لازلنا رهيني الفقر والخوف!.. / Fakri M Orfel


لازلنا رهيني الفقر والخوف!.. / Fakri M Orfel


لازلنا رهيني الفقر والخوف!.. الشكوى تخنق الصوت.. لا يخرج "تغتال الكلام على مذبح شفاه الوجع" هل يستيقظ عمر؟!! يكسر صنم الليل.. يمسح على رأس الباكيات النائحات.. يقول للأطفال عن خرافة النوم.. وتشعل "معتيقه" قنديل المولد.. الأهزوجة تقول: هذا قنديل وقنديل.. هذا قنديلك يا حواء من المغرب يشعل ل تواء.
في مشهد خلفي ضوء باهت ينعكس على وجه عجوز أسمر متكيء على عمود ينتصب بجانب خيمته البالية وخروف يقصع جرته.. ...قد أحضره معه من قريته التي أخرجوه منها عنوة واستقر به الحال بضواحي العاصمة.. سرب من الذباب الأزرق يقرص وجه العجوز فيبعده بيده وبحركة فجائية يبتعد الذباب!.. ينتفض الخروف برشاقة رغم هزاله!.. وينطح شبح الهواء.. يعاود سرب الذباب المتوحش مهاجمة العجوز والخروف الهزيل.. يبعدالعجوز الذباب بضربة تسقط ذبابة زرقاء ميتة .. تلتصق بيده يبعدها ويمسح ماتبقى من دمها بجرده الليبي.. بقعة الدم تلتصق بكفه أكثر.. يعيد الكرة في مسحها.. بقعة الدم تلتصق وتكبر.. يبحث عن ماء لغسل يده لا يجد!.. ينظر لبقعة الدم وهي تكبر بكفه.. يتف لعابه على يده ويمسحها!.. يختلط لعابه ببقعة الدم وتكبر!.. يستنجد العجوز بمن معه في مخيم اللاجئين بضواحي طرابلس.. لا يهتمون لنداءته.. يصر على أن تتوقف بقعة الدم التي تكبر.. لا يستطيع لها حيلة!.. لازالت تكبر.. هو يستسلم.. تعلوا يده.. يستسلم لها أكثر.. فيما هو مستسلم لها يصير بقعة دم تعم المكان وتختفي خيمته وخروفه الهزيل.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حالة سودوية لواقع مرير!!!.. لازلنا ننتظر التدخل الأمريكي أو أصحاب القباعات الزرق.. لنضيع أكثر......!!!

تعليقات

  1. مساء الخير الفنان الصديق بوكرش..لازال محراب التشكيل الجامع للإبداع والمبدعين.. شكرا صديقي
    اخوك فاخري

    ردحذف
  2. مرورك الفنان فاخري وجمال أعمالك تثلج الصدر.. مرحبا بك في بيتك أخي وصديقي..

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الهدم البنّاء و مفهوم الزائل في الفن المعاصر لمحراب التشكيل / محمد فارس

الصورة في الفن المعاصر بين الإدراك و التأويل / محمد فارس تونس

أعلام الموسيقى والغناء في العالم العربي الشيخ العربي بن صاري (1863-1964) / محمد بن عبد الرحمن بن صالح