بلا أجوبة - 19 / محمود عيشونة



بلا أجوبة /19

par محمود عيشونة, jeudi 5 janvier 2012, 21:03.


بجانبه تنام..

أقراطها والمشط..

مرآة أفراحها..

وثيابها المبعثرة..

تفاصيل اليوم الخامل..

وضجيج روتين صاخب..

مأساة الشعب الخائف.. وكل شيء يدل على أسمال الحياة..

كل شيء في هذه اللحظة الخراب ينام..

يطول الليل..

يسترجع أمجاد ماض هذا الشعب العظيم.،عاشق الحرية وتحدي الليل..

يحملق في قطع الصفيح الذي هو بمثابة السقف الساتر لعورة أهله..

آواه..

يتنهد..

لماذا يتجمع كل هذا الهم مرة واحدة ويجثم على صدره..

لماذا يستشيط في الخوف عن الجسد ، تتشعب فيه الأوجاع، وتتلهف عليه الأطماع؟



لماذا يحبه وقد تخلى عنه كل الوطن..؟

ليحمل هم الجسد الفتي أناس غيره ممن أتاحهم أوسمته ،وصاروا ساسة وأثرياء..

هو..

لا..

إنه في نظرة الكل وهم بالخصوص مجرد حثالة..

إنه قذارة من صدأ الماضي

.

يدير انتباهه دون أن يحيد بصره، عن شعب الصفيح..

يفكر بعمق في الذين يقولون كل شيء ولا يفعلون شيئا؟..

وبالليل يقبضون ثمن قولهم.. ولا يهم إذا كان زورا.. أو كارثة.. ستحل على الجميع..

لماذا لا يتخلص مثل الجميع من هذا الأنف الطويل.. وقد جعله حديث الكل..؟

لحظة..

يجب أن يدرك يقينا، أنه وحيد الأنف..وأنه " حشيشة طالبة معيشة " لا غير..

لقد قضى أربعين عاما ونيف في هذا البلد..غير آمن على أهله.. وجيبه.. وروحه.. وكرامته..

من يمنعه إذن من الهجرة الآن وهو القابع طيلة هذي " السنون " تحت قر الصفيح.. وأكوام الزبالة عافاكم الله ..


يجب أن يتخلص الآن من قيده..

يجب أن يكسر السوط!..

يجب أن يخرج الآن دون أن يودع أحدا ،أو يفكر إلى الخلف.، ولا حتى أن ينظر..؟ !.

منطقيا كان عليه المغادرة مند أمد بعيد..

مند أن هاجوا وماجو ترويعا.. قتلا واغتيالات..

عمي محمد..

ولده نصر الدين. .

حسيبة..

راشا.. عمار..

لقد شاهد بأم عينيه، كيف جزئت أجسادهم النازفة بالعرق والحب.. كيف لفت.. وكيف أدرجهم النسيان رفوف يومياته المعتمة،بالشتم والاسترخاء..

مند أن راجت مهنة الرواة " والشيفون" وهو يعلم..

أن لا مكان له بين ريب همسهم،لا مكان له بين طرفي العصا،وهو الذي آمن مند البدء ، أن الشد من الوسط بهتان وإثم مبين..؟

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الهدم البنّاء و مفهوم الزائل في الفن المعاصر لمحراب التشكيل / محمد فارس

أعلام الموسيقى والغناء في العالم العربي الشيخ العربي بن صاري (1863-1964) / محمد بن عبد الرحمن بن صالح

آعـظـم 100 كتاب فـي تـاريخ الـبشريـة ... (جميعها جاهزة للتحميل)