جميلٌ أن تعطي مَن يسألك ولكن الأجمل أن تعطي مَن لا يسألك .../ الشاعر سامي العامري




جميلٌ أن تعطي مَن يسألك ولكن الأجمل أن تعطي مَن لا يسألك ...


  الشاعر سامي العامري

حديثي اليوم يدور عن العوز المادي وهذا حصل وسيحصل للكثيرين طالما الأرض باقية تدور .
صديقة لي عراقية تعيش في الولايات المتحدة تجمعنا محبة الأدب والشعر والفن وأتبادل معها الرسائل بين الحين والحين .
أتذكر قبل سنتين أني احتجتُ مالاً معيَّناً لتمشية أموري حتى نهاية الشهر وكان الشهر في منتصفه ولم يكن أحد قربي ممن أثق بهم فأسألهم فكتبتُ لها بحرجٍ طالباً مساعدتها إن استطاعت ، ودون إبطاء أرسلت لي ـ وهي ليست غنية ـ نقوداً أكثر بكثير مما احتجتُ إليه ولم تتهور كالبعض وتطلب مني أن أعمل فهي عارفة بظروفي وعارفة أن الكتابة أشرف الأعمال ، وكتبتْ تقول : نصف المبلغ تستطيع إرجاعه لي حين تتمكن والنصف الآخر تستطيع نيسانه ...
ولاحقاً أهديتها عدداً من مجموعاتي الشعرية مع رواية لي وحيدة فأرسلتْ لي بالمقابل عُلبة 
( باكيت ) يحتوي على تشكيلة من الحلويات وعطر وزجاجة نبيذ فاخرة .
ومما هو رفيع فيها أيضاً أنها ترفض أن أتحدث عن ذلك ولهذا واحتراماً لطبعها الأصيل أتحفظ عن ذكر اسمها ...
وقبل عام تقريباً التقيتُ في الطريق بصديق قديم مصادفةً وهو رسام فدعاني لزيارة مرسمه ومشاهدة آخر أعماله فذهبنا وكنتُ أنظر إلى لوحاته باستمتاع وفرح وكان هو ينظر إلى ملامحي بحزن ...
وبعد أن جلسنا قال بطريقة محبَّبة : فهمتك !
ثم أخرج نقوداً كانت تكفي لتزيل قلقي وخيباتي من العالم ... إنه الفنان العراقي المقيم في برلين : علي مزعل .. فتذكرتُ قولاً لجبران خليل : 
جميلٌ أن تعطي مَن يسألك ولكن الأجمل أن تعطي مَن لا يسألك و أنت تعرف حاجته ...
قلتُ له هذا فصمتَ

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الهدم البنّاء و مفهوم الزائل في الفن المعاصر لمحراب التشكيل / محمد فارس

الصورة في الفن المعاصر بين الإدراك و التأويل / محمد فارس تونس

أعلام الموسيقى والغناء في العالم العربي الشيخ العربي بن صاري (1863-1964) / محمد بن عبد الرحمن بن صالح