صالون الخريف الفرنسى والفنانين العرب / ليلى القواس حجازي



من اليسار الفنان الكبير العراقي المتفرد السعدي الكعبي والفنانة المصرية ليلى قواس حجازي والقائمين على ادارة صالون الخريف الفرنسي

صالون الخريف الفرنسى والفنانين العرب

للأسف، إن البعض من البشر يقضي حياته في إستبدال أقنعة باهتة وقد لجأ لغير ملجأ واستظل بغير ظل، أفنى بها وقته وبدد معها جهده وخسر حياته ولم يكسب إلا الصراعات الهزلية। وآخر قد جنّد نفسه لخدمة الآخرين، والإشكالية في هذا القناع أن صاحبه لا يرى نفسه ويمضي حياته في خدمة الآخرين وقضاء حوائجهم. ومنهم من يرون أنفسهم ملائكة مطهرين منزهين عن الأخطاء ولا تجدهم يترددون عن تحميل الآخر مسؤولية أخطائهم وأوزارهم والتفنن في تصميم شماعات لكل موقف هان عليه مجهود الآخر وسمعته.هذا الأخير الملائكي المنزه عن الخطأ ॥ يرى نفسه وحيد دهره وفريد زمانه، فقيهاً وناقداً وعالماً ومحللاً ومستشاراً وتربوياٌ، ولا يتردد عن الإفتاء في كل موضوع. ويمتد علمه باعتقاده أنه قادر على معرفة ما يفكر به الآخر وما الذي سيفعله في المستقبل القريب!!





لقد طرحت هذا الموضوع لعدد من الأسباب وأخص بها هنا ما يحدث للأدب والفن بصفه عامه وللفنون التشكيلية بصفة خاصة. فلابد أن أقف وقفة عند هذا الملتقى الذي يقام في باريس على شرف هؤلاء الفنانين التشكيليين والأدباء سواء من مصر أو بلاد عربية أخرى. إن ما حدث فى السنوات الماضية فى صالون الخريف (باريس) يجب انا يعاد النظر فيه. وبالخصوص لتوضيح معالم هذا الصالون لكل من يرغب في المشاركة: أولا: الصالون هو واحد من ضمن مئات الإحتفاليات الفنية الفرنسية والمشاركة فيه ليست بها واسطة أو محسوبية.فهو حرية وحق شخصي لكل فنان يريد ان عرض إبداعه. وذالك عن طريق الموقع الخاص بالصالون على الإنترنت وذلك بإشتراك رمزي بسيط للغاية ويختلف مقداره من عام لآخر.

والمصيبة هوماقد حدث فى العامين الماضيين وكنت أحد المشاركين في تنظيم الصالون. وكانت مهزلة بكل مقاييس الكلمة وإهانة للفنانين العرب أجمعهم وحتى منهم من لم يتعرف على كم الإهانة التي لاقاها لأنه لم تصل إليهم في وقتها. إضافة على ذلك .. كم الإنتهازية والغش.

كل فنان حضر الصالون في الأعوام الماضية قد أتى على حسابه الشخصي بكل نفقات الإقامة من طعام وتنقل. هذا ليس عليه أي خلاف .. فالمئات من الإحتفاليات الفنية التشكيلية في باريس تتم على نظام تجاري بحت. والصالون أحد هذه الإحتفاليات وقد حجز للبعض وتولى مصاريف البعض الآخر. فأين ذهبت هذه المدفوعات هل ذهبت للفنانين أم تبرع بها لأحد الجمعيات أو المؤسسات الفنية .. السؤال مازال مطروحا للقارئ وليس إتهاما لأحد.هذا ليس فقط ما قد غاب عن البعض أو الكل على حد سواء بل قد تم مطالبتهم بإاشتراك آخر غير ماطله الصالون (وهو إشتراك رمزي جدا) وقد تم وضعه في حساب خاص لمنسق المهرجان.ثم المهزلة الكبرى والتي كانت النخلة التي قصمت ظهر البعير وأشعلت الضوء على مايجري من نصب، وهو إستغلاله لبعض الفنانين العرب للكسب الغير مشروع والتلاعب بأحلام فنانين صغار. لذلك لن ترى أحدهم قد يأتي إلى الصالون مرة أخرى (فهموا اللعبه).


ثم تاتي الإنتهازية إلى ذروتها في آخر أيام الصالون بأن يقوم "قوميسير الصالون المنتدب لتنظيم المجموعة العربية وهو عربي" بطلب تبرع بلوحة من كل فنان إلى "جمعية تواصل" وهي المزعومة التي ليس لها في الأصل أي نشاط أو تواجد إلا ورقيا وليس لها مقر.

فهذا وإن كان عن طيب خاطر من بعض الفنانين أو عدم علم الآخرين ببواطن الأمور أو سذاجة القلة منهم. فذلك هو قمة في عدم المصداقية أو في التعاون مع هؤلاء المبدعين الذين شاركوا فى المهرجان لفتح أبواب صالات العرض في باريس والتي لايعلم عنها هذا المندوب سوى أسماءها فقط.

ومن هنا أحب أن أوضح أمور أخرى (يمكن أن تظهر أنها شخصية نوعا ما لكنها أساسية في الجوهر)أقول للمندوب العربي هذا .. أية فنان أنت تزعم. وأية دكتوراة من السوربون. فمن حصل على شهادة "دكتوراه من السوربون" (وتحتها عشرين خط) يستطيع التحدث وكتابة الفرنسية بطلاقة (وهذه من شروط هذا الصرح العلمي).

لماذا كل هذا الاستغلال لكل مبدع وعلى رئيسهم الفنان القدير العظيم سعد الكعبي عندما أطلقت عليه هجوم من الأكاذيب؟ولماذا ايضا استغللته ماديا؟ وبدون ذكر المبالغ. وأين اللوحات التي تبرع بها بقية الفنانين؟ وماذا فعلت بها؟

فقد شاهدته تلهث خلف أي مسؤول لكي تصل إلى ما تريد بغش وخداع من وثقوا في إسمك وإسم الصالون حين كتب عنك بعض المنتفعين إعلامياً.

أنا لا أشن علي شخصه هجوما ولا أذكر إسمه أبدا .. أنا فقط أوضح للآخرين الموهومين تفاصيل الأمور. فعلينا نفيق من غفلة الإستهبال والإستغلال لفنانينا من شخص يروه أنه فنان ودكتور ونائب رئيس صالون وأين في باريس .. عاصمة النور والفن.

العام الماضي كرمت نفسك بجائزة مادية من الصالون وفي اليوم التالي سحبت منك. فلماذا سحبت؟صالون الخريف ما هو إلا ساحة عبادة لكل فنان حر يرغب بالاشتراك فيه. وأنا اعرف مسؤلين الصالون ومدى حبهم للفن وخصوصا اذا كان الفنان من أي بلد عربي. فمن ضمن أكاذيبه أنه نائب رئيس الصالون وهذا ادعاء كاذب انما هو عضوا غير فعال (منتدب فقط للتعامل مع الفنانين العرب).

لا أحد يمكن أن يهاجم نجاح فنان عربي (صادق مع نفسه ومع الآخرين) في بلاد الغرب المتقدمة ولسنا حاقدين على على من صدق فنحن نتشرف بأسماء هؤلاء في كل مهجر.

وبعد هذه الاسئلة التي طرحتها سابقا يبقى سؤال إجابته تتضح من نص السؤال نفسه. عندما أقيم مهرجان بينالي الثقافية "ثورة وتلاحم". سمعت أنه قال في لقاء مع صحفي:"إن الحكومة الفرنسية منعت راتبه ثلاث أشهر بناء على مشاركته بالثورة المصرية."أنا مقيمة في فرنسا لأكثر من عقدين وأعرف تماما نظام الوظائف الحكومية. فهل يعقل ذلك أن يتم فى بلد الحرية والثقافة والإبداع؟ لكن الأهم من قطع المرتب. ما هى الوظيفه التى يشغلها في الحكومة الفرنسية؟ فمنذ ان وطأت قداماه الأرض الفرنسية لم يشغل أي وظيفة ولم يمتهن أي عمل يكسب منه قوت يومه ولن أتدخل أكثر من ذلك بتفاصيل شخصية.

السؤال في العامة معلّق بلا إجابة لماذا تقدّم الغرب وتأخّرنا نحن ؟ وكيف السبيل للخروج بالناس من كهف الضلالة الفكرية والحضارية والمعرفيّة .لا أحد يجيب فالجميع مشغولين بالطابور للوصول الى الحقيقة المزيفة
فما أكثر الأيام التي حملها ويحملها الزمان وسيعلمون أنهم ليس سوى أصفاراً محطمة، فبمقدار نفسك يكون حجم نقدك وترقب خطواتك .. ، ولن يسقط الجالس على الأرض أبداً . فقد قال الشاعر:
" وإذ الفتى بلغ السماء بمجده كانت كأعداد النجوم عداهُ
ورموه عن قوسِ بكل عظمتةٍ لا يبالون بما جَنوه مداهُ


فكفنا إدعاءات كاذبة. لقد قامت الثورة لتغيير الأنظمة الفاسدة وكانت أولى خطوات التغير ان نتغير ولانترك هؤلاء الإنتهازيين من ركب تيار الوطنية إلى أن يصلوا في يوما ما إلى كراسي مسؤولين ستكون على عاتقهم ثقافة أجيال .

ليلى حجازي باريس "

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الهدم البنّاء و مفهوم الزائل في الفن المعاصر لمحراب التشكيل / محمد فارس

الصورة في الفن المعاصر بين الإدراك و التأويل / محمد فارس تونس

أعلام الموسيقى والغناء في العالم العربي الشيخ العربي بن صاري (1863-1964) / محمد بن عبد الرحمن بن صالح