هل مغادرة كريمو فرحة أخرى.../ حفيظة طعام

هل مغادرة كريمو فرحة أخرى...

في هذا الشهر الفضيل تتعدد مصادر فرحتنا ..وستكبر الفرحة أكثر بحلول عيد الفطر المبارك الذي لا تفصلنا عنه إلا أيام معدودات ،صادفت هذه الايام للأسف بدورها نبأ مغادرة المبدع عبد الكريم ينينة دار الثقافة بأدرار ،فهل نعتبر خبر مغادرتك أيها القامة الشامخة نبلا وأخلاقا وتواضعا فرحة أخرى؟؟هل أنت سعيد بمغادرتك؟؟ هل ستزهو الثقافة بعدك؟؟

نحن نجهل تماما أسباب مغادرتك  ووحدك تعرفها ...وفي كل الأحوال ستبقى أدرار تذكرك لأنك رفعت راية الثقافة فيها ونبشت عن مصادر الابداع فيها وكشفت عنها وساعدتها وأخرجتها للحياة، فهي ممتنة لك دون شك وستبكيك شوارع أدرار وأركان دار الثقافة ورجالاتها وسيعترفون بفضلك عليهم وعلى الثقافة هناك ..

ستبكيك الأشياء وتحن إليك كما حنّ من قبل  جذع الشجرة على رسول الله عليه الصلاة والسلام_ الذي فارقه عندما بُني منبره الشريف...ستحن إليك حتى الجمادات أيها الرجل الطيب.

وسيفتقدك كل المبدعين في الجزائر هؤلاء الذين بنَيت لهم خيمة في أدرار ينثرورن فيها ما خطت أقلامهم يمرحون ويسهرون ملتفين حول حرارة قلبك الكبير ينشدون أجمل الأشعار فهل سيحافظ من سيكون بعدك على منبر الثقافة في أدرار؟؟ وهل ستنجب الجزائر من جديد خبراء أمثالك في مجال الثقافة؟؟

فأي تكريم يليق بحضرتك يا سليل الكبار ؟

لا شك أن أكبر تكريم سيحظى به رجل مثلك هو الاعتراف بجميله، لأنك حقا خدمت الثقافة بكل مصداقية وشرف. وحسبك أن تنام قرير العين وإن غادرت فستذكرك انجازاتك الجبارة، ستذكرك الخيمة والبيداء والقلم ..سيذكرك المتصوفة والشعراء والمشردين والنساء والأطفال والفقارة  والنخلة و ستردد صدى حضورك البهي قمم القصور في ادرار وسيكتب اسمك بحروف من ذهب في سجل الثقافة في الجزائر..

أملنا ألا تغادر أيضا مساحات الإبداع التي أنت متميز فيها نريد مزيدا من إبداع يضاهي رقصة ( الحمأ المسنون)  وكثيرا من القصص الجميلة حتى لا يمشي النص الأدبي حافيا من كل لذة ...

أخيرا ،أعبر بدوري عن شكري الجزيل لك وتقديري المتواصل لشخصك الكريم،أُحيي فيك نبل أخلاقك  وحسن تعاملك ..هذا في رأيي كل ما يبقى من الإنسان ويُحسب عليه.

دمت بنقاء وتعازينا الحارة للثقافة   بمغادرتكـ ،  أما أنت فلك أكوان من الفرح والسعادة والاستقرار.

حفيظة طعام.