التخصص لايكفي لسد حاجة الحياة / هيفاء الشمري



التخصص لايكفي لسد حاجة الحياة ولغة التجديد الذي يقوم به العقل البشري لم تتوقف عند تخصص واحد وبمكان واحد ولهذا كان الانسان في السابق يمتلك مقدرة تَفوق في نتاجه بين الناس قياساً مع ما يقدمونه في الوقت الحاضر ٠هنا نجد ان الزمن في الوقت الحالي قد خلا من الانتصارات ولاينعم بنجاحات عظيمة الا من رحمه ربي بل منقوصة العطاء فكلما ازدادت مهارات الفرد واتخذت سبلاً متعددة في العطاء كان سد حاجة الناس في أكثر من طلب أمنية حقيقية لا حلم تتلاقفها النصرة والتوفيق في قراراتهم الجمة ٠٠٠ الموسوعة فهم واجتهاد لابد منها٠ ففي المجتمعات المتقدمة نجد المحامي مزارع في مزرعته وسمكري في بيته بعض الأحيان والطبيب طاهياً وشاعر محترف ونشاهد موظف إداري يتقن فن النجارة والعمل في الحديد والكهرباء فحين ينقص الأسرة احتياج نجد ان سيد الدار قد عالج ذالك الاحتياج حتى لو كان سياسي او فنان في قمة الشهرة وبكل طيبة خاطر يصل باجتهاده و بتمكنه ان خرج عن النص التخصصي وهنا قمة التواضع والخير ولو نستعرض بعض الشخصيات ابتداء من الفنانين فان كوخ ودافنشي مدارسهم تخرجوا منها كبار المهندسين وهم رسامين وبيكاسو الذي كان مهندساً بارعاً كان عالم تشريح بشري بالاضافة الى انه مصمم أزياء فقد احتاج ظرفه الى تصميم ازياء باليه لفرقة روسية فأجاد واكمل ٠ وكان الفنان المسرحي نجيب الروحاني موظفاً كاتب في حسابات بشركة للسكر في مصر وكان يوسف اسطز قسيساً وكان يعمل موسيقياً ولا ننسى الثوار الذين هم دستور السياسة من مفكرين عظماء في علم الاقتصاد مثل العَلامة محمد باقر الصدر مع مقدرته في الفلسفة والفقه والشريعة ونشيد بالذِكر كذالك ابو الثوار هوشي منه الذي كان عامل في البواخر يغسل صحون وكان جيفارا طبيباً ٠٠ من هنا يجب ان نؤمن ان العالم الإنساني يواجه لغة التحول والرؤية مع التجديد لابد منها ولابد منا ان نترك بعض بيروقراطية مناصب التخصص لنشهد احتياج البشر الاخر وما هي ضوابط تلك الامور التي لابد من التمرس فيها مادام هناك للمتخصصين تمكن وكي لا يقعوا في طوق التخصص الحديدي الذي وضع في أعناقهم تاركين مهام أخرى من السهل عليهم القيام بها دون الوقوف بصمت تحت نظام دكتاتورية ذالك التخصص٠٠ والفكرة من هذا الطرح ليس حصرياً على الرجال تقع بل للمرأة أيضاً أدوار وتمكن متعدد المناهج والسبل فان كانت ربة بيت فهذا لا يمنع من ان تكون مرشداً ومعلماً وتكون صاحبة دراية في عمل مناهج اقتصاد ما يصحح برنامج أسرة بالكامل ولابأس ان تكون أباً في حالة غياب الاب ولابد ان تقوم بكل الأدوار الأخرى التي كانت ضمن مهام سابقة أوكلت للرجل وتكون هي سيدة الحكمة والقرار٠٠ القضية متعلقة بمستوى حساسية الفرد فا اما ان تكون حساسية ساذجة محاطة ببرجوازية وهمية تعشش داخل الثقافة المتدنية وأما تكون حساسية قيامها التحرر من وظائف حددت لأشخاص بات عطائهم محدود لهذا كان التاريخ يكتب لنا عن نساء زمننا الماضي ليس ببعيد مثل خولة بنت الأزور والخنساء وعن أم سلمة زوجة ابو العباس السفاح والتي دفعت مهرها للخليفة العباسي قبل ان يكون أميرا على الدولة العباسية ولا ننسى خديجة الكبرى وماكان موقفها من رسول الله صلى الله عليه وسلم حين كانت سيدة المال والمحبة وقمة في الأمانة والدعم رغم انه سيد الخلق عليه السلام ٠٠ الموضوع شائك وكبير اختصرته جداً لأني على ثقة ان القارئ لايحب الإطالة بل ينتظر خير الكلام ما قل ودل وبالنهاية أقول ربنا آتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرنا رشدا وخلصنا من دكتاتورية العظمة لأننا تخصصنا واعتمدنا نظام العبيد بكبرياء فارغ لا وهج فيه ولا متعة 
----------------------
بالمناسبة العمل الرائع هذا، للفنان الكبير محمد بوكرش، اسمه العتال نصب كبير وقيم الفكرة بفلسفتها وبدلالة عن قوة الانسان وصبره

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الهدم البنّاء و مفهوم الزائل في الفن المعاصر لمحراب التشكيل / محمد فارس

الصورة في الفن المعاصر بين الإدراك و التأويل / محمد فارس تونس

أعلام الموسيقى والغناء في العالم العربي الشيخ العربي بن صاري (1863-1964) / محمد بن عبد الرحمن بن صالح