الاحتيال على الثقافة الإسلامية بتلمسان

الاحتيال على الثقافة الإسلامية بتلمسان هل هو عدم ثقة بالمثقف التلمساني ؟.. استفادت ولاية تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية 2007/2011 برعاية رئاسية خاصة وبمشاريع بنى تحتية محترمة جدا تم تدشينها يوم 17/4/2011 بأياديه الكريمة وهو مشكور على ذلك ومشكورين أبناء تلمسان البسطاء على استضافتهم لنا لمعاينة ذلك ومشاركتهم الفرحة بعد التدشين خارج البروتوكولات ، بعيدا على المساحيق والتضخيم الذي لا يخدم إلا المحتالين واللصوص أهل التلاعب بالفواتير وهدر المال العام في غير محله. في حديث يردد فقط بين التلمسانيين ومن يثقون به.. ويشاطرهم نفس الإحساس، التطلع، الاهتمام ، وخاصة تبادل التقدير والعرفان…نعم.
اختارت وزارة الثقافة ولاية تلمسان لمواصفات معينة ترشحها بامتياز أن تكون عاصمة السنة الثقافية الإسلامية للعالم الإسلامي 2011..تلمسان المدينة العريقة، تلمسان القلعة والممر أيام الفتوحات الإسلامية والطريق الممهد الممتد غرب شمال إفريقيا غربا، إلى المحيط ومنه عبر البحر المتوسط إلى الشمال…إلى المغرب ..إلى الأندلس… سقطت غرناطة سقط الأندلس …وما تبقى من الصورة والتصور إلا…إلا من لاذ بجلده وطال عمره ورجع مقهورا مجبورا إلى الخلف إلى المغرب العربي ..بما قل وتبقى من الجهد.. بما قل حمله وغلى ثمنه…من التراث والآثار ما يشهد على ذلك، من الأحفاد والخلف الصالح من ورث أب عن جد ما تحفل وتحتفل به ولاية تلمسان اليوم ، جماليات، مكاسب ، كنوز ومعمار، موروث فني وآخر إسلامي فكري وتاريخي..
بدأ التحضير لهذا.. لأن تكون تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية انطلاقا من 2007 والجزائر تعيش يومها أيامها وهي عاصمة للثقافة العربية..خصها سيادة رئيس الجمهورية بغلاف مالي جسد ما يكمل ويفي بالغرض وهو العمل على نجاح التظاهرة التي نحن اليوم نعيش فعلياتها بتلمسان، لكن… اختيرت تلمسان عاصمة للثقافة الإسلامية وعاش جمهورها التظاهرة كمتفرج مثلي مثله الفرق بيننا أني قطعت مسافة 600 كلم لأشاركهم ذلك…وأسمع ما يتردد بينهم ويتعلق بإقصائهم وتهميشهم كقدرات تلمسانية من المساهة في التنظيم أو التنظيم كله ..بالعمل مع المستشارين من القطر.. استشارة الذين لهم كفاءة تخدم الغرض والسمعة الوطنية..
طغى على الوجوه التلمسانية التي رأيتها وتكلمت لي استياء واضح يؤسف له.. من تلمسان وضواحيها أعرف الأصدقاء وأساتذتي الفنان التشكيلي الكبير شكري مسلي، الفنان بشير يلس مدير مدرسة الفنون الجميلة سابقا، المرحوم الدكتور عبد المجيد مزيان، الروائي الدكتور وسيني الأعرج، الروائي الدكتور أمين الزاوي، الدكتورة الشاعرة ربيعة جلطي الكاتب الشاب بن منصور عبد الوهاب…و…القائمة طويلة.
أتعجب بكل صراحة للإقصاء الذي مورس على نوابغ أهل الولاية تلمسان…إقصاء سلالة كانت لها القدرة وما زالت على المحافظة على كل المكاسب التي رشحت الولاية تلمسان لتكون عاصمة للثقافة الإسلامية… إقصاؤهم من تنظيم التظاهرة والمشاركة فيها بقوة يعد تجاوزا صارخا لا مبرر له إلا ما بنفس يعقوب.. إلا ما بنفس العاصمية الباهتة …إلا ما بنفس المقاولين ومقاولات تبرير الفواتير المضخمة…
هل عقرت نساء تلمسان ..؟ واضطر كبير المقاولين بالوزارة الموقرة جدا لاختيار الموثوق فيهم جدا…وتحديدا من الجزائر العاصمة… هي نفس الوجوه التي نظمت وبررت كل فواتير ما سبق من تظاهرات الاحتيال على الميليارات..باسم وزارة الثقافة وزارة المقاولين والبزنس بعيدا عن الرقابة وحسن توظيف ثقة رئيس الجمهورية الذي ضخ من الأموال ما يكفي لخدمة المثقف والثقافة الجزائرية.. من حق أبناء تلمسان التي تم اختيارها لتكون عاصمة السنة الثقافية الإسلامية أولا أن تترأس التنظيم، من حقهم أن ينظموا التظاهرة الإسلامية ويشد الباقي من المثقفين بربوع البلاد على أياديهم بالمشاركة ، بالمشورة والنصيحة التي تخص الاختصاصات التي تخدم ذلك..وليس من حق الوزارة إلا الإشراف، وأن لا تنصب من لا صلة ولا ضلع لهم بالموضوع ، لا صلة لهم بمعرفة مكنوز الثقافة الجزائرية كان ذلك بتلمسان أو باقي ولايات الوطن..لكن من شب على شيء شاب عليه، وكما تعودت.. وتعود المقاولون ، عاد السطو من جديد على الأغلفة المالية المخصصة لذلك..
أين الثقافة الإسلامية من هذا..حتى لا نقول الثقافة…على أي ثقافة نتحدث وعلى أي مشروع ثقافي تضخ وتصرف الأموال… شكرا لرئيس الجمهورية والخزي والعار للحكومة ووجوهها البالية..
تلمسان أكبر وأطهر من أن تكون عاصمة ثقافة المحتالين واللصوصية

تكعيبية يكتبها بوكرش محمد

مدينة مغنية تلمسان الجزائر 22/4/2011

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الهدم البنّاء و مفهوم الزائل في الفن المعاصر لمحراب التشكيل / محمد فارس

الصورة في الفن المعاصر بين الإدراك و التأويل / محمد فارس تونس

أعلام الموسيقى والغناء في العالم العربي الشيخ العربي بن صاري (1863-1964) / محمد بن عبد الرحمن بن صالح