رسالة مفتوحة الى ادارة المهرجان الدولي بالمحرس تونس، ضيافة 2014 / بوكرش محمد

الى الأستاذة ريم عطية المحترمة، وادارة المهرجان الدولي بالمحرس.

بعد التحية الأخوية أختي ريم عطية اخواني  بادارة المهرجان..أحيطكم علما بأن سكان محرس القدامى أي من سنة 1994 معظمهم يحبني ويقدرني لأني ترددت على المهرجان من تلك السنة الى سنة 2002 ولا أظن أنهم غادروا أو نسوا بوكرش الذي شرب الشاي الأحمر من أياديهم ومن كل باب مر به،  وبالتالي أريد اشعارهم عن طريق قدامى منظمي المهرجان المتبقين معكم  بقدومي، لأني هذه المرة وربما المرة الأخيرة لسني المتقدمة.. أفضل السكن معهم وسطهم وأحضر أفراحهم وأعراسهم وأكون قربهم ببيت متواضع ومتواضع جدا  مطلي بالتربة والجير، بدل الاقامة المصطنعة في فندق، أريد أن أحيى حياة بسيطة تونسية محرسية أرضية على الحصير اذا أمكن .. يبقى الاطعام اشارككم فطور الصباح ووجبات اليوم مجبور على ذلك..أما الباقي أريد أن أكون بدويا على الطريقة (الجزائرية والتونسية) المغاربية.. وسأكون مرفوقا بصديقي الفنان عبد الباسط غدير من ولاية اليزي من أقصى الجنوب الشرقي الجزائري بحدود ليبا وصديقي عبد المجيد عيساوي من ولاية تيندوف بأقصى الجنوب الغربي الجزائري بحدود المغرب المسافة بين بيتيهما 3000 كلم.. اليزي تبعد عني ب 2500 كلم وتيندوف تبعد  عني 1500 كلم  من طبعي  و طبعهما الاثنان التنقل الدائم على طول هذه المسافات نعشق  الحياة البرية الخارجة عن النمطية والنمط الشكلي التمثيلي الغربي، هدفنا الأول اللقاء بأحسن فناني الجزائر واليوم  تونس ، ولا أعني بذلك من فرضوا أنفسهم على الفن التونسي.. سنقدر بأنفسنا المستويات ونختار أسماء نعرفها وتعرفونها  وأسماء قد تكون مهملة من طرف بعض المدعين بأنهم نقاد وصنفوهم جانبا خارج الأسماء المدرجة بالاتحاد أو باللوبيات المصلحاتية.. نأخذ أسماءهم وندرجها مع قوائم فناني الجزائر المعروفين أيضا بالبحث والتجديد وهم في نظرنا كل من يتخذ من التراث المغراربي مرجعا  ومصدر الهام... ولا علاقة لهم نهائيا بالتيارات الغربية التي أصبحت مثالا ووحدات قياس يقاس بها الفن الشمال افريقي أو الافريقي،كل هذا لتنظيم ملتقيات بالجزائر على شكل مخابر وصالونات ومهرجانات تعود على الجميع بالخير ان شاء الله.لقد أعدنا النظر الجذري في تلك الأساليب البالية التي أنهكت فنانينا وأبنائنا بفرضها في المعاهد والمدارس العليا للفنون الجميلة..وزادت من عمي الصحافة الفنية وبالتحديد من عمي من سموا أنفسهم بنقاد في الفن..يلهثون وراء الحصول على شهادات الدكتراه(....) فقط لبسط الهيمنة على الآخرين متناسين بأن الفن ليست شهادة ونطريات .. بل ممارسة وابداع واختلاف وتميز بالتجديد والبحث المنطلق من قناعات ثقافية بمخابر حرة من وحدات القياس والتنظير الفاضي ، مخابر تعانق المحيط والطبيعة وصدق التعامل معها حسب ما يتطلبه العصر وما يحسسنا بالوجود السوي بعيدا عن التصنع والخداع التزييني المدلس. هدفنا ليس المشاركة قابعين المدة كلها بالمهرجان بقدر ما هي البحث عن الوجهة والتوجه لما يخدم مستقبل التشكيل المغاربي بعيدا عن التقليد الأعمى للغرب..نحن مختلفون وينبغي أن نختلف وهذا هدفنا..وبالتالي يمكنك صديقتي ربح غرفة في الفندق لاستقبال مثلا الاعلاميين الجزائريين.أنا بالفعل جاد بما أقول أتمنى من ادارة المهرجان أن تفكر من الآن في تخصيص بيت شعبي متواضع جدا لي ولرفيقي الاثنين وأهلا بكل فنان يرغب في البساطة ومقاسمة بوكرش نفس السكن والفكرة. في حد علمي لا يبخل كرماء المحرس بالمشاركة بمثل تحقيق هذه الفكرة حتى وان طلبنا منهم ذلك خارج مناسبة فعليات المهرجان ، أختي ريم عطية أسهل لكم العملية وربما تتسع لك غرف أخرى لمن ليس لهم غرف أو تقتصدين وتريحي  مزانية المهرجان بتقليص عدد الغرف والتوجه معي لسكنات شعبية لا تكلف الميزانية الكثير، الى أن ننهي مهمتنا التي نأمل أن نخدم بها كل فناني مغربنا الكبير، سياراتنا معنا ولا يهمنا بعد البيت أو المسكن المتاح الذي يحقق ما نتمناه وشكرا لك ولادارة المهرجان.

بوكرش محمد 20/7/2014