سعيد موفقي: متعاليات جيرار... عتبات قصيرة جدا ...


سعيد موفقي
 
سعيد موفقي
 
متعاليات جيرار...
عتبات قصيرة جدا

العتبة الأولى:
سيميائية الخيزرانــــة...

لم ينتبه إلا لما أحكم إثنان وثاقه و مسكا قدميه أمام شيخ الكتّاب...كانت عيناه تراقصهما الخيزرانة بسرعة ، ذات اليمين و ذات الشمال...كلما هوت ...صرخ: سأحفظ يا سيدي ما بقي من سورة الأحزاب...

***

العتبة الثانية:
اللانصيّة الإفــــــــــلاس...

كانت مخيلته على وشك الإفلاس عندما أدبرت كل محاولاته الخائبة... توقفت أنفاسه في لحظة انهيار كل المعالم التي رسمها على جدار الوهم...
تلاشت كل الألوان أيضا...
أصبح يفكّر في مشاريع سياسية مبهمة علّها تزيح ما بداخله من تراكم أسباب الفشل...و تفتح طريق الحوار مع أي شيء قصد الانتظــــار...عفوا الانتصـــــــــــــــار...
اختفى فجأة عندما جرفته أفكار سبينوزا...
قيل مات مبتسما...في محاولة البحث عن الحقيقة بين الأشباه
والأشباح...
كانت مراسيم دفنه يشوبها كثير من الأخطاء...و اللّعنة!!!
فتركوه بلا شاهدين...

***

العتبة الثالثة:
متعاليات الـــــرحيل...

قالت الوردة:
هذا الصباح استنشقت هواء أبيض ... و تنفّست الصعداء ، لأنّ رائحة الظلام أعدمت و فرشاة الشيطان انكسرت...حينها رقصت الفراشات و صدحت البلابل معلنة قدوم الربيع ... فماتت الخفافيش غيظا و لم يسعدها شروق الشمس و إيقاع الجداول...
قال الخريف : حان موعد الرحيل...

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الهدم البنّاء و مفهوم الزائل في الفن المعاصر لمحراب التشكيل / محمد فارس

الصورة في الفن المعاصر بين الإدراك و التأويل / محمد فارس تونس

أعلام الموسيقى والغناء في العالم العربي الشيخ العربي بن صاري (1863-1964) / محمد بن عبد الرحمن بن صالح