الفنانة فاطمة كيلين روح الفن المغربي في أستراليا / الفنان محمد سعود


Mohammed Saoud

الفنان محمد سعود

Mohammed Saoud

الفنانة فاطمة كيلين روح الفن المغربي في أستراليا




فاطمة كيلين ، فنانة تشكيلية مغربية تابعت دراستها الفنية بمدرسة الفنون الجميلة بالدارالبيضاء ، وبمدرسة كوركوران للفنون بواشطن ، ثم بالجامعة الوطنية بمدينة كانبرا بأستراليا ، حيث عمقت دراستها في الفنون الطباعية ، وتوجت دراستها هناك بالحصول على ثلاث جوائز وهي جائزة فيتا ، وجائزة ماليسونس للاستحقاق ، وجائزة ميغالو للفنون الطباعية ، وتم اقتناء اعمالها من طرف الجامعة الوطنية الاسترالية ، ولجنة حقوق الانسان وتساوي الفرص بالمتحف الوطني الاسترالي ، كما ظهرت سيرتها الذاتية ومسارها الفني في كتاب انطوان كازي ، وعلى العديد من اغلفة المطبوعات التي تعنى بحقوق الانسان لما تتميز به أعمالها الفنية من أبعاد جمالية وتعبيرية وإنسانية .


تتميز تجربة الفنانة فاطمة كيلين بجدتها وتنوعها ، وتعمد الى تكرار المفردات المستلهمة من المعمار المغربي وتوظيفها برؤية معاصرة ، بتسطيحها على سند مستو ، وذلك بعد بذل الكثير من الجهد في تصميمها على قطع معدنية ثم كبسها بواسطة آلة طباعية لتأخذ الشكل النهائي الذي وضعت له تصورا قبليا ، وهذا النوع من الفن الذي يعرف بفن الكولوغراف او الطباعة الإلصاقية هو نوع من الفنون الغرافية يتطلب الكثير من الصبر ، إضافة الى العناية الفائقة بقطع السبك وتنظيفها ، دون أن ننسى المجهود الكبير الذي بذلته الفنانة في التصميم و توازن الاشكال الهندسية وتناسبها .


كما تعمد الفنانة فاطمة كيلين الى توظيف البعد الوحد أي الخط العربي في أعمالها وتوليه أهمية كبرى ، فتارة تحافظ على معناه اللغوي إذا كان سياق العمل الفني يتطلب ذلك ، وتاره تجرده من هذه المعنى ومن شكله النهائي وتركز فقط على جزء منه وتترك الجزء الثاني منه لمكان حرف آخر ويبقى امتداده غير مرئي.
وما يميز تجربتها أيضا هو استعانتها بالمسند الثلاثي في توظيف الأعمال التي انجزتها بتقنية الكولوغراف ، خاصة الإنشاءات الفنية وتختار لها عناوين بحذر كبيير مما يجعلها أكثر شاعرية ومنفتحة على الـتأويل دون أن تغتال العمل الفني 
هذه الفنانة التي لم تثنها غربتها عن تقديم صورة جميلة عن وطنها وحولت هذا الاغتراب الثقافي والفني إلى نوستالجيا يمتزج فيها الفن بالحلم ، وبذلك ظلت وفية لموطنها ، وخلفيتها الثقافية بادية على اعمالها مما جعلها تحظى بالاحترام والتقدير في بلد يعج بكبار الفنين العالميين كروبين إيلاي ، ورون موييك ، والفنانة باتريسيا باتيتشيني.

إن هذه التجربة الفني جديرة بالاهتمام والمتابعة لأنها تشكل قفزة نوعية في مسار الفنون التشكيلية المغربية المعاصرة ، كما يجب متبعة مسار الكثير من الفنانات والفنانين المغاربة الذين يعيشون في المهجر ومن خلال أعمالهم تبين لنا أنهم قدموا الكثير من الإضافات للفن المغربي .دون أن ننسى فنانين آخرين يعيشون في بلدهم ولم يلتف أحد لأعمالهم .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
محمد سعود 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الهدم البنّاء و مفهوم الزائل في الفن المعاصر لمحراب التشكيل / محمد فارس

أعلام الموسيقى والغناء في العالم العربي الشيخ العربي بن صاري (1863-1964) / محمد بن عبد الرحمن بن صالح

آعـظـم 100 كتاب فـي تـاريخ الـبشريـة ... (جميعها جاهزة للتحميل)