نحلة ودبّور / سامي محسن العامري



نحلة ودبّور / سامي محسن العامري

نحلة ودبّور

شَكَتْ نحلةٌ لدبّورٍ حين التقيا على ورقة نارنج قائلة :
لا أعرف ماذا أفعل مع البشر
فهم يظنون أننا النحلات نصنع العسل خصيصاً لهم
بينما نحن نعمل بلا كلل لنُطْعِمَ العسلَ بني جنسنا
قال لها الدبور :
بل البشر يحبونك فبادليهم الحب , عانقيهم , قَبِّليهم بإبَرِك
قالت النحلة : ولكني أيها الأحمق سأموت بعد أية لسعة مني
قال لها : نعم , الموت فداءً للحبيب خلود
قالت له : إذن دعني أقبّلك أيها الحبيب
فتأملَ الدبور عينيها العسليتين
فقال : ولكني لم أأخذ عسلك كالبشر
أجابت : أعرف هذا ولكنك تشبهني في الخَلق كثيراً
قال : عندك الحق
وقال لنفسه :
ثم إني لا أنفع أحداً بشيء ...
فارتمى في حضن النحلة باكياً
وقال لها : إذنْ قبلِّيني أيتها الحبيبة
فنموتَ نحن الإثنين
أنتِ خلاصاً من العمل الدائم
وأنا خلاصاً من البطالة الدائمة
فتبسمتْ شجرةُ النارنج وهي تطوي ورقتها عليهما كالكف برقة وتضمها
إلى صدرها وقالت :
بل إنكما أكثر عذوبة مما تظنان
فانتظِرا عازفاً يتفيأ ظلالي كل ظهيرة
ويشكو لي من أنّ لحن قيثارته تنقصه نوتتان

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

آعـظـم 100 كتاب فـي تـاريخ الـبشريـة ... (جميعها جاهزة للتحميل)

الهدم البنّاء و مفهوم الزائل في الفن المعاصر لمحراب التشكيل / محمد فارس

أعلام الموسيقى والغناء في العالم العربي الشيخ العربي بن صاري (1863-1964) / محمد بن عبد الرحمن بن صالح