رؤية النور بعد الظلمات ... / د. ديلمي مخلوف


 رؤية النور بعد الظلمات ... / د. ديلمي مخلوف


 Photo : Fighting for people's cause - fighting for justice

رأيت هذه الراية لأول مرة حين أحضرها المجاهدون إلى مسجد القرية لأول مرة كنت صغيرا جدا لكن بعض التفاصيل ما تزال راسخة في ذاكرتي اللون الأخضر الحريري الذي كان يعكس ضوء الشموع ... وزغاريد الفرح برؤية العلم ما يزال صداها يتردد في ذهني لم ... اكن اعلم أهمية وعظمة الحدث تلك الليلة ... رأيت هذا العلم للمرة الثانية في 5 جويلية 1962 وكان ذلك بشوارع المنصورة إلى حيث تدفق السكان وايدي الكبار منا تلوح بالراية أمام دبابات فرنسا التي تسمرت مشلولة لأول مرة وقد خرت هيبتها ولم يعد أحد يخاف زئيرها ولا دخانها علمت ما كان يحدث ... وعبارات تحيا الجزائر تملؤ الأجواء ولكن لحداثة سني لم أكن أستوعب كل شيء ...لست أدري بالضبط ما كان يدور في خلدي يوم ذاك ... ومع الزمن علمت ما يرمز إليه ويمثله هذا العلم من حرية وتضحية ومسؤولية وولاء للوطن ... قررت أن أخدم هذا العلم منذ سن مبكرة لا لكي اترقى أو اعتلي المناصب بل لكونى والكثيرون من جيلي رأينا وأدركنا ما يعنيه رؤية النور بعد الظلمات ... وعشنا أيام الفقر والجوع والعراء والتشريد ونحن صغار ثم صار عندنا وطن يحمينا بدفئه ومدارسة وجامعات تعلمنا فيها وتخرجنا منها مهندسين وأخصائيين وفنانين ودكاترة وضباطا، همنا الوحيد أن تحيا الجزائر ... و لكي لا ارى أنا مرة أخرى مشهد تعذيب عمي المجاهد في ساحة القرية بعدما ألقوا القبض عليه في حملة تمشيط ولكي لا أرى مرة أخرى مشهد استشهاد خال لأبي أمام أغيننا ولكي لا تتكرر رؤية خال لي لأخر مرة ليلة قدم له المجاهدون المسؤولون سلاحا ليغادر المنزل لآخر مرة ليموت شهيدا ... ولكي لا يتكرر ذلك اليوم ... يوم ختاني وأبي في سجون فرنسا لأكثر من شهر بعدما كان مطلوبا لكونه مسؤول جمع التبرعات في القرية لدعم الثورة ولم يكن مع أمي من متاع إلا دجاجة ذبحت بالمناسبة ... ولا لباس جديد  ولا حفلة ولا زرنة ولا زغاريد ... ووو ...
 Photo : ‎رأيت هذه الراية لأول مرة حين أحضرها المجاهدون إلى مسجد القرية لأول مرة كنت صغيرا جدا لكن بعض التفاصيل ما تزال راسخة في ذاكرتي اللون الأخضر الحريري الذي كان يعكس ضوء الشموع ... وزغاريد الفرح برؤية العلم ما يزال صداها يتردد في ذهني لم ... اكن اعلم أهمية وعظمة الحدث تلك الليلة ... رأت هذا العلم للمرة الثانية في 5 جويلية 1962 وكان ذلك بشوارع المنصورة إلى حيث تدفق السكان وايدي الكبار منا تلوح بالراية أمام دبابات فرنسا التي تسمرت مشلولة لأول مرة وقد خرت هيبتها ولم يعد أحد يخاف زئيرها ولا دخانها علمت ما كان يحدث ... وعبارات تحيا الجزائر تملؤ الأجواء ولكن لحداثة سني  لم أكن أستوعب كل شيء ...لست أدري بالضبط ما كان يدور في خلدي يومذاك ... ومع  الزمن علمت ما يرمز إليه ويمثله هذا العلم من حرية وتضحية ومسؤولية وولاء للوطن ... قررت أن أخدم هذا العلم منذ سن مبكرة لا لكي اترقى أواعتلي المناصب بل لكونى والكثيرون من جيلي رأينا وأدركنا ما يعنيه رؤية النور بعد الظلمات ... وعشنا أيام الفقر والجوع والعراء والتشريد ونحن صغار ثم صار عندنا وطن يحمينا بدفئه ومدارسة وجامعات تعلمنا فيها وتخرجنا منها مهندسين وأخصائيين ودكاترة وضباطا همنا الوحيد أن تحيا الجزائر ... و لكي لا ارى أنا مرة أخرى مشهد تعذيب عمي المجاهد في ساحة القرية بعدما ألقوا القبض عليه في حملة تمشيط  ولكي لا أرى مرة أخرى مشهد استشهاد خال لأبي أمام أغيننا ولكي لا تتكرر رؤية خال لي لأخر مرة ليلة قدم له المجاهدون المسؤولون سلاحا ليغادر المنزل لآخر مرة ليموت شهيدا ... ولكي لا يتكرر ذلك اليوم ... يوم ختاني وأبي في سجون فرنسا لأكثر من شهر بعدما كان مطلوبا لكونه مسؤول جمع التبرعات في القرية لدعم الثورة ولم يكن مع أمي من متاع إلا دجاجة ذبحت بالمناسبة ... ولا لباس جديدا ولا حفلة ولا زرنة ولا زغاريد ...  ووو ... وكم يؤلمني اليوم التلاعب بمقدسات الوطن وانحراف الولاء تجاه الأشخاص ... وكم يؤلمني أن أحس بأن تعذيب عمي وسجنه لسنين واستشهاد خالين وسجن ابي ونعذيبه لشهور (دون أن يطلب أو يمنح بطاقة مجاهد) يؤلمني أن أرى ثمرة كل هذا تلاعب بها شكيب خليل وأمثاله ... ومن لم يذوقوا طعم ويلات الحرب لأنهم كانوا في مأمن يتربصون الفرص ... ثم يتصرفون اليوم كالضباع والجزائر فريستهم يمزقونها أربا إربا ويغتصبونها بأشنع الطرق والحماة في القمة هم الجناة ...  فكم يؤلمني سماع الأكاذيب والإفتراء والتضليل من جماعة مسؤولة تستمر في الغش والتزوير وفي استصغار الشعب الجزائري إلى درجة السب والشتم في عنصرية صريحة ... وقد ضربوا بالمبادئ والولاء للوطن عرض الحائط ... لأن ما يجمعنا من وطنية أصبح عائقا يعرقل مصالحهم الشخصية ... إن الإتحاد قوة ... فعلينا نحن المخلصون لهذا البلد ... نخن الشعب الجزائري أن نلم شملنا حول هذا العلم ونعهد بولائنا للوطن وحده ... فالجزائر هاهنا باقية والشخصيات تزول شرا فعلت أو خيرا ....... 
ولتحيا الجزائر رغم الداء والاعداء‎

وكم يؤلمني اليوم التلاعب بمقدسات الوطن وانحراف الولاء تجاه الأشخاص ... وكم يؤلمني أن أحس بأن تعذيب عمي وسجنه لسنين واستشهاد خالين وسجن ابي وتعذيبه لشهور (دون أن يطلب أو يمنح بطاقة مجاهد) يؤلمني أن أرى ثمرة كل هذا تلاعب بها شكيب خليل وأمثاله ... ومن لم يذوقوا طعم ويلات الحرب لأنهم كانوا في مأمن يتربصون الفرص ... ثم يتصرفون اليوم كالضباع والجزائر فريستهم يمزقونها أربا إربا ويغتصبونها بأشنع الطرق والحماة في القمة هم الجناة ... فكم يؤلمني سماع الأكاذيب والإفتراء والتضليل من جماعة مسؤولة تستمر في الغش والتزوير وفي استصغار الشعب الجزائري إلى درجة السب والشتم في عنصرية صريحة ... وقد ضربوا بالمبادئ والولاء للوطن عرض الحائط ... لأن ما يجمعنا من وطنية أصبح عائقا يعرقل مصالحهم الشخصية ... إن الإتحاد قوة ... فعلينا نحن المخلصون لهذا البلد ... نحن الشعب الجزائري أن نلم شملنا حول هذا العلم ونعهد بولائنا للوطن وحده ... فالجزائر هاهنا باقية والشخصيات تزول شرا فعلت أو خيرا .......
ولتحيا الجزائر رغم الداء والاعداء
.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الهدم البنّاء و مفهوم الزائل في الفن المعاصر لمحراب التشكيل / محمد فارس

الصورة في الفن المعاصر بين الإدراك و التأويل / محمد فارس تونس

أعلام الموسيقى والغناء في العالم العربي الشيخ العربي بن صاري (1863-1964) / محمد بن عبد الرحمن بن صالح