ذاكرة رسم منفلتة من عقالها / بقلم : عدنان بشير معيتيق
ذاكرة رسم منفلتة من عقالها / بقلم : عدنان بشير معيتيق
عدنان بشير معيتيق
ذاكرة رسم منفلتة من عقالها
par Adnan Meatek
بورتريه شخصي للفنان مصباح الكبير
ذاكرة رسم منفلتة من عقالها تستحضر مقاطع بجودة عالية من سيرة الماضي بتلك الوجوه والقصص المنسوجة بمعاجين المشاعر الإنسانية شديدة الدراية بالمحيط , نسمات الشتاء , حرارة واصفرار سماء حقول الشعير المنتشرة في منطقة ( السكت )على أطراف المدينة و الأسواق العامة , مقهى (سينما العايب ) ومحطة الحافلات القديمة ( الكوريرة ), أزقة المقاوبة تنعكس فيها ظلال بنفسجية شفافة يعلوها شروق القمر في سماء حالكة , يمشي تحتها سائر الفجر, شخصيات مختلفة كانت تعيش في عزلة الوقت , حقول النخيل المنتشرة في ( القاعة ) والممتدة إلى شواطئ بحر جنات مرورا بـ (الغلبان وزرقه عين) في أيام الرياح الشديدة , جذوع النخيل المتراقصة على إيقاعات مرتبكة و أحذية عسكرية , عالة الشاهي,الجرة وأقفال بدون مفاتيح لأبواب مجهولة ومتعة النوم في ليال الشتاء الباردة للأطفال الإخوة ومتعة اللعب في باحة البيت كل هذه مفردات من ذاكرة مخبئة للأوقات الحرجة في اللاوعي للفنان مصباح الكبير ...
لوحة للفنان مصباح الكبير
مواطن غاية في الحساسية خصوصا بمجتمعنا الليبي ومحيطه العربي لموضوعات المرأة وحريتها وتعليمها وعملها وطريقة عيشها بتحررها المبالغ فيه او اذعانها لواقع مغلق بأسوار التعصب الديني والفكر الراديكالي ومعاناة على مر اجيال وأجيال دون أي تغيير يذكر او أي محاولة لفتح غطاء الجب المظلم عن عالمها المطمور في ردهات المجتمع المحافظ جدا, المنتبه الى كل التفاصيل اليومية إلا هذا الموضوع فقد ركنه في زاويا النسيان المظلمة , فكانت هذه المجموعة الاخيرة من لوحات المتحجبات للفنان بمثابة شرارة ومضت في عالم النسيان لجلب الانتباه وفتح باب للتساؤلات المشروعة في امكانية معالجة هذه القضية المهمة في بناء المجتمع والوطن.
لوحة للفنان مصباح الكبير
لوحة للفنان مصباح الكبير
لوحة للفنان مصباح الكبير
عدنان بشير معيتيق
فنان تشكيلي وكاتب من ليبيا
تعليقات
إرسال تعليق