قصيدة: خمرة القول / لمحمد الأمين سعيدي، من ديوانه الثاني:"ضجيج في الجسد المنسي
لمحمد الأمين سعيدي، من ديواني الثاني:"ضجيج في الجسد المنسي
خمرةُ القـول فـي دمانا تسيلُ
مثلمـا تمتطـي الترابَ السّيولُ
... مثـلما يخرقُ الغيـابَ حضورٌ
... مثلمـا يسبـقُ الريـاحَ صهيلُ
مثلما تحلـبُ القلـوبُ الأماني
مثلمـا يسكنُ العيـونَ الذهولُ
خمـرةُ القـول تفتحُ السرَّ فينا
فنرى ما إليــهِ سـوف نؤولُ
ونرى الأرضَ لا تعـودُ إلينا
والبليَّـاتِ فـي الجهاتِ تصولُ
ونرى شملنـا يُمزِّقـه البيــ
نُ ويُحيي الهروبَ فينا الرحيلُ
ونرى القـومَ يعتليهـم شحوبٌ
ويُغطِّي وجـهَ الحيـاةِ الذبولُ
ونرى مـا نرى فيـولـدُ فينا
وجـعٌ قـادرٌ وحلـمٌ هزيـلُ
ونزيـفٌ صراخـه يتعــالى
وحسـامٌ مـا بيننـا مسلـولُ
تستبيـح الرؤى هوانـا ويُدمي
عيـنَ أوجاعنا العذابُ اليطولُ
تحـت أقدامـنـا لهيـبٌ مقيمٌ
وبآفـاقـنـا لهيـبٌ يجـولُ
وعلـى ظهرنـا استراح كلامٌ
حَمْلُـه كالثـأر القديـم ثقيـلُ
زرع الحزنُ شوكَـه في حمانا
وسقـاه مـاءَ البكـاءِ العويلُ
واستقرَّتْ فـي عمقنـا ذبحاتٌ
ألِفَتْنَـا فهـل تـراهـا تزولُ
هذه القدسُ حاصرتهـا المآسي
والجراحـاتُ والزمـانُ البخيلُ
كل يوم فـي حضنهـا يترامى
أمـلٌ مـاتَ أو صبيٌّ قتيـلُ
كل يوم تبكـي عليهـا الليالي
وتُعيـدُ الآلامَ فيهـا الفصُـولُ
كلّ يوم يجتاحها صوتُ من ما
توا وصوتٌ فـي قلبها مكبولُ
لمْ نعانقْ آهاتهـا كيف لم نفـ
ـعلْ وقد لاح في سماها الذبولُ
لمْ نحطمْ أغلالهـا وهـوانـا
منذ دهر فـي حبِّهـا مغلولُ
والعراق الحبيـبُ في وجنتيهِ
كدمـاتٌ وقلبُــه المقتـولُ
يتمشَّـى الغزاةُ فـي كلِّ حيٍّ
وبنـوه بهـم يضيـقُ السبيلُ
خمرة القـول أثملتنـا فصرنا
كالجمـادات عزمُنـا مشلولُ
قد ملأنا سمع الوجود ضجيجا
وتكلمنا …والكلامُ يطــولُ
المشرية في 25/9/2008
تعليقات
إرسال تعليق