مشروع المسجد الكبير في لقاء تعسفي بتلمسان

اجتماع تعسفي مغلق.. يغلق بدوره ورشة الخط العربي بقصر الثقافة التلمساني في وجه الزوار مساء يوم 20/4/2011 من غرائب ما يحبك في ظروف الطقوس التشكيلية والخطاطين على غير العادة وعلى غير المتعارف عليه أدبيا وثقافيا بتلمسان عاصمة السنة الثقافة الإسلامية لسنة 2011 ، أن القاعة المخصصة للخطاطين كورشة عمل، عمل عرض فنيات مهاراتهم أمام الزوار وحضور من الفنانين غزتها مجموعة من أصحاب العمائم رجال الدين..دين اليوم..الدين الذي اعتنقه أصحاب المصالح الضيقة الآنية، متوسطة المدى وبعيدة المدى والله ساتر..
دخلنا رفقة ضيوف من الفنانين الخطاطين أجانب وجزائريين بفكرة البحث عن المسئول المرافق لهم من العاصمة الجزائر إلى عاصمة الثقافة الإسلامية تلمسان، وهو المشرف على الكبيرة والصغيرة..مدة العرض بما فيها ، ورشات ، محاضرات ولقاءات إعلامية..
فوجئنا بخطاط واحد فقط ..على ظهر العمل التف حوله مجموعة من الخطاطين الضيوف يتابعون تجويد حروفه على ورقة..توجهنا نحوهم لمتابعة الحدث ومن ثم نسأل أين نجد المسؤول على التنظيم والضيوف..فباغتنا من الخلف مبعوث يلتمس العذر ويطلب منا مغادرة القاعة فورا (الورشة…) ، قائلا وبإشارة من يده : الجماعة التي ترون هناك بعمق القاعة تطلب منكم الخروج.. لأنهم باجتماع مغلق…
سألناه بفضول راجلين نحو باب الخروج : حول ماذا..؟ ونحن على علم بأننا في تظاهرة فنية والمكان كله مسخر لهذا الغرض.. للزوار، للفنانين والإعلاميين…سألناه: أليست ورشة خط؟ أجاب نعم، لكن.. المهم هو اجتماع حول مشروع بناء أكبر مسجد في إفريقيا يقولون أنه المسجد الكبير.
بالفعل كانت الجماعة وراء شاشة كبيرة يمررون صور منجزات معمارية قديمة..
بعد امتثالنا للأوامر ومغادرتنا القاعة إلى البهو المؤدي للطابق الأرضي التحق بنا سيادة المنظم والمسؤول تاركا وراءه الاجتماع المغلق…لينظر ما في الأمر وما وراء اقتحامنا القاعة وخروجنا معا، لأن المنع يخصني شخصيا ولا يخص من معي ويرافقني من الخطاطين..لست من المدعوين أولا، ووجودي أثار حفيظة وشكوك المنظم لأنه يعرفني في العاصمة الجزائر وتيبازة ووجودي في تلمسان أثار فضوله وتساؤلات عدة…
بادر بالترحيب وابتسامة صفراء لأنه لن يراني مدة ما يقارب الربع قرن وبضع سنين، حبيس اللهث وراء…وراء قضبان سجن حبكات لئام الولائم… والنيل من الأغلفة المالية بتضخيم فواتير التظاهرات الثقافية…
طلبت من سيادته الإذن بمغادرة القصر رفقة الفنان الأردني المعماري والخطاط إبراهيم أبو طوق ،الفنان التونسي الخطاط طارق عبيد، الفنان الخطاط الأغواطي الطيب العيدي والفنان التشكيلي المغناوي محصر محمد من ولاية تلمسان، لإجراء حصة إذاعية بإذاعة تلمسان التي حجزنا بها موعد تسجيل خدمة للتظاهرة وللجمهور
العريض وطنيا وعالميا..

تظاهر بالتفكير رافعا رأسه وعيونه تحملق يمينا وشمالا مدة زمنية كافية لكتابة جملة بأصعب الخطوط…بهذه الطريقة تمت الموافقة بإشارة.. وتخلص منا ليعود مجددا لاجتماعه، ليعود لما تعود عليه، لما هو أهم منا جميعا واطمأن…الصفقة الأولى تنتهي بانتهاء فعاليات تظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية ومعرض الخط ،هذه التي نال منها ومن حق الاهتمام بها اجتماع دراسة الصفقة الثانية الأكثر مردود… وهي التي تخص النيل من الغلاف المالي لمشروع بناء مسجدنا الكبير… الأكبر في افريقيا..
كل شيء ممكن ومنتظر من وزارة ثقافة مقاولين البزنس الثقافي

تكعيبية يكتبها بوكرش محمد

مغنية تلمسان

22/4/2011

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الهدم البنّاء و مفهوم الزائل في الفن المعاصر لمحراب التشكيل / محمد فارس

الصورة في الفن المعاصر بين الإدراك و التأويل / محمد فارس تونس

أعلام الموسيقى والغناء في العالم العربي الشيخ العربي بن صاري (1863-1964) / محمد بن عبد الرحمن بن صالح