تنصيب المجلس الأعلى للفنون والآداب؟ / تكعيبية يكتبها بوكرش محمد

الرئيس عبد العزيز بوتفليقة من منجزات بوكرش 2007



تنصيب المجلس الاعلى للفنون والآداب؟ / تكعيبية يكتبها بوكرش محمد

صديقي الشاعر الجميل الأستاذ أحمد عبد الكريم ، ما لم يحترم المثقف نفسه لا يحترمه أحدا ولا مجال للحديث عنهم ما داموا ظهورا تركب ...تعود أشباه الساسة المتسلقون بكل الوسائل المتاحة على ميدان المنافسة والسباق مع الأحداث لترشيح أقل الكتاب والشعراء كفاءة ،عديمي الشخصية جاعلين منهم أبواقا مأجورة لتمرير كل الألاعيب القذرة للنيل من الكل من خلال النيل من كل واحد منا..ومن كل ما يحفظ ماء الوجه.
من تراه جديرا بالمعنى أن يختار عناصر تهدد وجودهم على المدى القريب أو البعيد؟
من تراه جديرا بالتضحية ويقبل بالرجل المناسب في المكان المناسب ؟
موضوع الصراع من أجل البقاء مهم وموضوع شائك .. في دولة لا يوجد فيها اقتصاد حر لخواص بحر مالهم في جميع الميادين والاختصاصات إلا ما...، المحافظة على أموالهم تفرض عليهم وعلينا الإنسان المناسب في المكان المناسب، لكن في ظل الاقتصاد المتكون من ثروات لا مالك لها بالمفهوم والمعنى الوراثي تتكاثر( مال وثروات الشعب) حولها المرتزقة من كل حدب وصوب سلاحهم الوحيد ذر الرماد في أعين الناس..التضليل الكذب..النهب السرقة وما إلى ذلك من آليات القمع والقهر والترهيب...وهذه من سمات ومواهب كل من يسير ويدير ما ليس له بمفهوم المصلحة الضيقة الظرفية على مقاس عالمنا العربي ...
يشهرون كل ما لديهم من آليات بتحالفات...في وجوه الناس كالتحكم في الإعلام.. في العدالة.. وفي العصا الغليض المختص في كل شيئ إلا حماية البلاد ( العباد) والاقتصاد...
أين الفنان وأين الأديب من هؤلاء..؟
كم من أديب وكم من فنان أو مثقف على الأقل في القطاع الثقافي العسكري أو الأمني؟ كم من أديب أو فنان أهل وجدير بهذه التسمية..؟ كم من أديب أو مفكر على رأس عناوين الصحف أو المجلات التي انعدمت وانقرضت..؟
كم من أديب اعلامي ومفكر صحافي؟ كم من أديب أو مثقف بالمفهوم العالمي وراء القنوات الإخبارية والإعلامية..؟ كم من رجل قانون مثقف أهل وجدير بهذه التسمية..؟
الإجابة على هذه الأسئلة فقط وليست الكل طبعا كفيل بالإشارة لكيفية كيف سينصب المجلس...
ما لم يشرف على العملية (وهي عملية جد حساسة) السيد رئيس الجمهورية بنفسه العارف بكل الأمور وبالشخصيات ذات الكفاءة مثلها مثل إشرافه شخصيا على كل ما هو دفاعي استراتيجي الذي كان من أولويات طلباته وشروطه للقبول برئاسة الجمهورية لضمان سير الأمور والتحكم فيها بنسبة ما..لأن الأمر لا يختلف نهائيا في نظرنا المتواضع بين العسكر والمثقف ولا قيمة لهذا أو ذاك والفرق والفراق بينهما مؤكد ومقصود.. شاسع مسافة بعد السماء على الأرض..بحيث ترتعد فرائسنا لسماع كلمة عسكري (دركي ، شرطي..) من الناحية المالية،التجهيزوالمزايا...ويندى جبيننا ويقشعر بدننا فقرا من سماع كلمة أستاذ ، مثقف ، فنان وخاصة التشكيلي منهم بل أحيانا أصبحت هذه الأسماء محل سخرية وتنكيت..أين ذا من ذاك؟
يوم ترجع المياه لمجاريها وتكون عدالة لا تفرق بين عسكري ومثقف بين وزير ومدير، بينهم كلهم ومعنى مواطن ومواطنين.. فما بالكم بشعبي عادي لا حول ولا قوة له.. ننظر في من هم أهل بأن ينصبوا على رأس المجلس العلى للآداب والفنون.. وما هي مهامهم وما هي الأولويات بعد أن يصبح العسكر عسكر بالاستحقاق والمثقف كذلك ويعرف كل منهما حدوده.. واجباته وحقوقه..عسكر مثقف محترف نعم...مثقف (شباب وشيوخ البلاد) واعي مسؤول نعم، نكون بالاثنان معا قوة واقعية آنية ومستقبلية..
والأولوية بالاهتمام في نظرنا المتواضع الاستثمار في العنصر الثاني الذي يضمن استمرارية تجديد دماء العنصر الأول بخيرة عناصر مثقفي مجتمع يريد لنفسه المكان والمكانة اللائقة به دوليا في عصر لا مكان فيه للعاجز على المنافسة والبناء...
أناشد من موقعي الضعيف الضيق ، موقع مثقف اليوم...سيادة رئيس الجمهورية ومن خلاله أسماء تعد على رؤوس الأصابع ألا يفوتوا الفرصة هذه المرة ويكون بهذا التأسيس تأسيس المجلس الاعلى للآداب والفنون تأسيس طريق خروج الجزائر من الارتجال والعبثية...
الى جزائر يحترمها أبناؤها قبل غيرهم...مجلس دائم مستقل يتجدد بتجدد الكفاءات المشهود لها وطنيا ودوليا يتكون من عناصر تمثل كل الكفاءات والقطاعات الحساسة فنيا وآدبيا...
بميزانية مستقلة ترصد سنويا حسب ما يقدم من مشاريع مدروسة بالتفاصيل المملة تخص احتياجات الجميع لها
تعمل بالتنسيق مع وزارة الثقافة بالإقناع والتشاور وليس بالوصاية العمياء والهيمنة، يكون الوزير فيها المشرف شرفيا على التنفيذ والحلق الرابط بينها وبين الجهاز التنفيذي الكلي...تحت رقابة ومراقبين من أجهزة مثقفي العدالة قادرة على التقدير ومراجعة التكاليف والمستحقات وما وعد به...
أقترح ملتقى وطني لكل اختصاص ينتخب خلاله العنصر الممثل في المجلس على أن يكون اسما وطنيا ودوليا يشرف على مكتب إدارة شؤون الباقي من المنتجين والمبدعين...قادر على تصنيف ما يمكنه أن يطبع॥ ما يمكنه أن يدخل المتاحف ،ما يمكنه أن ينشر ويوزع ويتنقل بين المسارح وركح العروض، وما يمكنه أن يبث من خلال الفضائيات ودور السينما وما يرشح للمشاركة به في عوالم المنافسة..عالم الاقتصاد والتجارة الثقافية والسياحية... وبالتالي نصنع ذاكرتنا الثقافية بمتاحفنا ،بتغذية ارشيفنا الوطني...






بوكرش محمد 10106/2011
نشر بيومية الفجر الجزائرية يوم الاثنين 13/6/2011

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الهدم البنّاء و مفهوم الزائل في الفن المعاصر لمحراب التشكيل / محمد فارس

الصورة في الفن المعاصر بين الإدراك و التأويل / محمد فارس تونس

أعلام الموسيقى والغناء في العالم العربي الشيخ العربي بن صاري (1863-1964) / محمد بن عبد الرحمن بن صالح