الشاعر صلاح جعلاب: قالوا وصفت لنا الحياة وطعمها **وبديعها ومريعها والحاضرا
قالوا وصفت لنا الحياة وطعمها **وبديعها ومريعها والحاضرا
والنور من شمس يصافح راعيا **عند المسا يرعى القطيع الساحرا
وغزلت من بحر الحروف جواهرا **وغدوت بالإحساس بحرا هادرا
ومنحتنا حلما يطاول أنجما**ووهبتنا من كل روض طائرا !
كم سرت في روض تغازل زهرة **كم صغت من تلك الصحارى بيدرا !
لكن إذا التفتت إليك عقولنا **ألفيت محتارا يسائل حائرا
بالله قل من أنت؟ قلت لهم أنا**كالسحر قد رمتم خفيا ظاهرا
قالوا نطقت فزدتنا جهلا بكم **ماذا يضرك لو وصفت الشاعرا !؟
فأجبتهم هو من تمازج دمعه **بالبسمة البيضاء حين بكائه
والعين من جمر توقد سرمدا **والقلب بيت قنوطه ورجائه
كم حار بين قدومه وذهابه**كم تاه بين أمامه وورائه
كم غازل النجم الجريح بحرفه**وتمازجا في صيفه وشتائه
كم سار في الروض البديع فلم تر**عيناه غير الشوك في أحشائه
إن نام لم ترقد لواعج فكره **وإذا استفاق رأيته كالتائه
لا يرعوي من ضحكنا وبكائنا**ونخافه في ضحكه وبكائه
عطشان والأنهار فيض جفونه **لكأنما يحنو إلى صحرائه !
لا شيء يشبهه ويشبه فكره **طاش الكلام بوصفه لصفائه
قالواأتعرف من وصفت فقلت من؟**قالوا وصفت الفيلسوف الماهرا
أوقف نشيدك يا بديع زماننا **ماذا يضيرك لو وصفت الشاعرا !
فقلت :
هو الذي أبدا يسري مع الزمن **في لجة البحر بين الماء والسفن
كأنما هو مجبول بفطرته**لكي يضرج بالأهوال والمحن
يشكو الخطوب وما في جسمه كلم**والبعد وهو قريب الدار والوطن
والهجر وهو بحضن الحب منتشيا**والسجن وهو طليق الحرف والبدن
وما رأى حسنا في الأرض يعشقه**إلا بكاه لخوف الفقد والإحن
ينوح في الأرض والأنهار جارية**كما ينوح على الأطلال والمدن
فقاطعوني وقالوا قد نأيت بنا **ما ذي النعوت صفات الشاعر الوطني !
فقلت مهلا إذا ظللت وعذرا**ربما أخطأ اليراع مقالا
هو من تعجز الزمان يداه **أينع الحرف نجمة وهلالا
لو مضى في ذرى الأيام نسرا**خطف الجو لو أراد دلالا
كم أرانا ما ليس يبقى دواما**كم تمادى في غيه واستطالا
يطبع الشهب للأنام ريالا**وهو يشكو الإملاق والإختبالا
كم غدا وسطه الخيال حياة **طالما أظهر الحياة خيالا
أفهذا من تبغون أن تعرفوه **نطقت كل الأصوات لالا !
يا أنتم إني تعبت بوصفه**وعجزا عن إدراك مكنوناته
لا يستطيع البدر وصف جماله**والروض وصف حياته ونباته
والليل وصف سواده لمسافر **يسري سريعا في ذرى جنباته
والنجم نعت علوه في جوه**والبحر وصف السحر في حركاته
هو من نراه سائرا وسط الحمى **وكأن فوق ضلوعه خطواته
إن صاح فالأكوان تسمع صوته**وإذا شدا فالحب من مشكاته
يبكي مع النائي على أوطانه**ويشارك المسرور في بسماته
قد تقلب الأيام قلب حياته**فيظل ذا كلف بقلب حياته
هو من يعيش لفكرة أبدية **من ليس يعرفها يقول لذاته !!
هي فكرة الإبداع طول حياته**هيا نسافر في لظى مأساته !!!
توقيع :صلاح .ج الشاعر
ابداع يا صديقي سلمت الايادي
ردحذف