اقاسمكم في هدا الشهر الفضيل احدى محاولاتي المحتشمة في الكتابة الحروفية محمد الأمين غانمي
اقاسمكم في هدا الشهر الفضيل احدى محاولاتي المحتشمة في الكتابة الحروفية
محمين الأمين غانمي
بسم الله الرحمن الرحيم.
نحمد الله حمدا أحديا في أحديته، ونعبده وحدانية في أحديته، و نوحده وحده في أحديته، توحيدا مقامه إثنين في وحدانيته، الألوهية و الربوبية للواحد الأحد، نشكره على مده النعم مدد، هو الله الذي لا إله إلا هو الفرد الصمد، الله أكبر قد جعل لأحديته في كل شيء آية، نسأله العفو عنا ورضاه علينا غاية، ثم صلى من مقامه الوتر على سيد الخلق و خاتم الأنبياء و على آله و صحبه أجمعين. آمين، أما بعد:
لما كان للألف دلالة على أحديته و وحدانيته و فردانيته... هاهو شيخنا الأكبر محي الدين بن عربي- رضي الله عنه - قد صنف
رسائل في ذكر فضائله، و خصه بكتاب سماه الألف و هو كتاب الأحدية، و نظم فيه عشر أبيات على غرار باقي الحروف يقول
في مطلعها: أنظر إلى الخلق من مدلول أسماء *** وكونه عين كلي عين جزئي
و رحم الله من قال: وفي كل شيء له آية *** تدل على على أنه واحد
فاعلموا يرحمكم الله، أن الألف الواحد للرقم واحد من جميع المراتب، و نسبتهما للأحدية أزلية، وحظهما من الحضرة الإلهية، هذا
و علاقتهما بالأحدية و الوحدانية تحوي أسرار كونية، و مفاتح غيبية.
أما مقامات الأقلام على إختلاف مراتبها في الشاهد، جعل للألف فيها خط مستقيم، وإن أضمر في بعضها لعلة سفلية، ويبقى الجوهر
مستقيما دالا على الأحدية بعلة جسمانية، كذلك هي للواحد.
وعلى ضوء العارفين بالله و أهله، فإن صورة الألف من حيث النشاة في عالم التسطير، بدأت مع خلق الله للقلم، ثم نظر إليه بعين
العظمة ليخط الهمزة، ولما نظر إليها بعين الكبرياء و العزة منيعة الحمى ، ذابت حياءا لتشق خطا مستقيما، وبهذه الصورة إكتمل
الألف. والله اعلم.
ومن مقام النور هذا، يعتبر أهل الله ان الألف أكثر من حرف. لما إنفرد به المولى عز و جل لنفسه، و جعل منه بداية لإسمه العظيم
و جعله سار في أسمائه الحسنى، وكذلك هو سار في أمة الحروف ما يوافق في الشاهد رقمه، وكان له من عظيم الشرف في كونه
بداية لإسم أول الإنس آدم عليه السلام، و علاقته بالأسماء التي تلقاها من الله عز و جل ، ثم عرضها على الملائكة.
ثم من مقام الرقم الواحد بنفس السريان في جميع الأرقام و المقادير، فضرب الواحد في نفسه يعطي نفسه أي الواحد، وكذلك في
باقي الأعداد لم يغير الحاصل، و للقسمة نفس الشيء ما يعني أن الواحد جزء من كل كلي.
و الألف إلى جانب الزاي و اللام للحضرة الإلهية، و ظهر ذلك في السبعة أفلاك، هذا و كان الألف أول حرف علوي و نوراني
ومطلع الأسرار الإلهية، وهو سعيد المزاج و حار الطبع، أي ناري و هوائي ،فاكتسب بذلك السرعة.
و بما انه آدم الحروف و أبوها الأول وقيومها، إنفرد بعدد بدائله الرقمية، و عددها ثلاثة و هي: الياء و القاف و الغين، بخلاف باقي
الحروف التي لها من البدائل إثنين فقط.
ومن بسائطه: الزاي و الميم و الهاء و الفاء و اللام و الهمزة. أما أحرفه اللفظية فهي: الهمزة و اللام و الفاء.
و من أسراره من مقام الفردانية و الوحدانية نشير إلى نشأة آدم وعيسى عليهما السلام من حيث بث الروح فيهما، و الفروق بين
الأدمة و الصفاء النوراني، و علاقة الأخيرة بمعجزة إحياء الموتى بإذن الله.
و لشيخنا الأكبر عديد الأمثلة في هذا الباب و فصل فيها الشيء الكثير...
لنعلم ان الفردانية و الوحدانية سارية الوجود في الكون، و مطلب أيضا، أما الأحدية فهي لله وحده دون سواه، ما وافق خواص الألف
في الشاهد و الغيب، ما جعل كتاب الألف يسمى بالأحدية، و الله أعلم.
الفنان التشكيلي محمد الأمين غانمي
Mohamed Amine Ghalmi
25/07/2014
تعليقات
إرسال تعليق