عملاء امريكا، سنة .. أم شيعة ؟ / د. مروان الجنابي
د.مروان الجنابي
قبل ان يقع أي قارئ في سوء فهم بسبب العنوان لابد ان اقول انني - وبالرغم من كوني سنيا بحكم الانتماء العائلي- لا اميّز بين السنة والشيعة بسبب الانتماء المذهبي.
لكني اريد الاشارة الى ظاهرة يتاجر بها بعض السياسيين السنة وهي الاتجاه لوصم اخواننا الشيعة بالعمالة لامريكا التي احتلت العراق وسلمتهم الحكم للشيعة (...) بعد ان جاءوا معها على ظهر دباباتها (...). هؤلاء السنة يتجاهلون (وعن عمد) نصف السياسيين العراقيين السنة الذين يقوم عليهم النظام الحالي الذي جاءت به امريكا.
ان هذه النغمة الطائفية الممجوجة خطرة على استقلال العراق ووحدة شعبه، ولابد من كشف حقيقتها بان اضع بين يدي القارئ العزيز الحقائق التالية ليعرف علاقة العمالة بالمذهب وأترك له الحرية في الاستنتاج:
• انظر الى خارطة الوطن العربي من المحيط الى الخليج، وضع اصبعك على أي نظام عميل او حليف لامريكا، ثم قل لي : ما مذهب الحكام في هذا البلد؟
• وسّع نظرتك الى العالم الاسلامي وانظر الى تركيا والباكستان، الركيزتين الأساسيتين في السياسة الامريكية، فمن باكستان انطلقت عملية احتلال افغانستان ومن تركيا تمر عمليات تموين القوات الامريكية في العراق...ما مذهب (اصدقاء) امريكا في باكستان وتركيا؟ سنة هؤلاء أم شيعة؟
• تعال الى عنصر القوة في الهيمنة الامريكية...القواعد العسكرية، مَنْ وَضَع ويضع اراضيه وممراته المائية والجوية في خدمة امريكا، وبالذات في عدوانها على العراق؟ سنة هؤلاء أم شيعة؟
• وتعال الى العنصر الاخر في السيطرة الامريكية، الطاقة، من يزود امريكا بالطاقة التي تقوّم وجودها وسيطرتها وعدوانها؟ سنة هؤلاء أم شيعة؟
ان هذه الحقائق تبين بكل جلاء ان الذي يمد امريكا بكل شيء ويخدمها على كل صعيد ليسوا من الشيعة..بل ان الشيعة في ايران مهددون الان بضربة امريكية قد تقضي على دولتهم.
اما في العراق فقد دخل السنة في العملية السياسية وصارت وفودهم تحج الى امريكا بل واستقبلوا الرئيس الامريكي جورج بوش على ارض الرمادي واستلموا من امريكا كل الدعم العسكري والمالي لمحاربة المقاومة والقضاء عليها، بينما راح السياسيون السنة يقدمون الضمانات لانجاح العملية السياسية التي لم يكونوا يرونها مشروعة قبل زيادة حصتهم في المناصب الحكومية والبرلمانية، ووصل الامر الى ان حارث الضاري نفسه يوجه رسائل ودية الى امريكا لكي تتخلى عن المالكي وتتحدث (...) مع غيره!!
اما المقاومة التي يخوضها جيش المهدي ضد الاحتلال فغير مشروعة !!!
ويتقرب السياسيون السنة الى امريكا بالبراءة من (الصفويين) الذي يمدون المقاومة، وبموالاة (العثمانيين) الذين يحتلون شمال العراق متى شاءوا!!!
وكلما عشت اراك الدهر عجبا...
اذا كان مدّعو المقاومة صادقين فعليهم ان يدعموا كل مقاوم مهما كان مذهبه، واذا كانوا حساسين جدا من العمالة لامريكا فعليهم يتخذوا موقفا من كل عميل مهما كان مذهبه.
اما القبول بالعميل السني ورفض العميل الشيعي، فهو تخلف عقلي وانهيار اخلاقي.
لقد قدمت الانظمةُ السنية العراقَ على طبق من ذهب (خليجي مصري اردني تركي)، وجلس الاغبياء من سياسيي السنة يتهمون الشيعة (شركاءهم في التنسيق مع الامريكان) بالعمالة لا لشيء الا لانهم نافسوهم تلك العمالة التي كانت وقفا على السنة فقط فجاء الشيعة وكسروا الاحتكار.
تعليقات
إرسال تعليق