العدالة بلا عيون ولا اذان / السعدي ناصرالدين
السعدي ناصرالدين
لم اطالب بإعادة الاعتبار او التعويض لانني اعلم ان العدالة بلا عيون ولا اذان وبجيوب كبيرة:
دخلت مكتبي بشارع الابيار في العاصمة الساعة التاسعة صباحا، تناولت اول صحيفة وقبل قراءتها رن الهاتف:
ـ"نعم صباح الخير .. من معي؟"
ـ صباح الخير سي ناصر .. انا الكولونيل ..... (صار جنرالا ورحل عن هذا العالم قبل نحو عام)
ـ مرحبا سيادة العقيد .. انشاالله بخير ؟
ـ خير خير .. طلبتك لادعوك على شاي بمكتبي
ـ طبعا .. متى تريد؟
ـ انا في المكتب من الصباح الى المساء . متى جئت ستجدني
ـ سأكون عندك الساعة الثانية
ـ جيد .. الى اللقاء
الثانية دخلت على العقيد في مكتبه ببن عكنون، قام من مكانه واستقبلني عند الباب وسلم علي اربع مرات كما يفعل معظم هواة البوس في الجزائر. جلست فبادرني بالحديث " فعلتموها اليوم .." فأجبت مستغربا " ماذا؟". فقال بنبرة حادة انستني اليوسات الاربع و الشاي الآتي" تعرف ان الوالي اللي مرمدتوه اليوم اخي؟ ثم واش اداكم للمسيلة وانتم جريدة عاصمية؟.. القصة الكاملة في "مذكرات مشاغب " التي بدأتها الآن وسأنهيها ان كان في العمر بقية عند آخر العام .... فقط اعطيكم النهاية .. كنت على راس جريدة باسم " اخبار العاصمة " توقفت نهائيا بعد ايام من ذلك اللقاء. كان هذا خريف عام 1999.
تعليقات
إرسال تعليق