فنانو الغرب الجزائري: «لسنا بحاجة إلى قانون أساسي... الرزق على ربي.. اتركونا في حالنا
فنانو الغرب الجزائري: «لسنا بحاجة إلى قانون أساسي... الرزق على ربي.. اتركونا في حالنا
كلّ تصريحاتهم تحمل نبرات من الألم والحسرة على الواقع الذي يعيشونه ومنذ سنوات عجاف، منهم من التزم الصمت وحافظ على لقب «فنان» ومنهم من غرّد داخل السرب وانساق وراء ما تمليه الظروف المعاشة، سياسيا، اجتماعيا وثقافيا. اتصلت المحور اليومي بأعلام الفن بالغرب الجزائري، ورصدت انطباعاتهم حول مشروع قانون الفنان، وضعهم الاجتماعي، رأيهم في سياسة وزيرة الثقافة الحالية خليدة تومي فكان ما يلي: عميد الأغنية الوهرانية بن شنات هواري: «وزيرة الثقافة ردت الاعتبار للفنان الجزائري» أعتبر عميد الأغنية الوهرانية الفنان هواري بن شنات، أنّ مجيء خليدة تومي وتعيينها لتسيير القطاع الثقافي بالجزائر مكسبا ثمينا لغالبية الفنانين، مستدلا في ذلك بتنامي وتيرة الحفلات والمهرجانات المحلية والوطنية، التي كانت غائبة في يوم من الأيام، «...خليدة تومي تعرف جيدا ما يعانيه الفنان تعي أيضا متطلباته... فلا أضن أنّ هناك شخصا آخرا يمكنه تسيير القطاع في الوقت الراهن عوض وزيرة الثقافة... وآخر التفاتة لها كانت بمناسبة الأزمة الصحية التي ألمّت بالفكاهي صديقي حزيم، الذي قدمته يد العون ووقفت إلى جانبه حال ما سمعت بتدهور صحته وساعدته ماديا ومعنويا..» مردفا، أنّ الجميع مطالب بالالتفاف حول مشروع القانون الأساسي وتقديم رأيه فيه.. أما بخصوص، عدم مشاركته في مهرجان الأغنية الوهرانية، فتمنى صاحب رائعة،»ارسام وهرانا» النجاح للطبعة السادسة من المهرجان والتوفيق لجميع المشاركين، موجها رسائل عدّة لمسيري مديرية الثقافة لوهران، ستُنشر تفاصيلها في أعدادنا اللاحقة، معتبرا في هذا الصدد، أنّ الأغنية الوهرانية أكبر من أي كان، ولا تُختزل في مهرجان واحد، يقول» الأغنية الوهرانية جسدتها أسماء عالمية أمثال، أحمد وهبي، أحمد صابر، بن زرقة وبلاوي هواري.. ولا يمكن حصرها في مسؤول أو مهرجان» مضيفا أنا ابن وهران وكفنان احترم الجميع، لكن بن شنات لا يمكنه التغاضي عن تدني مستوى الفن في بلادنا. بارودي بن خدة يطلق النار على وزيرة الثقافة ويصرح: «لا يعرفوننا سوى في الحملات الانتخابية وأقول لتومي رحيلك هي هدية الفنان» يرى بارودي بخدة صاحب الصوت القوي أن الثامن جوان هو بحد ذاته يوم تعاسة للفنان لاسيما فنان الجهة الغربية الذي بات يبكي حاله كلما حلت مناسبة تعنيه لأنه بكل بساطة لم يعد يتذكره القائمون على أمور تسيير الثقافة وبالمقابل يتم تكريم نفس الوجوه مستعملين إياهم كغربال لمواراة شمس الحقيقة والواقع المعاش، حيث قال بصريح العبارة وبنبرة حزينة، «كيف لي أن أسعد باليوم الوطني للفنان وأنا أجلس في مقهى أتوجع من التهميش والإقصاء في الوقت الذي يتم تكريم وجوه غريبة آو دخيلة على الفن»، كما فتح النار على وزيرة الثقافة التي يرى فيها أنها لا تصلح لهذا المنصب الحساس و قالها بنوع من السخرية «عندما كنت أعيش العصر الذهبي وأتمتع بشهرة واسعة كانت وزيرة الثقافة تدرس في الابتدائي وأعتبر مغادرتها مبنى الوزارة أجمل هدية للفنان لفسح المجال لمن يقدّر الفنان أحسن تقدير»، كما لم يفوت صاحب أغنية في الصيف حلاوة الفرصة ليؤكد أن الفنان بات مستغلا في مواعيد محددة لخدمة مصالح أصحاب القرار، حيث قال... نتلقى دعوة الغناء 3 مرات في السنة مهرجان الأغنية الوهرانية في 5جويلية وأول نوفمبر بالإضافة إلى استغلالنا لتنشيط الحملات الانتخابية، وهذا عيب وعار لأنهم يتاجرون بفننا ونحن مجبرون على الانصياع لهم حتى نأكل الخبز، كما رد بطريقة غير مباشرة على من يتهمونه باجترار الأغاني القديمة حين قال «أملك في درجي 30 أغنية جديدة لكن لمن تقرأ زبورك يا داوود» ختم بارودي بخدة. الشاعر سليمان جوادي: «يفضل أن يبقى الفنان بدون قانون أساسي» في حديث مقتضب خص بها جريدة المحور اليومي، قال الشاعر سليمان جوادي أنه يفضل أن يبقى الفنان بدون قانون، كون القانون يقيد من حريته كما قال ويجعله ذلك مقيدا في العطاء، وقد أبدى الشاعر فرحته بهذا التكريم، خاصة وأنه تزامن مع دخول فرحة أخرى إلى العائلة بعد أن ولد له حفيد ثان، وقالت مصادر أن الحاج سليمان أصبح قليل الخروج من مسكنه العائلي، متحججا بعدة أسباب بسبب الياس الحفيد البكر ليضاف إليه الحفيد الذي سمي باسمه قبل أيام وكان الشاعر سليمان قد كتب لكثير من المطربين وعلى رأسهم المرحوم محمد بوليفة في أغنيته المشهور «ما قيمة الدنيا وما مقدارها وزكية محمد في أغنيتها المشهورة « آملنا ترجع و تعود» وغيرهما، إضافة إلى أغاني وطنية، منها بحبك يا بلادي تسلحنا... راجل واحد عند المحبة شعبك في الشدة يتماسك. الفنانة حمرون فاطمة: «الطفيليون يكرمون في ظل غياب قانون يحمي الفن» يعاني الفنان بولاية الشلف من عدم الاهتمام به من جوانب عدة وهو ما تؤكده الفنانة ورئيسة الجمعية الولائية «الانتصار» للصناعات التقليدية والحرف النسوية فن وإبداع الشباب بالشلف، حمرون فاطمة، حيث أكدت بأن الفنان يعاني طوال أيم السنة وحتى في يومه لم يلق كلمة شكر أو التفاتة ولو كشفقة عليه وعلى حاله الاجتماعي ولا نقول اعترافا بما يقدمه للفن، حيث تقول بالرغم ما تقدمه للحقل الفني من إبداعات أو ما قدمته هي طوال نشاطه الفني الذي يزيد عن ربع قرن من الزمن ولم يتوج مجهودها بتكريم مبسط داخل ولايتها، في الوقت الذي تلقى فيه الترحاب الكبير خارج الولاية ومشاركتها الكثيرة وطنيا، حيث يبقى وضع الفنان الاجتماعي مريض، خاصة من الجانب المادي، حيث لم تتقاضى أي منحة تساعدها على أكل رغيف خبز سوى ما تجنيه من عرق جبينها من خلال نشاطها. وعن قانون الفنان قالت ذات المتحدثة أنه لم يخطر ببالها أن يكون للفنان قانون يحمي حقوقه أو حتى بأن هذا القانون موجود أصلا وبذلك تطالب، أن يظهر لها ولغيرها من الفنانين حتى يتسنى لهم معرفة حقوقهم من واجباتهم. كاتب الكلمات الشيخ نعام :«الفنان آخر ما ينشغل به المسؤول في الجزائر» بنبرة فيها الكثير من الحسرة والألم، وفي اتصال هاتفي أجرته المحور معه، قال كاتب الكلمات الشهير، الشيخ النعام، «إنّ واقعا كهذا الذي يعيشه الفنان الجزائري لا يبعث على الأمل، ولا يحمل معه أي أمل كذلك»، معتبرا أنّ دول الجوار كالمغرب مثلا، بادر مسؤوليه إلى صياغة قانون أساسي يليق بالفنان ويضمن له لقمة العيش، بينما نحن هنا لا زلنا نعتمد على عائدات الحفلات والمهرجانات المحلية السنوية، لتحصيل لقمة العيش...» أعاني حاليا من مرض القلب وأمراض مزمنة أخرى.. ولا أحد من مسؤولينا هداه الله لم يكلف نفسه عناء التنقل والتقصي في وضعي الاجتماعي.» الفنان احمد فتحي التموشنتي: «لابد من إعادة الاعتبار للفنان الجزائري من خلال مشروع الدستور القادم» يرى الفنان أحمد فتحي صاحب رائعة «ما تلوميش ولو في يوم» أصيل بلدية العامرية بعين تموشنت أنه لا بد من إعادة الاعتبار للفنان الجزائري وكل الناشطين في المجال الفني والثقافي من خلال مشروع الدستور القادم والعمل على تجسيد القانون الأساس للفنان على أرض الواقع، على غرار العديد من الدول التي أعطت الفنان مكانة متقدمة في المجتمع باعتماد آليات فعالة تمكن هذا الأخير من ضمان حقوقه المهنية والاجتماعية والتكفل التام بمختلف الانشغالات اليومية التي أثرت سلبا على ميدان الإبداع. وقال الفنان أن الوقت قد حان لتنال الثقافة الجزائرية مكانتها المرموقة بين الأمم والتماشي مع مختلف التطورات الجارية في العالم التي تتطلب تحيين جملة القوانين المنظمة للقطاع التي تبدأ أولا بالفنانين وكل العاملين في المجال من أجل النهوض بالثقافة الوطنية التي تعتبر أحسن سفير للجزائر، مطالبا وزارة الثقافة بضرورة أخد انشغالات هذه الفئة مأخذ الجد لا سيما منها ما تعلق بالتقاعد التكميلي التغطية المهنية والصحية لدى الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي . الشاعر محمد زابور: «وزارة الثقافة تصرف الملايير على كل شيء إلا على الثقافة» كشف الشاعر أمحمد زابور في تصريح للمحور أن المبدع في الجزائر لا يعول كثيرا على إبداعه لكسب قوت يومه، موضحا أن وضعه كموظف في القطاع العام غطى على حاجته كشاعر وأن الإبداع بكل أشكاله لن يعطيك أكثر من حب الناس، خاصة في ظل غياب قانون أساسي يحمي حقوق المبدعين أو نقابة قوية تعمل على تعزيز مكاسبهم. وبخصوص واقع الثقافة بالجزائر فيقول أنه هزيل جدا ومريض، نظرا لكثرة سماسرة الفن خاصة في سنوات الريع الثقافي الأخيرة التي كانت سببا في ابتعاد الفنان الحقيقي وترك مكانه للدخلاء ممن استفادوا من الفساد المستشري في القطاع مما خلق شبه مافيا ثقافية، مطالبا برحيل وزيرة الثقافة خليدة تومي التي يراها سببا في تدني وضع الفنان كونها حسبه لم تضف له شيئا سوى الهزال والتهميش وتحولت معها المهرجانات إلى زردات ثقافية تصرف ببذخ يمينا وشمالا على كل شيء إلا لدعم الثقافة أو التأّسيس لفعل ثقافي يليق بمكانة الجزائر. المخرج المسرحي جمال بن صابر «أعطوا الفنان حريته ولا داعي لقوانين تزيد من تضيق الخناق عليه» كشف المخرج المسرحي جمال بن صابر في اتصال هاتفي أجرته المحور اليومي حول واقع الفنان وكذا قانون الفنان بمناسبة الاحتفال باليوم الوطني للفنان قائلا أن «الفنان كي يعمل ليس بالضرورة أن يكون له مجرد مجموعة من القوانين الوضعية التي حسبه تزيد من تشديد حريته ومن ثم التقليل من إبداعاته. فالفنان اليوم يضيق محدثنا هو مكبل جسديا وفكريا وأنا ضد هذا القانون الذي لا اعرف علي شيء» . بن صابر ومن خلال تصريحاته كان في أوج غضبه عن واقع الفن ببلدينا نتيجة سيطرة الدخلاء من لا صلة لهم بالفن بدليل الواقع الثقافي بولاية كمستغانم، التي أكد أن الوضع الحالي لا يبعث على الارتياح بسبب تهميش وإقصاء أصحاب الفن في شتى المجالات، سيما المسرح أو الموسيقى وغيرها . وهذا الوضع يقول بن صابر «سيزيد سواء مع مرور الوقت. كيف لا، وجمعية نادي الهلال الثقافي تم تهمشيها وهبي التي ظلت لعقود من الزمن رمزا وإحدى المدارس الفنية بالولاية ، ونفس الشيء ينطبق على باقي الفرق والجمعيات الثقافية بالولاية لأسباب هي بأيدي المسؤولين.»
إعداد: لعرايش عبد القادر
المراسلون: مكراز الطيب/ محمد.ف/ بوماتع ع/ ب.أمين/ نور الدين ب/ نبيل.د / حياة.د/
حمرون فاطمة افضل رئيسة جمعية شفتها في حياتي
ردحذف