الروائي والشاعر نصيف فلك يشوي نورس الشعراء../ الشاعر الأديب سامي العامري


الشاعر الأديب سامي العامري

الروائي والشاعر نصيف فلك  يشوي نورس الشعراء/ الشاعر الأديب سامي العامري

من المثقفين العراقيين الذين تعرفتُ عليهم في بداية ثمانينيات القرن الماضي هو الروائي والشاعر نصيف فلك ، وكان ومازال مَرِحاً أريحياً بقدر ما هو عميق في ألمه .
في إحدى المرات قرأتُ له نصاً شعرياً شفافاً رقيقاً ولكني استغربتُ الأسلوب العنيف في أحد سطورهِ وهو كما أتذكَّر التالي : 
( لكنتُ قد أوقفتُ البحر
وشويتُ نورسَ الشعراء ) !
ـــ
فجئتُ إليه فسألتُهُ عمّا يقصده بتعبيره هذا فأجابني بطريقته المحبَّبة :
يا سامي ، عجيب ، ما قرأتُ لشاعرٍ قصيدة إلا ووجدته يذكر النورس فيها كلازمة ضرورية مقدسة كالبسملة وحتى الشعراء الذين يعيشون في البادية والذين لم يروا نورساً في حياتهم ، تراهم يترنمون به !
فضحكتُ معه على هذه الملاحظة وبالفعل ففي الثمانينيات تنورَسَتْ القصائد حتى كاد يطغي اللون الأبيض فيها على جميع الألوان !
وفي نفس السياق أتذكّر لاحقاً أن أحد الشعراء في برلين أخبرني بأنه عندما يُدخِل أسماء الزهور والورود في قصائده كالياسمين والقداح والجوري والرازقي والأقحوان والجلنار والليلك وغيرها فإنه لا يفرّق بينها ولا يميز بين ألوانها وعبيرها ولكنها تتبادر إلى ذهنه بشكلٍ مجرَد !

وبالمناسبة للكاتب نصيف فلك صفحة في الفيس ولكنه توقف عن النشر فيها منذ أسابيع لشعوره بعبثية الكتابة أو النشر وأرجو أن يكون هذا الشعور آنياً وعابراً

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الهدم البنّاء و مفهوم الزائل في الفن المعاصر لمحراب التشكيل / محمد فارس

الصورة في الفن المعاصر بين الإدراك و التأويل / محمد فارس تونس

أعلام الموسيقى والغناء في العالم العربي الشيخ العربي بن صاري (1863-1964) / محمد بن عبد الرحمن بن صالح