واتقوا الله فينا ورفقاً بالقوارير وخافوا من انتقام الرب فيكم في ان يسلط عليكم من لا يرحمكم وما من ظالم الا ويبلى بأظلمِ واتقوا الله واتقونا بقسم من الله مخيف وعظيم لنصرت المظلوم ( وعزتي وجلالي لانصرنك ولو بعد حين) ايها المتاسلمون اعلموا ان أمركم فرطا وانه لشطّط ارحمونا ايها الرجال انتصروا على أعدائكم لا على نسائكم يرحمكم الله

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الهدم البنّاء و مفهوم الزائل في الفن المعاصر لمحراب التشكيل / محمد فارس

الصورة في الفن المعاصر بين الإدراك و التأويل / محمد فارس تونس

أعلام الموسيقى والغناء في العالم العربي الشيخ العربي بن صاري (1863-1964) / محمد بن عبد الرحمن بن صالح