مرحلة المكبلين والمكبس والمعلقين والمكفنين الحلقه الاخيرة ३ / عبد الرزاق عكاشة


مرحلة المكبلين والمكبس والمعلقين والمكفنين الحلقه الاخيرة 3


عبد الرزاق عكاشة


الحلقة الأخيرة

مرحلة المكبلين والمكبس والمعلقين والمكفنين



إذا كان من حق الرومان أن يحتفلوا بفنانهم الأهم والأكبر فى سيرة النحت المعاصر برنكوزى ومصر تقيم متحفا لمحمود مختار لايليق كثيرا بحجم مختار لا لشيء سوى لانه تحت الارض لكنه رغم كل شيء يظل متحفا

اذا من حق الكويت الآن أن تؤسس متحفا للنحت المعاصر ويحتل سامى محمد الريادة او متحفا خاصا بالفنان الكبير الذى انحاز الى الإنسانية والإبداع الانسانى وأجاد فى النحت الكلاسيكى وتألق فى النحت التعبيري وتميز فى النحت الرمزي। وإلى جانب النحات فهو المصور الموهوب والمهم ففى لوحات المكبلين والمعلقين واسكتشات هذه المرحلة أعمال التصوير والجرافيك والرسم بالحبر الشينى يطلعنا سامى على تجربة شديدة الخصوصيه والتميز فلوحاته تحمل قوة البناء فى العنصر البشري : الأحبال التي تقيد إنسان العصر وتكبله، العناصر الهابطة من أعلى أو الصاعدة الى القمة، المنظور الجديد فى تصوير مساحات الفراغ ومساحات موزاية من اللون العامر بالاحداث فى لوحة المزق او المعلق والكفن... نعود هنا بالسؤال الحتمي دائما من أين أتى سامى بكل هذه الدراما والالم والوجع؟ هل حرب 56 والعدوان على مصر أسس وجدان الفنان ، هل نكسة 67، هل الهزائم العربيه ،هل صبرا وشاتيلا، هل الانكسار العربى؟ ...إلخ إنه فليسوف اللوحة وعاشق التمثال الذى غير حتى فكرة القاعدة قاعدة التمثال التى ظلت إلى عهد قريب مجرد حالة يضع عليها المثال أعماله، لكن سامى ضم القاعدة إلى التمثال تدخل فيه ويدخل هو فيها ، ويتمرد عليها وتصارعه حالة تأسيس إبداعي جديد .





نعود لأعماله فى التصوير المعلق فوق القبر والمعلق بحبل أزرق قمة الدراما والجدل علاقات جدلية بين الفراغ الأبيض وبين الاسود أو لون السبيا ثم الجرأة والقوة فأن يلون شيئا صغيرا بلون إضافي يصنع صدمة ثم يرحل اللون مثل الازرق الذى يدخل لتلوين الحبل فقط او الأصفر او الاحمر الفنان الثائر تسكنه حالات كبرى وهندسة ابتكارية موثقه بحالات داخلية جدار القهر,المقيد ।المكبل والصارخ شخوص منا من بينا من زمننا شخوص شاهدة على الثورات العربية لكن ثورة سامى سبقتنا ثورة سامى كانت اقدم فى أعماله فى الثمانينيات من القرن المنصرم





فى بداية عام 80 فاجأنا سامى بمجموعة اخرى رائعة الحشر هدا الوجه الذى يأكل خشبا وكأنه رجل النار الذى يحرق حطبه فى داخل جوفه ثم اعمال التحدى والمقاومه ويكفنون الناس وهم أحياء نحت على حجر مرمر سامى نحات ومصور لابد ان يقف امامه التاريخ العربى باحترام وجلال فى أعماله الحجرية قوة الشخصية وجرأة الطرح وثبات التمثال على قاعدة والتعازل البصرى الابداعى بين المتلقى والفنان لسامى العديد من المعارض العالمية والتكريمات الدولية والاعترافات فى دول العالم له أعمال سرقت من قبل لصوص يعشقون فنه وله مقتنيات فى متاحف عديدة اسم نحت طريقه الحجرى داخل قلب الزمن الصلب له عدة مشروعات فى الشارقة ودبى واخيرا جائزة الابداع من مؤسسة الابداع العربية فى بيروت وادعو مصر التى درس بها وعشقها وكل العالم العربى الى تكريم هذا المبدع الكبير شيخ النحاتين المعاصرين من العرب




واحد اهم المصورين الذين احتفلوا بالانسان البسيط والمسحوق والمرهق والمحارب شخصيات لم يرسمها الفنانون العرب كثيرا خوفا من النقد ورهبة من النقاد لكن سامى كان الأكثر شجاعة وقوة . قال كلمته (((جلس ادا تحق اليوم روايا لعالمنا العربى)))

باريس عبدالرازق عكاشة
صالون الخريف

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الهدم البنّاء و مفهوم الزائل في الفن المعاصر لمحراب التشكيل / محمد فارس

الصورة في الفن المعاصر بين الإدراك و التأويل / محمد فارس تونس

حوار الخامات وولادة الأثر، قراءة في تجربة سامي بن عامر / رياض بنالحاج أحمد: باحث جامعي