أخبرتني بأنها لا تطيق الإعراب ... / مصطفى بونيف
أخبرتني بأنها لا تطيق الإعراب ... / مصطفى بونيف
...من أغرب المواقف التي حدثت معي، أنني التقيت بأستاذة في التعليم ثانوي تخصص الأدب العربي حديثة العهد بالتخرج، ووفقها الله بأن نجحت في مسابقة التعليم...أثناء حوار بسيط معها أخبرتني بأنها لا تطيق الإعراب ...فقلت لها:
- الإعراب هو عصب اللغة، وبدونه لا تستقيم
قالت: للأسف أنا لا أحبه ولا أطيقه، ولا يمكنني أن أن أعلمه للتلاميذ بالكفاءة المطلوبة...
سألتها: ربما تتقنين البلاغة؟
اجابتني والاشمئزاز على وجهها القبيح: أوووف تقصد الصور البيانية والاستعارة والطباق...؟
قلت مذهولا: أي نعم....
قالت بصوت غاضب: أكرهها ..أكرهها..أكرهها...
هدأت من غضبها...ثم قلت لها لعلك شاعرة، ولديك ميل إلى البحور والقوافي..؟
انتفضت الأستاذة من مكانها ثم قالت: في حياتي ما قطعت بيتا واحدا من الشعر، أنفاسي تضيق عندما أستمع إلى الشعر وبحوره...أووف
سألت الأستاذة: أنت متأكدة بأنك تحملين شهادة ليسانس في الأدب؟
صدمتني إجابتها: نعم ..وبتقدير جيد...
مسحت العرق الذي بدأ يتصبب من جبيني من فرط الغضب: متى حصلت على شهادة البكالوريا؟
قالت لي بما يشبه الصاعقة: بكالوريا 2007...
الجو كان حارا....وفمي يابس...وإلا كنت غسلتها بطريقتي....
مصطفى بونيف
تعليقات
إرسال تعليق