البحث الجمالي وتطويع المادة في اعمال الفنان الجزائري محمد بوكرش / محمد سعود
البحث الجمالي وتطويع المادة في اعمال الفنان الجزائري محمد بوكرش / محمد سعود
البحث الجمالي وتطويع المادة في اعمال الفنان الجزائري محمد بوكرش
بوكرش محمد على اليسار والروائي الطاهر وطار وبوكرش نوميديا
الفنان الجزائري الكبير محمد بوكرش من مواليد دارالشيوخ بالجلفة.خريج المدرسة الوطنية للفنون
الجميلة بالجزائر
سنة 1979..والتي عين مدرسا بها كأستاذ لمادة النحت .حصل على جوائز قيمة نذكر منها ميدالية ذهبية من مهرجان المحرس بتونس ومهرجان سبيخة بالقيروان ، ، واعتبر رجل السنة من طرف المعهد الأمريكي لدراسة السير سنة2004 .
منجز بوكرش بمتحف زابانة وهران
كما توجد أعماله الفنية في متحفي القبة ووهران بالجزائر ومتحف شانغ شونغ بالصين الشعبية
.
منجز بوكرش محمد بمتحف شانق شون الصين الشعبية
وتعتبر مسيرة الفنان الجزائري الكبير محمد بوكرش حافلة بالانجازات
و لا يمكن التحدث عنها في بضعة سطور ، إنسان يجيد الفن ممارسة وكتابة
أعماله تكشف عن قيمته الفنية في حقل الإبداع العربي عامة والجزائري خاصة ...وهو من الفنانين الذين حاولوا إرساء نهضة حقيقية للفن ..وكل متتبع لعمله يجد أن الأصالة والمعاصرة يتجاوران في عملية خلق بديعة دون أن يلاحظ أي نشاز فيهما..هما الاثنان يشكلان وحدة متراصة لا تستطيع الفصل بينهما ،،، أو نلامس إحداهما في معزل عن الأخرى ...لن يختلط عليك الأمر ولن تحس انك أمام شخصين .بل كل هذه الفسيفساء للخلفية الثقافية والفنية هي قطعة واحدة ..وإذا أزلت منها قطعة منها ستحس بالخلل .
لقد تأملت كثيرا صور النحاسيات التي أرسلها لي الأستاذ محمد بوكرش للإطلاع عليها فعاد بي الأمر إلى إشكالية تطويع هذه المادة من طرف الكثير من الفنانين وتحويلها إلى قطع فنية ..ورأيت في قطع الأستاذ بوكرش وفاءه له ...وفاء لمادة لا تخلو منها بيوتنا ..وتعلو سماء كل مدننا ..هي في جامور كل صومعة ولا مادة تعلو عليها.. إنها مادة النحاس هي الطالع والفأل الحسن وغلاف التمائم ، إذا نقص منها حرف تحولت إلى نحس ..
اشتغل عليها الفنان محمد بوكرش مستلهما تشكيلاته الايقونية من التراث .يتخذ الخط المغربي بعدا أساسا في جل أعماله الفنية .يتعامل معه بحذر شديد مانحا إياه أبعادا جمالية وتعبيرية تبوح بالخلفية الثقافية للفنان الذي يختزل في ذاته تراث امة ..يعبر عنه بكل حواسه وملكاته الفنية ..هذا الخط أو البعد الواحد يتساوق مع المادة بلون ذهبي متوهج..هذا اللون الذي صاحب الخط العربي في اعز ما يملكون..كتبوا به قديما المعلقات ووضعوها على جدار الكعبة وسواء كانت هذه القصة واقعا أم خيالا فان اللون الذهبي هو لون مقدس ..وبه كتبوا أندر واثمن المصاحف ما كتبت به أشعار الحلاج..وباللون والخط اكتملت الأعمال في أشكال دائرية ..هذا الشكل الذي اعتبر في الزخرفة أساسيا في الهندسة الإسلامية ، وأيضا في هندسة الخط العربي.
والأكيد انك إذا تأملت بعين فاحصة وبخبرة المتلقي الحاذق فانك ستجد الكثير من الذوات الثاوية في أعمال الفنان محمد بوكرش والتي تنصهر في بوتقة واحدة وتحل نفسك فيها ، وستكتشف ان المعاصرة في الفن ليست هي الصدمة أو الدهشة التي فهمها بعض الفنانين على أنها الابتذال ..بل هي دهشة من نوع آخر ..تستمد أصولها من البحث المستفيض في خلق متعة بصرية فيها الكثير من التفرد...
هكذا يمكنك التوغل في أعمال الفنان الجزائري محمد بوكرش الذي يشتغل في صمت بعيدا عن الغوغائية شانه في ذلك شأن كل الفنانين الذين يحترمون أنفسهم والمتلقي لأعمالهم ..كما يمكنك أيضا أن تكتشف انك أمام إنسان يحمل في أثافيه سندا لهموم فنية كثيرة تؤرقه..ومن رحم هموم وألام قضايا الفن تخرج أعمال الفنان بوكرش إلى هذا الوجود لتجتمع اللذة والآلام بخطوط قد لا تكون دائما حروفا او جملا بل قد تختزل أشكالا إنسانية أو من عوالم أخرى
محمد سعود / المغرب
تعليقات
إرسال تعليق