نقوشٌ بيَراع الشمس / الكبير العراقي سامي العامري

نقوشٌ بيَراع الشمس




سامي العامري

26/08/2011


غداً تهوي

على أغصانيَ الشمسُ ...

فألمسُها

وكيف أقول : ألمسُها ,

وهل يُغنينيَ اللمسُ ...؟

سأمسكُها ومن وجدٍ أعاتبُها

وقد أقسو ....

أطالبُها بمجمرة العناقِ

تعيد لي شِعري

فنادت من بعيدٍ :

بل

أعِدَّ الدربَ

سوف أخطُّ بالأحرى

نقوشاً

مِن هناك ومِن هنالك

ها أنا أهوي

وأنواري اليراعُ

وصدرُكَ الطِّرْسُ ...



-----------



نقشٌ أول :



هناك ورودٌ بغير عَبَقْ

ولكنْ إذا ما تسامحتَ

ثُم شممْتَ

تراها

تفوحُ

من الجذرِ للساقِ حتى الوَرَقْ

---



الثاني :



الخيرُ تغريهِ الإقامةُ في المكانْ

والشرُّ لم يثبتْ له عنوانْ

---



الثالث :



لا تُكابِرْ ...

إذا الحُبُّ لملمَ أشياءَهُ من فؤادكَ

فاحرصْ على أن تخلِّدَهُ

فكرةً

ثُم دعْهُ يغادرْ

---


الرابع :



روحٌ تُضيءُ الغيمَ

فيما الجسمُ يطوي الوقتَ طَيَّ صحيفةٍ

وأراهُ يعبرُ للزوال بلا معابرْ

كالريح تخفي غايةً

ويسيرُ

خلفَ الريح فنانٌ وشاعرْ

---



الخامس :



لو كان لي وطنْ

يغفو مع الأفياء تحتَ الغصنِ والفَنَنْ

ونهرُهُ مختلجٌ

وطيرُهُ مبتهجٌ

فهل أبالي مَن تولّى أمرَهُ

اليومَ

وبعدَ اليوم ؟

لكنْ يا فتى

تسألُ

مَنْ ومَنْ !؟

---



السادس :



أصبحتُ صعلوكاً

تُدينُ له الممالكُ ,

كلُّ ذلك من

وعاءْ

تهفو له أيدٍ

تُمَدُّ من السماءْ

كخيوطِ أمطارٍ وأقواسٍ

ولاحَ الكونُ مقلوباً

فأيقظَني الرصيفُ على حياءْ !

---



السابع :



تتقدمُ ساقيةٌ

في محكمة الكون الغجريْ ...

تُدلي بشهادتها ,

تحرجُ صخبَ الشلالِ

بدفْقٍ وَتَريْ !

---



الثامن :



بنفخةِ نورٍ من القمر القرمزيِّ

تفيقُ يعاسيبُ ,

تعلو ,

تنطُّ

أمامَ سَواقٍ

وفوق نسيمْ

في غرورٍ حميمْ !

---



التاسع :



ما عادت تتنزَّهُ في الحقل معي

فأنا مَن قام بوصف الأصباحِ لها

وفتحتُ لها أبواباً لأماسيْ ...

ونقلتُ عتاباً عن أغراسِ

وشرحتُ لها

كيف إذا غابت

يشقى الصفصافُ طويلاً

ويلاقي العصفورُ مآسي !

---



العاشر :



لا تقلْ في الحُبِّ : أعطيتُ وأعطيتْ

بل حريٌّ بكَ أن تحصيَ ما لم تعطِ

فالبذلُ

لِمَن أحبَبتَ نَيلٌ

أم نسيتْ !؟

---



الحادي عشر :



أحدِّقُ في الكونِ

والذاتِ في الكونِ

حَدّ اضطرابِ القطا

واهتزازِ الرؤى

في سحيقِ مدارْ

ولستُ أرى نقطةً

في الزمانِ

سأشْغِلُها جسداً

لا ولا حرفةٌ ليْ

سوى أن أحارْ

---



الثاني عشر :



حينما أَوشكَ أن يغلقَ دربي

قَدَرٌ من ذكرياتٍ

وذنوبٍ

في الصِّبى

كفَّتِ النجماتُ عن أن تلعبا

فإذا بيْ ناظرٌ في الدرب طيفاً

قال : إمضِ

قلتُ : والذكرى ؟

فأسماها طعاماً بائتاً ...

واحتَجَبا !

---



الثالث عشر :



على مدى منتصف الليلِ

أقام الصبحُ خلفي

مشرقاً لا لَبسَ فيهْ ...

فأنتِ كنتِهِ وقد كنتِ معي

فصرتُ لا أدري

أأنتشي بضوعهِ

أم أنتَشِيهْ !


سامي العامري

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الهدم البنّاء و مفهوم الزائل في الفن المعاصر لمحراب التشكيل / محمد فارس

الصورة في الفن المعاصر بين الإدراك و التأويل / محمد فارس تونس

حوار الخامات وولادة الأثر، قراءة في تجربة سامي بن عامر / رياض بنالحاج أحمد: باحث جامعي