عبد الله غجاتي / محمد سعود

عبد الله غجاتي / محمد سعود

من الصعب جدا أن تتحدث عن تجربة الفنان التشكيلي عبدالله غجاتي أو الشيخ مصطفى أي الأستاذ مصطفى كما يحلو لتلامذته أن ينادوه .لان مساره الفني غني ومتنوع تتشابك فيه رؤى فنان متمرس، عاش عزلة طويلة في مرسمه بعيدا عن الأضواء، اندهشت حين زرت مرسمه في مدينة سطيف ، لأني وجدت نفسي في متحف وأمام لوحات أثارت في نفسي الكثير من الإعجاب والتقدير ،، نفس الإعجاب عبر عنه الكثير من الفنانين والكتاب في المغرب حين رأوا أحد أعماله لأول مرة يعرض في الدار البيضاء في الملتقى الدولي للفن والتربية سنة 2011.

كثيرا ما كنت اقرأ عن الفن التشكيلي في الجزائر وتعرفت على أسماء وازنة ،، ولكن حين زرت الجزائر كفنان تشكيلي رأيت بعض الأعمال التي شدتني إليها بقوة ،ومن بينها أعمال الفنان عبدالله غجاتي.. لم اعرف سبب إهمال من كتبوا عن الفن التشكيلي لهذا الفنان الذي يحق للجزائر أن تفتخر به..لان رؤيته فيها الكثير من العمق الفني والبحث ..ولا أبالغ إذا قلت إنه تجربة جديرة بالاهتمام والتتبع..


عبدالله غجاتي في محترفه

أعماله الفنية تعتمد غالبا على رسوم تمهيدية ، وتليها بعد وضوح الرؤيا لمسات سريعة تتشكل منها شخوص آدمية متشابكة في صراع مستمر مع بعضها البعض ، أو في صراع من اجل إثبات ذاتها ،، قد تبدو في بعض اللوحات شخوصا في معزل عن الآخرين ..وفي أخرى تتناسل شخوص من شخص واحد، بتوظيف الظل كعنصر هام في هذه الرؤية الفنية ، حيث يغيب الشخص وتبقى الظلال دالة عليه. إنها صوفية الفنان في خفاء الذات وتجلياتها بصور مختلفة .

وتلعب الخطوط دورا هاما في تشكيل هذه الشخصيات وكأنها خطوط كاليغرافية يحاول الفنان ببراعته أن يجعلها مركز الرؤية..كما انه يمنحها حيوية ودينامية بحركاتها الدائبة ، و ألوانه غالبا ما تكون حارة، فمن النادر أن لا تجد اللون الأحمر وتدرجانه في لوحاته.. هذا اللون الذي يزيد من حيوية أعماله الفنية ويجعلها أكثر إثارة لعين المتلقي...

وبين تشابك الشخصيات وانعزالها و تناسل ظلالها في لوحاته تثوي ذات الفنان التي أراد التعبير عنها بطريقة لا شعورية...هذه الذات التي تختزل معاناتها في علاقة الأنا بالآخر..علاقة لا يمكن الحديث إلا بالاقتراب من الفنان أكثر في تجربته الطويلة مع الفن والحياة.



محاضرة في سطيف حول أعمال الفنان عبدالله غجاتي

يبقى الفنان التشكيلي عبدالله غجاتي علامة بارزة في الفن التشكيلي الجزائري المعاصر، وإنسانا يعشق الفن ومهووس به ،، هذا التعلق اللامحدود بالفن لا تجده في لوحاته فقط ، فإضافة إلى كونه فنانا فهو أيضا مرب لأجيال تتلمذت على يده قواعد الفن وأصولها ،، دون أن ننسى انه مدير ومنظم أحد الملتقيات الهامة في الفن التشكيلي والتي أصبحت تستقطب أسماء وازنة من دول البحر الأبيض المتوسط..

ــــــــــــــــــــ

محمد سعود (فنان تشكيلي وناقد فني) الدارالبيضاء.المغرب.

المصدر الصالون الثقافي لصدانا

http://saddana.com/forum/showthread.php?p=78018#post78018


تجليات الذات

عند الفنان الجزائري عبدالله غجاتي