رجل سبع نجوم .. امرأة نجمة
بقلم : فاديا عيسى قراجه
هو : قبل ألف شهقة تفصل بين الخط الأبيض والأسود كنت أتعامل مع المرأة بحيادية , فكل ما كنت أعرفه عنها أنها بصمة في شعرها ,و شفاهها ,و نهدها , وخصرها , وردفها , وساقها الممتدة إلى جنون الجنون وأقدامها الصغيرة التي كنت أقبِّلها قبل أن أباشر التهامي الآني لتلك التفاصيل.. إلى أن أشرقتْ نخلة بقعة ظلي فعرفت حينها أن للمرأة بصمة في الروح , وبصمة في العين , وبصمة في النطق , هي هكذا أرسلها القدر كي تكتب لي نهاية تشبه نهايات أفلام الأبيض والأسود , ألم أقل لكم بأنها حد فاصل بين سكين الظل النازف وخنجر الضوء المنسكب؟ هي نافذة على درب مقطوع, موصول.. هي شجرة طيبة , أصلها في الروح وفرعها في الجسد …
كانت لوحاتي فوضوية تخلط مدارس الفن بعضها ببعض , فحيناً تجريدية , وحيناً تكعيبية, وحيناً انطباعية , وقفتْ النخلة بغطرسة الملوك, مزَّقت دفاتري , وحرمتني من ارتياد مدارسي, وهي تضحك مثل ممثلة عظيمة تؤدي دوراً سخيفاً, ثم أغلقت الأبواب الخاوية على عرشها , وأدخلتني مدرستها , جلست بقسوة شيوخ الكتاتيب تلوح عصاها , تهدد , وتتوعد دون حروف, تمد لعاب خطوطها فوق لوحاتي فيمتزج الرحيق بالرحيق, تحرقها باللون الحار وتجمدها باللون البارد , ثم تعجن لهفتي بنار الفصول مثل ساحرة , تدخل دون استئذان إلى غابة فني تقطع ما شاء لها من أشجار الوقت , وتُشذِّب ما تناثر من ألوان اللحظة, وتثرثر دون صوت , عيناها فرشاة تمحو ما تشاء , وتفرش ما تشاء, شفتاها لوحة تتدلى كعنقود ذاب فوق داليه ..تجلس كأميرة فقيرة , تتحدث عن محترفي المتواضع , وتنتقد طريقتي التي تتلمذ عليها عشرات الفنانين , تقول كلاماً لم تقله الكتب الجافة , وتطرح أسئلة لم تجرؤ الفضائيات والمجلات التشكيلية على تناولها معي حتى بالسر.. و قبل أن تنصرف توصيني أن أمنح لفرشاتي حرية الانزلاق فوق الأجساد , مع مراعاة تقعر الفراغ , وتحدُّب الحجم ..
هل يمكن أن تكون نخلة امرأة مثل كل النساء ؟
من أين لها أن تقلب مدارسي بجمالها العادي , وأنوثتها الضامرة , وصوتها المبحوح ؟؟
كيف يجتمع لنخلة ما لم يجتمع لقارّة من النساء ؟
كيف جعلت من الأبيض والأسود مفتاح سر الحكاية , كيف جعلتهما يتقابلان كعدوين , ثم يمتزجان كجسدين , ثم يتوالدان كجنين لقيط , ثم يتناسلان كليل ونهار , ثم يذوبان في شفاه بعضهما كعاشقين يتبادلان القبل في وسط ساحة تكتظ بالجنود ..
كيف اجتمع لك يا نخلة كل هذا البهاء, الرواء , العطاء ؟؟
كيف أصبحت نجمتي القطبية التي تدلني على اتجاه الريح ؟
كيف اختصرت ِ يا لذتي الألوان بلونين, واحد لليل وآخر للنهار ؟
هي : ” نعم يا سفرجل أنا من دبّر , ومن خطط , ومن تآمر كي تكون لي وحدي “
كان همّي الوحيد أن أجمع قصاصات الجرائد والمجلات التي تتحدث عنه , وعن أسفاره وغزواته , ومواقيت معارضه , جمعت حواراته , وصوره, دخلت عقله كما لم تدخله امرأة , عالجت قناعاته في مختبر الكتب والتحليلات النفسية , أخضعت صوته لعربدة تجاربي التقنية ,أجريت فوق تفاصيل وجهه مسحاً ضوئياً أعطى نتائج باهرة , ثم أتيت إليه متسلحة به , كنت رصاصة مسدسه التي نسيها في بيت النار..
دخلت عالمه مثل خطيئة لذيذة لم يستطع الوصل إليها ..
رغم خذلاني أمام ما يحب من نماذج نسائية لا تشبهني أبداً ..
كان نهداي عقدة روحي , وهو من أسس مقاسات عالمية لمملكة من النهود على مزاج شهواته التي لا تنتهي .. ففي لوحاته تنسكب الحياة منهما بكل أشكالها وألوانها , بتقواها وفجورها.. تفجّر طاقاته , وتحلل توقه إلى أمومة راحلة , تبعث الخصب في الجفاف .. عالجت هذا التوق وعرفت أن سفرجل رجل يبحث عن امرأة هي أنا وليست غيري , فعقدت العزم , ورشقت حنيني فوق ظهري وأتيت إليه ..
وللمعلومة كنت أتجسس بوسائلي الخاصة على جلساته التي كان يقضيها بالكأس والعربدة , وأحصيت فوران النساء من حوله , حتى أنني عرفت ما يفضل من شراشف فوق السرير,وماذا يرتدي من ملابس, وعلى أي جنب ينام , وماذا يحلم , ومتى يستيقظ , ما الذي يضحكه وما الذي يبكيه ..
كان سفرجل كتابي المفتوح بصفحة واحدة وغلاف مثير , ولون برّاق .. وقف أمامي بعيوبه وحسناته, كم كان هشاً من الداخل ! كم بكى بين يديَّ ! كم جففت منابع حزنه بعطش فرحي .. فعرفت أن الرجل حينما ُتفرَّغ آبار شهواته يقذف جسد المرأة خارجاً, ويقتفي آثار روحها ..وعلى هذا الأساس تسللت إلى محترفه كي أقدم أوراق اعتمادي كسفيرة لرغباته المجنونة , دخلت عالمه كي أنظم فوضى أوقاته , كي أكون سريره ووسادته شريطة ألا يغفو ولا ينام ..
فأنا النخلة التي ستلد سفرجلاً حلو المذاق لين الملمس , لا يقف في الحلق إلا ليصنع للصوت نغمة سفرجلية اللون , تمرية الطعم ..
لم أكن أعلم بأنني سأبقى نجمة تضيء حياته, وتتسوّل أمام محترفه العالي , لم أكن أعرف بأنني أنا من يرسمه , ويلونه , ويحرك فرشاته , ففي الظل زُرعتُ وفي الظل سأبقى مثل الفطر الذي لا يخرج رأسه من تحت الأرض إلا عبر الصواعق والرعود,
ورغم خذلاني كان سفرجل يجمع نجوم وحدته ويتكوم قربي كقطة دافئة , أحكي له الحكايا , أداعب رموش نعاسه ,أقبِّل رؤوس أصابعه وأكذب عليه ويكذب عليّ حتى نصدق نفاقنا..ثم نضحك حتى نبكي .. ونبكي حتى نغفو ..ونغفو حتى نموت ..ونموت حتى نحيا ..
ياه يا سفرجل ما أحلى غصّتي بك , وما أشهى ملوحة كوثرك ..
كيف لرجل مضيء كالشهوة أن يكون بسبعة ألوان فلون للحياة ولون للموت , ولون للفرح , ولون للانكسار , ولون للانتصار , ولون للجمال ولون للقبح …
كيف تكون رجلاً يمتلك الألوان كلها, والمجد كله وتقتنع بلونين هما أنت وأنا ؟؟
هو + هي = ماء وهواء وتراب ونار .
*محترَف, بضم الميم و فتح الراء يعني المرسم أو خلوة الفنان
هو : قبل ألف شهقة تفصل بين الخط الأبيض والأسود كنت أتعامل مع المرأة بحيادية , فكل ما كنت أعرفه عنها أنها بصمة في شعرها ,و شفاهها ,و نهدها , وخصرها , وردفها , وساقها الممتدة إلى جنون الجنون وأقدامها الصغيرة التي كنت أقبِّلها قبل أن أباشر التهامي الآني لتلك التفاصيل.. إلى أن أشرقتْ نخلة بقعة ظلي فعرفت حينها أن للمرأة بصمة في الروح , وبصمة في العين , وبصمة في النطق , هي هكذا أرسلها القدر كي تكتب لي نهاية تشبه نهايات أفلام الأبيض والأسود , ألم أقل لكم بأنها حد فاصل بين سكين الظل النازف وخنجر الضوء المنسكب؟ هي نافذة على درب مقطوع, موصول.. هي شجرة طيبة , أصلها في الروح وفرعها في الجسد …
كانت لوحاتي فوضوية تخلط مدارس الفن بعضها ببعض , فحيناً تجريدية , وحيناً تكعيبية, وحيناً انطباعية , وقفتْ النخلة بغطرسة الملوك, مزَّقت دفاتري , وحرمتني من ارتياد مدارسي, وهي تضحك مثل ممثلة عظيمة تؤدي دوراً سخيفاً, ثم أغلقت الأبواب الخاوية على عرشها , وأدخلتني مدرستها , جلست بقسوة شيوخ الكتاتيب تلوح عصاها , تهدد , وتتوعد دون حروف, تمد لعاب خطوطها فوق لوحاتي فيمتزج الرحيق بالرحيق, تحرقها باللون الحار وتجمدها باللون البارد , ثم تعجن لهفتي بنار الفصول مثل ساحرة , تدخل دون استئذان إلى غابة فني تقطع ما شاء لها من أشجار الوقت , وتُشذِّب ما تناثر من ألوان اللحظة, وتثرثر دون صوت , عيناها فرشاة تمحو ما تشاء , وتفرش ما تشاء, شفتاها لوحة تتدلى كعنقود ذاب فوق داليه ..تجلس كأميرة فقيرة , تتحدث عن محترفي المتواضع , وتنتقد طريقتي التي تتلمذ عليها عشرات الفنانين , تقول كلاماً لم تقله الكتب الجافة , وتطرح أسئلة لم تجرؤ الفضائيات والمجلات التشكيلية على تناولها معي حتى بالسر.. و قبل أن تنصرف توصيني أن أمنح لفرشاتي حرية الانزلاق فوق الأجساد , مع مراعاة تقعر الفراغ , وتحدُّب الحجم ..
هل يمكن أن تكون نخلة امرأة مثل كل النساء ؟
من أين لها أن تقلب مدارسي بجمالها العادي , وأنوثتها الضامرة , وصوتها المبحوح ؟؟
كيف يجتمع لنخلة ما لم يجتمع لقارّة من النساء ؟
كيف جعلت من الأبيض والأسود مفتاح سر الحكاية , كيف جعلتهما يتقابلان كعدوين , ثم يمتزجان كجسدين , ثم يتوالدان كجنين لقيط , ثم يتناسلان كليل ونهار , ثم يذوبان في شفاه بعضهما كعاشقين يتبادلان القبل في وسط ساحة تكتظ بالجنود ..
كيف اجتمع لك يا نخلة كل هذا البهاء, الرواء , العطاء ؟؟
كيف أصبحت نجمتي القطبية التي تدلني على اتجاه الريح ؟
كيف اختصرت ِ يا لذتي الألوان بلونين, واحد لليل وآخر للنهار ؟
هي : ” نعم يا سفرجل أنا من دبّر , ومن خطط , ومن تآمر كي تكون لي وحدي “
كان همّي الوحيد أن أجمع قصاصات الجرائد والمجلات التي تتحدث عنه , وعن أسفاره وغزواته , ومواقيت معارضه , جمعت حواراته , وصوره, دخلت عقله كما لم تدخله امرأة , عالجت قناعاته في مختبر الكتب والتحليلات النفسية , أخضعت صوته لعربدة تجاربي التقنية ,أجريت فوق تفاصيل وجهه مسحاً ضوئياً أعطى نتائج باهرة , ثم أتيت إليه متسلحة به , كنت رصاصة مسدسه التي نسيها في بيت النار..
دخلت عالمه مثل خطيئة لذيذة لم يستطع الوصل إليها ..
رغم خذلاني أمام ما يحب من نماذج نسائية لا تشبهني أبداً ..
كان نهداي عقدة روحي , وهو من أسس مقاسات عالمية لمملكة من النهود على مزاج شهواته التي لا تنتهي .. ففي لوحاته تنسكب الحياة منهما بكل أشكالها وألوانها , بتقواها وفجورها.. تفجّر طاقاته , وتحلل توقه إلى أمومة راحلة , تبعث الخصب في الجفاف .. عالجت هذا التوق وعرفت أن سفرجل رجل يبحث عن امرأة هي أنا وليست غيري , فعقدت العزم , ورشقت حنيني فوق ظهري وأتيت إليه ..
وللمعلومة كنت أتجسس بوسائلي الخاصة على جلساته التي كان يقضيها بالكأس والعربدة , وأحصيت فوران النساء من حوله , حتى أنني عرفت ما يفضل من شراشف فوق السرير,وماذا يرتدي من ملابس, وعلى أي جنب ينام , وماذا يحلم , ومتى يستيقظ , ما الذي يضحكه وما الذي يبكيه ..
كان سفرجل كتابي المفتوح بصفحة واحدة وغلاف مثير , ولون برّاق .. وقف أمامي بعيوبه وحسناته, كم كان هشاً من الداخل ! كم بكى بين يديَّ ! كم جففت منابع حزنه بعطش فرحي .. فعرفت أن الرجل حينما ُتفرَّغ آبار شهواته يقذف جسد المرأة خارجاً, ويقتفي آثار روحها ..وعلى هذا الأساس تسللت إلى محترفه كي أقدم أوراق اعتمادي كسفيرة لرغباته المجنونة , دخلت عالمه كي أنظم فوضى أوقاته , كي أكون سريره ووسادته شريطة ألا يغفو ولا ينام ..
فأنا النخلة التي ستلد سفرجلاً حلو المذاق لين الملمس , لا يقف في الحلق إلا ليصنع للصوت نغمة سفرجلية اللون , تمرية الطعم ..
لم أكن أعلم بأنني سأبقى نجمة تضيء حياته, وتتسوّل أمام محترفه العالي , لم أكن أعرف بأنني أنا من يرسمه , ويلونه , ويحرك فرشاته , ففي الظل زُرعتُ وفي الظل سأبقى مثل الفطر الذي لا يخرج رأسه من تحت الأرض إلا عبر الصواعق والرعود,
ورغم خذلاني كان سفرجل يجمع نجوم وحدته ويتكوم قربي كقطة دافئة , أحكي له الحكايا , أداعب رموش نعاسه ,أقبِّل رؤوس أصابعه وأكذب عليه ويكذب عليّ حتى نصدق نفاقنا..ثم نضحك حتى نبكي .. ونبكي حتى نغفو ..ونغفو حتى نموت ..ونموت حتى نحيا ..
ياه يا سفرجل ما أحلى غصّتي بك , وما أشهى ملوحة كوثرك ..
كيف لرجل مضيء كالشهوة أن يكون بسبعة ألوان فلون للحياة ولون للموت , ولون للفرح , ولون للانكسار , ولون للانتصار , ولون للجمال ولون للقبح …
كيف تكون رجلاً يمتلك الألوان كلها, والمجد كله وتقتنع بلونين هما أنت وأنا ؟؟
هو + هي = ماء وهواء وتراب ونار .
*محترَف, بضم الميم و فتح الراء يعني المرسم أو خلوة الفنان
تعليقات
إرسال تعليق