السابق لعصره الفنان الكبير أحمد سطمبولي / بوكرش محمد
السابق لعصره الفنان الكبير أحمد سطمبولي / بوكرش محمد
من الفنانين القلائل الذين كانوا بأعمالهم سابقين لعصرهم..بسرعة فائقة واختزال للزمن، بادروا بعد
تخرجهم بالوقوف على عتبة الكبار مارين بقدراتهم الرهيبة التحليلية النادرة لكل ما
هو مخزون في ذاكرتهم من تجارب مع الآخر، بادروا بتحليل الأوضاع بالسرد التشكيلي
واضعين أصابعهم على الجروح.. مشيرين لمصادر المعاناة والآلام التي لا تنتهي..وكأن
الأمر حتمي لا مفر منه..يسترسل الفنان متدفق على أوراقه بالألوان، باشاراته ورموزه
ومعانيه، مخاطبا الآخر بالبساطة والأسلوب السهل الممتنع...
مادته وموضوعه الانسان في جميع حالاته الغير سوية.. محاولا باستمرار عجنه، ربما تربويا، إلا أن الأمر مستعصيا بالشكل الذي تمرد أمام المحاولات المستمرة ومن بينها حالته الشخصية التي ربما زادت الأمر تعقيدا وإصرارا.. ان لم ينجح بالملموس مع نفسه بالتأكيد لن ينجح مع غيره وبالتالي بات التمرد في مواضيعه صلب الموضوع والنتائج معا.. وانتصر البوح والسرد الشيئي وانتصب بها عمله الفني التشكيلي بجميع مقاييسه الجمالية.. من منا معصوم من الخطأ وحب المغامرة بالتجربة والممارسة.. هذا حال الفنان يدفع فواتير سعادة وأمن الآخرين..بقدر ما تتطور المخابر يتطور معها عدد الضحايا والثمن كل بنصيبه..
مادته وموضوعه الانسان في جميع حالاته الغير سوية.. محاولا باستمرار عجنه، ربما تربويا، إلا أن الأمر مستعصيا بالشكل الذي تمرد أمام المحاولات المستمرة ومن بينها حالته الشخصية التي ربما زادت الأمر تعقيدا وإصرارا.. ان لم ينجح بالملموس مع نفسه بالتأكيد لن ينجح مع غيره وبالتالي بات التمرد في مواضيعه صلب الموضوع والنتائج معا.. وانتصر البوح والسرد الشيئي وانتصب بها عمله الفني التشكيلي بجميع مقاييسه الجمالية.. من منا معصوم من الخطأ وحب المغامرة بالتجربة والممارسة.. هذا حال الفنان يدفع فواتير سعادة وأمن الآخرين..بقدر ما تتطور المخابر يتطور معها عدد الضحايا والثمن كل بنصيبه..
الفنان الكبير أحمد سطنبولي واحد من هؤلاء..مثل يقتدى به عمليا وأخلاقيا
وهو في حالاته السوية التي لا تعني له شخصيا شيئا يعار له اهتمام..همه الوحيد يكمن
فيما ترجم منها ومن محيطه في واقع جمال التشكيل..
الفنان أحمد سطمبولي طفل صعب، من الصعب التحكم فيه، يفلت لك من بين
أصابعك كل مرة.. بقدر ما تحسن اليه يسئء لنفسه بحب وإدمان.. يحترق بالشكل الذي لا
يتمناه أحد لنفسه..كلما احترق زاد عمله الفني وهجا، صدقا ونضجا وانسانية..للفنان
حدس يحسد عليه، للفنان فراسة ومقدرة على قراءة من هم حوله، شرس متوحش مع من لا تتوفر
فيهم الانسانية الكافية التي يرى أنها ضرورية له ولغيره وبالتالي سرعان ما تخونه
رقة الفنان الرسام ليصبح النحات في تعامله مع المعادن والصخور القاسية...
الفنان أحمد سطنبولي ظاهرة متفردة في الجزائر وموضوع بالغ الأهمية لعلماء
النفس والجمال، ظاهرة مر بها كبار الفنانين وأخص بالذكر منهم فانقوق وقوقان. أجمل
ما أختم به أصدقائي هو شهادة : ان الفنان الكبير أحمد سطنبولي ثائر على كل شيء بما
في ذلك نفسه.. ولا شاهد على ذلك أحسن من التقرب منه ومن أعماله.
بوكرش محمد
تيبازة الجزائر
25/09/2013
من أعمال الفنان أحمد سطمبولي
من مجموعة محراب التشكيل فضاء محمد بوكرش
تعليقات
إرسال تعليق