حرية المرأة ليست بالتعري ولا بالرقص / مسعودة بوطلعة
الإعلامية والكاتبة اللبنانية جمانة حداد لـ''الخبر''
حرية المرأة ليست بالتعري ولا بالرقص
29-09-2011 الجزائر: حاورتها مسعودة بوطلعة
تدافع الإعلامية والشاعرة اللبنانية المثيرة للجدل جمانة حداد عن اختياراتها في الحديث عن موضوع الجسد، لكنها بالمقابل لا ترى حرية المرأة وانعتاقها بالتعري ولا بالرقص، لكن باحترام هويتها كأنثى، وتعترف، في حوار مع ''الخبر''، بأنها لن تقتنع بجدوى الثورات العربية، رغم افتخارها بها، إلا إذا ''لمست على الأرض كيفية التعامل مع موضوع دور المرأة في تلك البلدان''.
يصفونك بكاتبة الجسد لما هذا التركيز على الجسد في كتاباتك؟
ولما لا؟ الجسد بالنسبة لي لا يختلف عن الروح أو العقل والعاطفة، هو جزء لا يتجزأ من عيشنـا لهذه الحياة. وأرى أن السكيزوفرينيا والنفاق اللذين يحيطان بالتعامل مع موضوع الجسد في ثقافتنا العربية المعاصرة معيبان، خصيصا في تراثنا الأدبي والفني العربي، اللذان طالما عبرا عنهما بحرية وجمال وغناء.
بماذا تفسّرين التراجع في ثقافتنا العربية في الحديث عن الجسد بحرية، رغم ما يحتويه تراثنا من إرث زاخر؟
أكيد أن هذا هو السؤال الأكبر، أقلّه هو سؤال يؤرقني بشكل خاص، أن أقرأ تلك الكتب وأنظر إليها وأراجعها من جديد، لا أستطيع إلا أن أسأل نفسي لماذا حصل هذا، ولِما وصلنا إلى هذا الدّرك من التخلف والعقد والخوف. ولا أستطيع أن أدّعي امتلاك الجواب. لكن أعرف أن أحد الأسباب الرئيسية لذلك، هو فشل عدد كبير من الأنظمة العلمانية العربية التي تحوّلت إلى أنظمة ديكتاتورية، مما أتاح للتطرف الديني أن يزداد قوة ورسوخا في مجتمعاتنا، مقدّما بديلا للناس في شكل عزاء عن أشكال الظلم والإهانة التي يتعرضون لها يوميا. هو رد فعل مؤسف، وكأننا نداوي آفة بأخرى.
لنبقى في نفس السياق، ألا ترين أن ما يحدث في العالم العربي سيؤدي إلى تغيير في هذا الواقع؟
أستطيع فقط أن أتمنى ذلك، لقد شعرت على غرار الكثيرين من العرب المتتبعين، لما يحدث بالفخر حيال هذه الثورات العربية، التي جرت وما زالت تجري في العالم العربي، والمطالب المحققة من الحرية والعدل والمساواة والديمقراطية. لكن لن أقتنع بذلك قبل أن يتاح لي أن ألمس على الأرض كيفية التعامل مع موضوع دور المرأة في تلك البلدان، والحقوق التي ستحصل عليها في الأنظمة الجديدة. بالنسبة لي حقوق المرأة وحريتها من الأولويات، وليست طرفا أو مادة مساومة عندي. من أحد المؤشرات الدقيقة والمباشرة لانتقال بلد ما من الظلامية إلى الحداثة.
لما يؤرقكم رؤية المرأة مقيدة في الدول العربية رغم أن المرأة في لبنان تتمتع بقدر كبير من الحرية والتحرر؟
هذه الحرية التي تتمتع بها المرأة في لبنان ظاهرية وسطحية فقط، على مستوى القوانين ما زالت المرأة اللبنانية تعاني تمييزا مهينا في جميع المستويات، ويتم التعامل معها كمواطن من الدرجة الثانية. ليس الانعتاق الحقيقي في أن تتمكن المرأة من ارتداء ما تشاء، وتذهب إلى الرّقص حتى الساعة الرابعة فجرا، رغم أن هذه من حقوقها الفردية. الانعتاق الحقيقي هو أن يتم احترام حقوقها والتعامل معها ومع هويتها على أنهما في وضع مساواة مع الجميع، لا زالت الأنظمة البطرياركية راسخة في العالم العربي من دون استثناء، وحتى في خارجه، في أشكال خفية. ولم يزل أمامنا الكثير كي نفعله على هذا الصعيد. وهنا أحمّل المرأة نفسها المسؤولية، إذ عليها أن ترفض صورة الضحية وأن تنال حقوقها، وأن تؤمن بقدراتها وقوتها.
تعليقات
إرسال تعليق