ما أكذبني ... !! / ادريس الواغيش
ما أكذبني ... !! / ادريس الواغيش
انتهيا من تناول وجبة غذاء مكلف وأخذ ورد في الكلام ، واستقرا على أريكة في زاوية صالون يطل على البحر.
و...كلمااات
نظر إليها ، نظرت إليه
ثم أطالا النظر
- أتدري حبيبتي
أنت ألذ من هذا الطاجين ، أحلى من هذا الكوكتيل
في المساء ترجلا ليكملا فسحتهما المسائية ، قبل أن يفترقا. اختارا بعناية مقهى على الكورنيش . تربعا على كرسيين وثيرين ، وامتد بصرهما على زرقة لا تنتهي. رشف من فنجان قهوته رشفة ، و تذوقها بعناية المغرم بالبن البرازيلي .
- أتدري حبيبتي ... ، أنت أطيب من مذاق هذه القهوة
وتهجى بعناية و صمت علامة تجارية لقهوة إيطالية مشهورة. تفحص ملامحها بدقة ، واسترجع للحظات ليلته الباردة معها البارحة. كان وجهها الكمنجي المستطيل لا يوحي بشيء ، حتى لرسامي الكاريكاتير.
وكان عليه أن يقول كذبا أو يصمت.
بقايا ندوب من معارك طفولة قديمة ، فجرت في ذاكرته لغما منسيا. تذكر أن ما صرفه عليها من مال يستحق لكمة دامية على الأنف . تذكر أيضا كيف استسلم لنزوة فجائية وعابرة ، وعليه أن يكمل فصولها للآخر.
أصبحت عملية الحساب لديه سهلة ، وواضحة
أعاد النظر إليها مرة ثانية وثالثة ، ونفث دخان سيجارته من جعبتي أنفه بحرقة ، كأنه يخرج معه شيئا ثقيلا من جسمه.
تذكر ما يدور بين العشاق حول هذه المقهى بالذات ، وكيف أنها تبيع الجلسة فقط بلا جودة.
تساءل مع نفسه :
- أتكون هي أيضا كما المقهى ، قد باعت لي ليلة باردة ، ولا شيء غيرها ؟.
نظر إليها مرة ، وأخرى إلى طيور النورس ، وهي تحلق فوق المحيط المترامي أمامه .
تأملها طويلا ....
واسترجع كل تلك الكلمات الكاذبات دفعة واحدة ، ثم همس بينه وبين نفسه مرة أخرى :
- ما أكذبني ...!!
تعليقات
إرسال تعليق