معرض جماعي للفنون التشكيلية والخط العربي بعنوان "حلم الأرض" بقصر خير الدين
معرض جماعي للفنون التشكيلية والخط العربي بعنوان "حلم الأرض" بقصر خير الدين .
الأربعاء, 17 أوت 2011 تونس (وات)
- يحتضن قصر خير الدين ( متحف مدينة تونس) بالمدينة العتيقة من 16 أوت إلى 9 سبتمبر 2011 معرضا جماعيا للفنون التشكيلية والخط العربي بمشاركة ثلة من الفنانين التشكيليين التونسيين من بينهم ابراهيم العزابي وعبد المجيد البكري ونجيب الشوك إلى جانب مجموعة من الخطاطين والحروفيين।
وقد تولى السيد عز الدين باش شاوش وزير الثقافة الإشراف مساء الثلاثاء على تدشين هذا المعرض الثري والمتميز شكلا ومضمونا.
الرسام ابراهيم العزابي شكل بأعماله المعروضة معرضا استيعاديا قائما بذاته غطى الفترة من عام 1977 إلى عام 2011 استخدم فيها الفنان كعادته مواد مختلفة لخلق عالم خاص به منها مجموعة كبيرة من الأعمال " الملتزمة" فنيا وسياسيا من بينها لوحة حول ذكرى احتلال فلسطين وأخرى حول العدوان على غزة مستوحاة في أسلوبها من الرسام الايطالي كارافاجيو فضلا عن لوحات تواكب نبض الشارع التونسي ومشاغله لاسيما أيام ثورة 14 جانفي المجيدة.
من ناحيته عرض الرسام عبد المجيد البكري 32 لوحة تنتمي إلى عدة مراحل من مسيرته الفنية لعل أهمها الأعمال الجديدة ذات الأحجام الكبيرة .. هي أنماط واقعية استوحى أصولها من التراث لكنها مرتبطة في عمقها بالرمزية الشعرية وتحيل على طابع متأصل عربي / إسلامي .. في هذه اللوحات نجد رسوما للآلات الموسيقية والطيور و العديد من مكونات البيئة الطبيعية والاجتماعية مع نزوع للتجديد في الأشكال التي تغلب عليها الألوان الذهبية المشرقة كما لو أنها تذكرنا بالفردوس المفقود أو بعصر ذهبي ..
أما الخطاطون والحروفيون المشاركون في هذا المعرض الجماعي فهم مختار علي وياسين مطير وعمر الجمني وطارق عبيد وسمير قويعة وعبد القادر الغول ونور الدين العوني.
الفضاء المخصص لهذه الجماعة يحتوي على 23 لوحة وهو فضاء يرتسم فيه الحرف كلاسيكيا تارة وحروفيا / تشكيليا تارة أخرى .. ينعتق فيه الحرف من ضوابط التقعيد ليعتنق الفضاء التشكيلي مرتسما له .. هو كذلك فضاء تتحاور فيه الحروف التي استعملت كمفردة تشكيلية مع حروف مضبوطة المقاييس فتتجلى المعاني مخترقة المكان والزمان رابضة في عتبة تفصل بين البعد الوظيفي البلاغي الابلاغي والبعد التشكيلي الجمالي الوجودي الفلسفي في تحاور وتناغم فتستحيل الحروف معان وتتبلور المعاني حروفا.
ويعرض المركز الوطني لفنون الخط كذلك رصيده من مقتنيات الخطاطين / حولي عشرين لوحة/ جلها لوحات كلاسيكية تستلهم جماليتها من التراث التونسي عبر معالجة الخط المغربي عموما والقيرواني خصوصا في محاولة لأحياء هذا التراث من ناحية و/ دغدغته/ حتى ينصهر في صلب الممارسات الخطية التشكيلية الحديثة من ناحية أخرى وهي ممارسات تتميز بمتانة التراكيب وتلقائية الحركة الخطية النابعة من الأدوات الكلاسيكية التي طورت صناعيا / من القصبة إلى خامات وتقنيات متنوعة يكون فيها الحرف حاملا ومحمولا/.
المصور الفوتوغرافي نجيب الشوك عرضا لوحات تتمحور حول الصحراء وشط الجريد والمغاور بالاعتماد على التقنيات الرقمية المتطورة .. هناك محاكاة للطبيعة ولكن أيضا وبالخصوص اقتناص للمفاجآت التي تصنعها الطبيعة بأشكالها وألوانها العجيبة .. إنها دعوة للتأمل و الغوص في عوالم مجهولة وغرائبية.
شكرا لوكالة الأنباء التونسية وهذا الفيض في التعريف بالقدرات التونسية التشكيلية وخاصة منها التي تحمل روح التنقيب على المعاصر منه من خلال الغوص في الذاكرة التونيبة والتراث التشكيلي ذو الامتداد الاسلامي...بمختلف أصوله وأعراقه...
ردحذف