الفنان التشكيلي الجزائري بوكرش محمد في حوار لمجلة اليمامة مع الشاعر والاعلامي عبد العزيز النصافي

بوكرش محمد الجزائري



الفنان التشكيلي الجزائري بوكرش محمد
في حوار لمجلة اليمامة
مع

الشاعر والإعلامي عبد العزيز النصافي
رئيس القسم الفني في مجله اليمامه

س1 - في البدايه هل اختارك الفن ام اخترته –كيف بدات قصتك معه؟

ج - عندما يبدأ سريان أثر ومفعول الأشكال والألوان على الأطفال وأنا واحد منهم ولا زلت، يبدأ معها رد الفعل، كل وما يحدث بداخله وذلك بشعلة فتيل رغبة اللمس بكل ما لديه من حواس، الشم، القضم، السمع والذوق وهو أول ما يتعامل به أي طفل وما هو موجود بين أعينه و أياديه الناعمتين.. هي مجسات قراءاته الأولى التي بفضلها تبدأ المعرفة وتكوين الذاكرة ومن ثم التمييز وتكوين التذوق والاختيار بعيدا عن المسميات والرموز التي تتكون لاحقا كأدوات تصبح بتكرار التجربة والشرطيات عوامل مشتركة بين الناس ينعت بها ويشار، ببدائية بدأت بأصوات... بدأت بخربشات تشكيلية وآثار...تحكي حركات وترسم مسارات وتمثل بألوان.
لا أحد من كل هؤلاء الأطفال.. وتدرجهم في التجربة والسن كان يقصد أنه فنان ( رسام ، منشد ، كاتب أو ممثل) .
وعليه كيف تريدني أن أختار أو أن أكون غير ما جبلت عليه؟ أن أكون المقعد،العمي، الصم والبكم...وأنت خير العارفين بأن المفكر ابن طفيل سمى الطفل بما ملك: (حي بن يقضان)، حي... بماذا ؟، ابن من...؟، ابن اليقظة .
كلنا فنان إلا أننا فقط لا نتساوى...هل يستوي الذين يعلمون واللذين لا يعلمون؟ ، باختلاف تفاوت درجات المعرفة والعمل، الحضور، القدرات والنباهة وتوظيفهم حسب الحاجة والمراد.

س2- ماهي الروى والافكار والشجون التي تسعى عادة للتعبير عنها من خلال لوحاتك التشكيليه؟.

ج – التخلف والضعف والجهل والمصالح الضيقة الملازمة لملوك وأمراء، لرؤساء أنظمة بالتعاقب والتوريث المباشر وغيره بالمقارنة مع الأجناس التي لا تختلف عنا إلا بما يراد لنا أن نفقده كلية... يجعل من معظم أعمالنا ان لم تكون كلها فن فكر وسياسة وفلسفة، فحواها حركات تحررية ...أولا ، ويرى المعظم منا بعد ذلك احتياجاتنا حسب الأولوية...نحن أحسن بكثير من أن نكون على أسماء وشاكلة أو سلوك أولي الأمر منا، نحن أحسن من أن نحمل جنسية زين عابدي بدل تونسي، مباركي بدل مصري،قدافي بدل ليبي ، نحن خير أمة أخرجت للناس، نحن محمديون...أليس كذلك؟ نحن مسلمون، والحمد لله رب العالمين.
العمل الفني اليوم يتطبب من النضج والنفوذ ما يثير التساؤل ، الخطاب والصحوة نريد التغيير...نريد المنافسة، نريد مكان استحقاق وجدارة، ما هي المصلحة والفائدة منه ان لم يكن مثل هذا وأحسن...؟ لأقول: هذا قدري وتقديري، هذا حظي المتواضع وخيوط نسيج عملي الفني خط معظم من يستحق لقب فنان على المستوى الإنساني عالميا...


س3- حدثنا عن واقع الحركه التشكيلية في الجزائر ؟.

ج- الجزائر مثلها مثل باقي شقيقاتها في عالم الضعف من المحيط الى الخليج طالها المد والشد والتأثر بالغالبين الا ما رحم ربكم الا القليل وهم يعدون على رؤوس الأصابع شهرتهم تعدت حدود بلدانهم يمثلون حركة تشكيلية تفردت بمرجعيتها وأصالتها نهلت من رصيدها الثقافي العريق الذي ميزها وضمن لها مكانا ومكانه بين ما هو موجود على الساحة الفنية التشكيلية عالميا...
منهم الفنان المنمنم المرحوم محمد راسم والرسام في الفن المعاصر المرحوم محمد خدة ، تمردا عن الأساليب والمدارس التي اتخذها العرب مرجعية وأمثلة اقتدوا بها تشكيلا ونقدا ووحدات قياس وضعت المعظم منهم في دائرة الاستهلاك
التقليد والاستنساخ...
للجزائر اليوم من الشباب الذين تتلمذوا على الفنان راسم وخدة بالطريقة المباشرة وغيرها..سطع نجمهم عاليا أمثال الفنان لزهر حكار والفنان تابرحة نور الدين، الفنان مداني محمد الأمين والفنان الواعد حمزة بوخلدة، اسماء لها وزنها مشرفة جدا...لكل منهم لوحة مختلفة عن الآخر بما يختلف به موقع كل فنان من الخارطة الجزائرية...

س4- مرحله ولادة فكرة اللوحه – هل تاخذ من التشكيلي وقتا طويلا؟ هل تعاني من ولادة الفكره؟.

ج- في تقديري الجدير باسم فنان أو باسم آخر لا يكون بغير استحقاق وتأهيل، هل يصعب على الملاح أن يخوض بنفسه البحر أو على فراخ الطائر الارتماء في الجو...؟ في رأيي المتواضع الفنان محيط تهافت أ فكار وقضايا وخاصة الأمهات منها بمجرد ما يرى عذرية ورقة.. أو شيئا آخر مماثلا له يراها ميادين خصبة مفضلة لطرحها أو لزراعة بذورها...أنا شخصيا لا أفكر بل الأفكار هي الوارد والشارد على شاشة حضور ذهني على الفنان فقط اختيار ما يتلاءم ويتماشى مع احتياجات مواطنه ولوحته بالمنظور والآليات التي تضمن تبنيها من الطرف الآخر كعامل مشترك يسعد الكل بالعمل معا على تحقيق وتجسيد مراميها..أما الشوارد منها في حاجة إلى تأهيل أكثر بمعارف وبحوث جادة تتجاوز مستوى البسطاء المتطفلين على الميادين تحتاج الى مخابر وتفرغ كامل لتصبح من السهل الممتنع الممكن..هذا الذي هو اليوم ثمرة وسلاح الآخر ونفوذه المفروض للهيمنة على بلدان تحكمها المتشدقون والمطبلون لكل ما يأتيهم جاهزا التفرغ عندهم كمستهلكين مفروض على عامة الناس الأقلة منهم فقط تفوز بهجرة مجبور أخاك لا بطل..ثمرة ينتظرها الآخر بفارغ الصبر تأتيه جاهزة من حيث لا يعلم ينعم بها وبما أنجزت وتنجر نعمة عليه نقمة علينا...نحن لا نفكر نحن (نفكرن)...نحن نوأد قبل أن نلد...والا لماذا كل هذه الثورات والهزات الشعبية .
نعم صديقي الشاعر..نحن نفكر وبفكرنا احترقنا وسنحترق إن لم...


س5- ما هي نوعيه الخامات التي تستخدمها عادة في لوحاتك ؟.

ج- نوعية المواضيع مربوطة بنوعية الخامات عندما يكون الفنان بالفعل فنان تشكيلي متعدد المعارف والتجارب واسع الخبرة والتجريب صاحب دراية بطرق التعامل معها ومعرفتها جيدا بعمله وممارسته الدائمة والمستمرة.. لا تقف الخامات عائقا في هذا الحال بينه وبين ما يراه فيها تنتظر منه فقط إطلاق سراحه... أو عرضه مثل عبد ميشال أنجيلو ( عبد مشال أنجيلو منحوتة رخامية ) الذي أصبح بمعاناته وجهده الدائم في حركة تنصلية توقفت قصدا بإرادة النحات تريد فك نفسها من ثقل ووزن كتلة الرخام التي لا تتحقق أبديا وبها يبقى العبد ماثلا حاله حال رؤساء وملوك العرب بإرادة منهم أذلاء بين أيادي طاعون أمريكا والصهيونية العربية المقيتة بقناع إسلامي كخدمات وخدام حرمي البيت الأبيض والبانتاقون البديل الساري المفعول لما هو مروج للتغليط وتتويه أشباه الأدباء بامتطاء آخرين لمثل هذا

س6- وماهو تفسير لألوان القويه وضربات الفرشاة الواضحة في لوحاتك؟

الله الله عليك وعلى هذه الملاحظة والخصوصية التي تميزني والشكر كله لك في الحقيقة والواقع المقصود لا أراها تعبر إلا على أن الفنان بطبعه ثائر بقوة ألوانه ونفوذ ضربات فرشاته ونتائج نجاحه شعبيا باهرة جسدت الثورات التي نشبت قوتها قوة تلك الألوان والأطياف الشبابية المعارضة فارضة التغيير وما تيسر من حسن الحال.

س7- بماذ تشعر وانت ترسم؟.

ج- سؤال ذكي صديقي الشاعر وشعوري وأنا أرسم لا يفرقني وشعور كل من حمل السلاح في وجه العدو الفرنسي الذي احتل الجزائر ما يزيد على قرن وربع القرن ولا يفرقني على إحساس وشعور شاعر الثورة الجزائرية مفدي زكرياء ومحمد الشبوكي مثل ما لا يفرقني على إحساس وشعور كل من محمد الغزالي مؤسس علوم النفس والسيد قطب صاحب كتب التصوير الفني في القرآن الكريم أو طارق بن زياد وفتوحات الأندلس أو ادريس الأول الذي مات مسموما على أيادي مبعوث يهودي من طرف هارون الرشيد لا لشيء سوى أنه فتح الغرب المغارربي وجزء من شمال افريقيا السوداء وازدهرت العلوم والفنون والصنعات زمانه
احس بنشوة عارمة وأنا أرسم أنحت وأكتب مثل ما يحس وأحس شباب الثورات والرؤساء تسقط الواحد تلو الآخر والدور على الملوك لاحقا.

س8- بمن تأثرت من ا لفنانين سواء كانو عربا او أجانب؟.

ج- أنا معجب بكثير من الفنانين لا يتسع المكان لذكرهم بين مسلمين ومسلمين عرب وعرب مثل ما أنا معجب بكل جميل عالميا وخاصة الإنساني منه لكن أن أتأثر فهذا شأن آخر نحن المغاربة لا نتأثر مثل ما لا يؤثر فينا نحن نؤمن بما هو مشترك بيننا وبين من يحب الخير للناس بغض النظر على الأعراق والألوان والمواقع نحن نحاول أن نكون نموذج المسلم الحقيقي الذي أوصى به سيد الخلق وشعاره الدين المعاملة والعمل.

س 9 - تجربة أكثر من أربعين عاما تجعلك قادرا على تقييم الحركة التشكيلية العربيه، كيف تراها اليوم ومن الأميز في هذا المجال؟.

ج- من حيث الفن المتميز عالميا وليس فقط عربيا هو الفن العراقي وهذا ما ضرب في الصميم لضعضعته لكن الضربة زادته قوة ونضجا عكس الضربة التي زادت في عمق الشرخ بيننا سياسيا لفائدة المستفيدين بالفتاة أذناب وراء ألطاعون أمريكا

س10- كم بلغت معارضك الفنيه ؟ وكيف كانت مشاركتك الخارجيه؟.

ج- هذا كله لا يهم بقدر ما يهمني السؤال ما الفائدة من الفنانين التشكيليين ومن خلاله ما الفائدة من الفن التشكيلي؟ في بلدان يراد لها أن تكون أسواق لغيرهم وشعوبها أنعام لا تحسن الا استهلاك ما يصنعه غيرها وإهدار القدرات والثروات بغير حق.

س11 كلمه اخيرة؟.

ج- من أسباب تخلفنا أننا نرى إلا الغير معقول ونرفض ما تعكسه المرآة وبالتالي أتمنى أن ينشر حوارنا بأمانة بدون قص ومقص وأكون لكم ولركنكم الثقافي من الشاكرين.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الهدم البنّاء و مفهوم الزائل في الفن المعاصر لمحراب التشكيل / محمد فارس

الصورة في الفن المعاصر بين الإدراك و التأويل / محمد فارس تونس

أعلام الموسيقى والغناء في العالم العربي الشيخ العربي بن صاري (1863-1964) / محمد بن عبد الرحمن بن صالح