2013 .. قلتم انها سنة و طنية للفنون التشكيلية .............. فشل و بعد / عمر غدامسي
2013.. قلتم انها سنة و طنية للفنون التشكيلية .............. فشل و بعد
26 septembre 2013
ثلاثة اشهر وحفنة أيام تفصلنا عن نهاية سنة 2013 والتي اعلنت وزارة الثقافة .في وقت سابق انها ستكون سنة للفنون التشكيلية. وهو في الحقيقة قرار اتخذته السلطة في العهد البائد وربما ارادت وزارة الثقافة في الحكومة الانتقالية تبنيه للقول بأن الوزارة تريد طمأنة شريحة واسعة من الفنانين بألاّ تغير يذكر في سياستها وهي طمأنة للبعض لكنها ايضا مثيرة للخيبة لدى البعض الآخر وخاصة منهم الشباب الذين يهمهم ان تكون سياسة وزارة الثقافة متناغمة مع روح الثورة والتغيير والقطع مع العقلية الاحيائية والاحتفالية المفرغة من المضامين والتي دأبت عليها وزارة الثقافة منذ العهد البائد وكرست من خلالها صولات وجولات ثقافة التمعش والتطبيل والتزمير والتهميش وكل انواع التنميط.
لا يمكن لوزارة الثقافة وفيما تبقى من السنة الادارية الحالية انقاذ الموقف وحفظ ماء الوجه بتنظيم هكذا تظاهرة في الأمتار الاخيرة للقول بأن سنة 2013 كانت حقا سنة للفنون التشكيلية ولو تم ذلك فانها لن تكون الا احتفالية باردة ومصطنعة
صحيح انه و تحت سماء الاعلان عن 2013 سنة للفنون التشكيلية قامت جمعيات بتقديم برامج انشطة لتؤثث حضورها لكن ذلك لن يكون علي ارض الواقع الا تأكيدا لحالة الخيبة و تأجيجا لحالة التوتر . ذلك ان الجميع أصبح يدرك و خاصة بعد حادثة البيضة درجة تورط مثل هذه الجمعيات او الافراد في تأجيج الاوضاع السلبية التي تعيشها كل القطاعات و التي وصلت الي الذروة التي تعكسها المحاكمات و المطارادات ضد الفنانين و ذلك لقاء قبول ملفات مشاريعهم و الاستئثار بالدعم المادي و هذا عين العار و الاستهتار و الانحطاط الذي سلاحقهم للابد. .
لقد تم إقرار 2013 سنة للفنون التشكيلية للإيحاء بألا شيء تغيّر في مقاربة الوزارة للمشهد الثقافي في البلاد لكن منسوب الاحداث والوقائع يؤكد بأن أشياء كثيرة تغيّرت ولا يمكن مداراتها إلا من باب محاولة اخفاء عين الشمس بالغربال إذ تكفي الاشارة الى درجة التوتر والاحتقان التي تعيشها الوزارة حاليا سواء مع عملتها وادارييها أو مع من هم خارج اسوارها من فنانين في مختلف المجالات والقطاعات وهي حالة أثثتها درجة الاتهامات والمحاكمات التي يعاني منها الفنانون والتي وصلت الى ذروتها خلال الصائفة المنقضية بالمركز الثقافي الدولي بالحمامات، عندما قامت قوات الأمن بمطاردة فناني الراب داخل المركز وأخذهم الى مراكز التوقيف دون ان تحرّك وزارة الثقافة ساكنا ولو من باب الحفاظ على حرمة فضاءاتها أو من باب أنها طرف متعاقد وله التزامات تجاه من تم ايقافهم.
هذا دون ان ننسى عملية التسييس والتهويل التي رافقت حادثة «البيضة» والتي بيّنت درجة انخراط الوزارة في حالة الاحتقان العام التي تعيشها البلاد ودرجة ارتهانها للقرار السياسي الفوقي، بما أعاد الى الأذهان حادثة العبدلية.
خارج كل هذه الأسباب المباشرة والمادية التي تؤكد بأن هناك تغييرا يحدث بما يجعل الايهام بعدم وجود التغيير عملية مآلها الفشل والمتجلي في حالتنا في قرار اعلان 2013 سنة للفنون التشكيلية.
هذا التغيير والذي لا يمكن وصفه الا بالسوداوي والمؤلم يلتقي في نفس الخانة مع ما نعيشه من احساس قوي بالفشل واجهاض أحلام اعداد واسعة من الفنانين وخاصة الشباب بضرورة احداث اصلاح شامل ومتناغم مع أهداف الثورة وشعاراتها،المدنية و الديمقراطية وهو احساس لم يكن خلال إعلان سنة2013 سنة للفنون التشكيلية الا احد تجلياته التي تؤكد درجة عدم قدرة الوزارة على التغيير.
والأهم من ذلك هو اصرارها على الابقاء على نفس الالة القديمة الموروثة من العهد البائد، والمتمثلة في ترسانة القوانين والتشريعات والجهاز البيروقراطي المتنفذ وشبكة الجمعيات وافرادها الذين لا أدوار لهم غير المحافظة على مصالحهم الضيقة مقابل ما يقدمونه من «خدمات» او استشارات تكرس الموجود من سياسات اقصائية ورقابية ووصائية و صلت الي حد توظيف الوزارة و توريطها ضد الفنانين المستقلين في احداث العبدلية و ما شهدته من تداعيات و صلت الي حد الحرق و النهب و القتل و اعلان حالة الطوارئ في عموم البلاد .
هناك دون شك تغيير حاصل سلبي وسوداوي، والاهم من ذلك أنه أشبه بالمنعطف الذي لا نعرف الى اين سيؤدي.
اننا نختصره في كلمة تغيير وهي كلمة لا يمكن القفز عليها الا لمن يرى نفسه في الفشل والوقت الضائع والاجترار.
26 septembre 2013
ثلاثة اشهر وحفنة أيام تفصلنا عن نهاية سنة 2013 والتي اعلنت وزارة الثقافة .في وقت سابق انها ستكون سنة للفنون التشكيلية. وهو في الحقيقة قرار اتخذته السلطة في العهد البائد وربما ارادت وزارة الثقافة في الحكومة الانتقالية تبنيه للقول بأن الوزارة تريد طمأنة شريحة واسعة من الفنانين بألاّ تغير يذكر في سياستها وهي طمأنة للبعض لكنها ايضا مثيرة للخيبة لدى البعض الآخر وخاصة منهم الشباب الذين يهمهم ان تكون سياسة وزارة الثقافة متناغمة مع روح الثورة والتغيير والقطع مع العقلية الاحيائية والاحتفالية المفرغة من المضامين والتي دأبت عليها وزارة الثقافة منذ العهد البائد وكرست من خلالها صولات وجولات ثقافة التمعش والتطبيل والتزمير والتهميش وكل انواع التنميط.
لا يمكن لوزارة الثقافة وفيما تبقى من السنة الادارية الحالية انقاذ الموقف وحفظ ماء الوجه بتنظيم هكذا تظاهرة في الأمتار الاخيرة للقول بأن سنة 2013 كانت حقا سنة للفنون التشكيلية ولو تم ذلك فانها لن تكون الا احتفالية باردة ومصطنعة
صحيح انه و تحت سماء الاعلان عن 2013 سنة للفنون التشكيلية قامت جمعيات بتقديم برامج انشطة لتؤثث حضورها لكن ذلك لن يكون علي ارض الواقع الا تأكيدا لحالة الخيبة و تأجيجا لحالة التوتر . ذلك ان الجميع أصبح يدرك و خاصة بعد حادثة البيضة درجة تورط مثل هذه الجمعيات او الافراد في تأجيج الاوضاع السلبية التي تعيشها كل القطاعات و التي وصلت الي الذروة التي تعكسها المحاكمات و المطارادات ضد الفنانين و ذلك لقاء قبول ملفات مشاريعهم و الاستئثار بالدعم المادي و هذا عين العار و الاستهتار و الانحطاط الذي سلاحقهم للابد. .
لقد تم إقرار 2013 سنة للفنون التشكيلية للإيحاء بألا شيء تغيّر في مقاربة الوزارة للمشهد الثقافي في البلاد لكن منسوب الاحداث والوقائع يؤكد بأن أشياء كثيرة تغيّرت ولا يمكن مداراتها إلا من باب محاولة اخفاء عين الشمس بالغربال إذ تكفي الاشارة الى درجة التوتر والاحتقان التي تعيشها الوزارة حاليا سواء مع عملتها وادارييها أو مع من هم خارج اسوارها من فنانين في مختلف المجالات والقطاعات وهي حالة أثثتها درجة الاتهامات والمحاكمات التي يعاني منها الفنانون والتي وصلت الى ذروتها خلال الصائفة المنقضية بالمركز الثقافي الدولي بالحمامات، عندما قامت قوات الأمن بمطاردة فناني الراب داخل المركز وأخذهم الى مراكز التوقيف دون ان تحرّك وزارة الثقافة ساكنا ولو من باب الحفاظ على حرمة فضاءاتها أو من باب أنها طرف متعاقد وله التزامات تجاه من تم ايقافهم.
هذا دون ان ننسى عملية التسييس والتهويل التي رافقت حادثة «البيضة» والتي بيّنت درجة انخراط الوزارة في حالة الاحتقان العام التي تعيشها البلاد ودرجة ارتهانها للقرار السياسي الفوقي، بما أعاد الى الأذهان حادثة العبدلية.
خارج كل هذه الأسباب المباشرة والمادية التي تؤكد بأن هناك تغييرا يحدث بما يجعل الايهام بعدم وجود التغيير عملية مآلها الفشل والمتجلي في حالتنا في قرار اعلان 2013 سنة للفنون التشكيلية.
هذا التغيير والذي لا يمكن وصفه الا بالسوداوي والمؤلم يلتقي في نفس الخانة مع ما نعيشه من احساس قوي بالفشل واجهاض أحلام اعداد واسعة من الفنانين وخاصة الشباب بضرورة احداث اصلاح شامل ومتناغم مع أهداف الثورة وشعاراتها،المدنية و الديمقراطية وهو احساس لم يكن خلال إعلان سنة2013 سنة للفنون التشكيلية الا احد تجلياته التي تؤكد درجة عدم قدرة الوزارة على التغيير.
والأهم من ذلك هو اصرارها على الابقاء على نفس الالة القديمة الموروثة من العهد البائد، والمتمثلة في ترسانة القوانين والتشريعات والجهاز البيروقراطي المتنفذ وشبكة الجمعيات وافرادها الذين لا أدوار لهم غير المحافظة على مصالحهم الضيقة مقابل ما يقدمونه من «خدمات» او استشارات تكرس الموجود من سياسات اقصائية ورقابية ووصائية و صلت الي حد توظيف الوزارة و توريطها ضد الفنانين المستقلين في احداث العبدلية و ما شهدته من تداعيات و صلت الي حد الحرق و النهب و القتل و اعلان حالة الطوارئ في عموم البلاد .
هناك دون شك تغيير حاصل سلبي وسوداوي، والاهم من ذلك أنه أشبه بالمنعطف الذي لا نعرف الى اين سيؤدي.
اننا نختصره في كلمة تغيير وهي كلمة لا يمكن القفز عليها الا لمن يرى نفسه في الفشل والوقت الضائع والاجترار.
تعليقات
إرسال تعليق