الشاعر المبدع والفنان المتعدد والمثقف الكبير والإنسانويّ الفذ / محسن العوني

الشاعر المبدع والفنان المتعدد والمثقف الكبير والإنسانويّ الفذ
الأستاذ سعود الأسدي / محسن العوني

محسن العوني

أيها العميد المدهش ..سلام على بصيرتك المشعّة بأنوار طويّتك النقيّة ..كأنك قد رأيتني صباح اليوم وأنا أقرأ بحثا عن بيكاسو..وأدركت أن فان جوخ أحد رسّامين أعتبرهما الأقرب إلى ذائقتي وأجمع عنهما مجموعة من الكتب والدراسات كثيرا ما أعود إليها..عندما احتضنت قاعة يحيى للعروض بشارع محمد الخامس بمدينة تونس بعض أثاث وأدوات رسم فان جوخ ومذكراته ورسائله وأشيائه الخاصة ..كنت كل صباح أقصد قاعة العروض في الوقت الذي تفتح فيه أبوابها للعموم لأنقل جميع رسائله ومذكراته المخطوطة لأنها لم تنشر(إلى حد ذلك التاريخ) وإن أورد بعض المتخصصين في فان جوخ مقتطفات منها ..رائع هذا الأصفر ..أصفر فان جوخ ..بديعة تلك الزرقة زرقة السماء المرصّعة بنجومها (كأنها لطخ من ضوء)في لوحات فان جوخ ..رائع اختيارك ودالّ على ذوقك المميّز أستاذي الكبير ..
كلّك ذوق ورقيّ ورفعة وأنت أيها العميد تكرمني وتهديني هديتك الغالية القيّمة ..هدية الذوق والفنّ ..وكل نصّ ينشر لك هدية معتبرة قيّمة من قلبك الكبير ..
أستاذي الكبير ..يرتبط فان جوخ بالشابي في عشقهما للنور والضوء والصباح الجديد وفي مأساوية حياتهما وقصرها ..حتى أننا يمكن أن نعتبر الشابي فان جوخ الشاعر كما يمكن أن نعتبر فان جوخ الشابي الرساّم..
كأنّي بفان جوخ كان في جولاته الليلية يردّد بيت الشابي :
النور في قلبي وبين جوانحي
فعلام أخشى السير في الظلماء
معك يحلو الرحيل بلا مسافات نحو تلك الحقول ..حقول القمح تحت سماء زرقاء زرقاء ..حقول الفن والفلسفة والفكر والذوق و والموسيقى العظيمة والسرّ الإلهي الماثل في الإنسان كائنا مدهشا دالاّ على الخالق العظيم ..
حزمة زهور برية لشاعر رائع وفنان متعدد وعازف ملهم هو من قبل إنسان كبير ..محبتي أيها العميد ..كلّك ذوق يا أسد المحبّة..