القراءة عندنا...و عندهم / بقلم : السعيد موفقي / قاص و ناقد
القراءة عندنا...و عندهم / السعيد موفقي قاص و ناقد
الموضوع مشارك به في استطلاع قامت به مجلة "الفصول الأربعة" الليبية
الموضوع مشارك به في استطلاع قامت به مجلة "الفصول الأربعة" الليبية
إنّ ما تنشره وسائل الإعلام الغربية من نماذج مختلفة لحياة الإنسان الأوربي ، الثقافية و العلمية و التربوية لا تقلّ أهمية عن حياته الاجتماعية و الاقتصادية، و تكاد تكون أكثر حظوة منها ، إذ أثبتت الإحصائيات أنّ مشاهد الحياة الثقافية و الإبداعية هنالك تتزايد يوما بعد يوم بفعل السلوك الحضاري الذي تشبع به الإنسان الأوربي و قدرة الإعلام الفاعلة في توجيهه و إقناعه بدوره كفرد منتج و ما تركته نماذجهم البشرية القديمة و الحديثة في شتى الميادين في نفسه التواقة إلى الرقي و السعادة و الترفيه ، و التفكير السليم لتأسيس حياتهم على مقومات قوية ، بحثا عن نموذج متكامل المرتكزات ، فلا يمكن أن نبررهذا إلا بما وفرته دور النشر من جهتها و دوائر الثقافة و المؤسسات التعليمية وما تقدمه من نشاطات هادفة تتناسب مع معادلة حياة الإنسان الأوربي و تفكيره عبر مختلف الأزمنة (الماضي و الحاضر و المستقبل) باعتبار القراءة غذاء ضروريا كمصدر يتوفر على رأسمال بشري ينبغي استثماره بحكمة و ضمن استراتيجية متكاملة تأخذ بعين الاعتبار عنصر الزمن و علاقته بفعل القراءة و الكتابة و الإنسان ، وهو أمر أكده مالك بنبي كمفكر في كتبه التي تناول فيها مفهوم الحضارة و شروطها ، فكان سر نجاحهم حسن استغلالهم لكل المؤهلات الفطرية والتعليمية التي تتيح لهم التطور نحو الأفضل ، إذ اكتشف الأوربي في بيئته أرضية خصبة ساعدته عليها وسائل النشر والإعلام بشكل ملفت ووزعت اهتمامه بحرفية ، مما وفّر له أسباب النجاح و تحقيق أرقام مذهلة وإحراز مراتب متفوقة على مستوى البحث العلمي و الإبداعي و النشاط الثقافي المتنوع والمتزايد ، فهذا يعكس درجة الوعي لدى شعوب هذه الأمم و رغبتها في المساهمة الجادة لبناء حضارتها في الوقت الذي تتناقص فيه المقروئية عندنا لأسباب نتعددة بالرغم من توفر هذه الوسائل ، فالمسؤولية عامة و المشكلة تكمن في بنية الفرد عندنا و استعداداته و تصوراته . لأنّ وسائل الإعلام خاصة ، قادرة على توفير ما يمكن اعتباره تغييرا و تحسينا وهو متاح على مستوى أكثر من صعيد و أضمن لمشروع الأمة .
تعليقات
إرسال تعليق