اللوحة التي كادت أن تعصف بوحدة الهند / الفنان المغربي والناقد محمد سعود
محمد سعود
Mohammed Saoud
اللوحة التي كادت أن تعصف بوحدة الهند
مبدع هذه اللوحة "مقبول فداء حسين" الذي يعتبر من أبرز فناني الهند والفن المعاصر ، وتعتبر لوحاته مرجعا للعائلات الثرية والمؤسسات الحكومية والشركات والمتاحف الهندية ، وكذلك في بعض الدول الأخرى ، ولتشابه أسلوبه مع ببيكاسو لقب ببكاسو الهند.
ولد الفنان الهندي مقبول فداء حسين سنة 1915 في بندهابور ، اشتغل في بداية الأمر كمصمم ورسام مصلقات الأفلام السينائية في بوليوود ، وانخرط في الحداثة الفنية منذ الأربعينيات نقل ملامح من البيئة الهندية ،وجل لوحاته تتضمن حيوانات كالنمور والفيلة إضافة إلى الخيول التي اشتغل عليها في بداية مساره الفني ، لقيت أعماله إقبالا كبيرا في العالم خاصة بعد إقامته لأول معرض له في مدينة زيوريخ بسويسرا ، وفي سنة 1971 حل ضيفا خاصا مع بابلو بيكاسو في ببينالي ساووباولو بالبرازيل .
وتوفي سنة 2011 في لندن ،بعد أن كان يقيم في دبي منذ سنة 2006 بعد تعرضه لتهديدات إرهابية ومتابعات قضائية من طرف متطرفين هندوس لرسمه لوحة لامرأة عارية على شكل خريطة الهند بعنوان "آلهة الهند" ، ورغم أن اللوحة رسمها سنة 1970 فإنها لم تثر ضجة في الهند إلا سنة 1996 حين قامت بنشرها مجلة فيشار ميمانسا ، تحت عنوان " مقبول فداء حسين :فنان آم جزار ؟ " ، مما أدى إلى ظهور اضطرابات كبيرة في الهند خاصة أن الفنان من عائلة مسلمة ، وهذا ما اعتبره الهندوس إهانة لآلهتهم .
عاش هذا الفنان طيلة حياته حافي القدمين ، حتى أنه كان يرتدي بذلات عصرية ، كما اشتهر بلحيته وشعر رأسه الكثير إلى حد الشبه مع الشاعر الهندي العظيم روباند روناث طاغور ، وبعصاه التي لاتفارقه وقدماه الحافيتان كالمهاتما غاندي ، وربما هذه الهيئة التي اختارها لنفسه هي اختزال للشخصية الهندية التي انصهرت في الحداثة دون أن تتنكر لجذورها ، وهذا ما نلمسه في كل لوحاته .
تعليقات
إرسال تعليق