الفنان الطيب العيدي قبضة من جميل الجمال.. / بوكرش محمد



الفنان الطيب العيدي قبضة من جميل الجمال..
 

يقول الفنان التشكيلي التونسي الأستاذ طارق عبيد بعد خبرة لا يستهان بها في توظيف الحرف العربي كمرجع تشكيلي ببلد أنجب من الفنانين التشكيليين الفنان الكبير التكعيبي نجا المهداوي والفنان الجميل عمر الجمني والفنان القديرعامر بن جدو  والفنان الشاب لطفي بوخبزة الملقب ( بجربي لطفي جربي ) وهي أسماء لها باع في عالمنا التشكيلي المغاربي وعالمنا العربي والاسلامي  والدولي:





(إن التركيب الخطّي عند صديقي الفنّان الطيّب العيدي لايمثّل غاية بذاته ولذاته بقدر ما يمثل وسيلة للوصول إلى غايات جديدة تتجاوز المُبصَرَ لتغوص في متاهات سبل التركيب الخطي وممكناته اللاّمتناهية نحو البحث عن توازن شكلي تشكيلي متناغم ومتحرك.أمتعتنا أخي الطيّب فدمت منارة لابداع متواصل / طارق عبيد)*.
كلام مسئول لا غبار عليه يعطي الفنان الجزائري الطيب العيدي حقه من باب أمانة ومعارف لا يقر بها الا الفنان المتمرس..

يسعدني هذا الاعتراف المباشر والضمني المفتك بقدرة ونفوذ العمل الفني الذي صاغه الفنان الطيب العيدي رغم ما يعانيه من العمي اللوني وهي أحد العاهات التي تجاوزها الفنان بقدرات أخرى لا يعرفها الا هو والله عز وجل..
السؤال الذي يفرض نفسه علينا و أنا بالخصوص لأني من متتبعي تطورات عمل الفنان الطيب العيدي من ثلاثة سنوات بالتقريب.

من روح الحرف العربي على اختلاف المدارس كان لشكل حرفه خصوصية تمردت بنسب ما على قواعد تجويده المعروفة  كان ذلك مقصودا أو غير ذلك.. المهم من خلال أحد مداخلاته احتج مرة بما مفاده : لماذا هذه القواعد والقيود التي فرضت علينا وتربطنا  بالخط ومقاس الحرف وأنا الفنان التشكيلي حر؟.
حرية تصرف مطلقة اعتنقها الفنان الطيب العيدي لمعالجة حرفه تشكيليا لكن في عمومها لا تخلو من نسب قواعد  تبدو للعامة حقيقية لكن العارفين بقواعد أنواع الحرف يدركون تماما تمرد الفنان عنها لكونه غير متخرج من مدارسها لكن هذا لا يعني أيضا أنه يجهل مدى تأثره بها جماليا وتشكيليا..

عدم قدرته على الالتزام بقواعدها جعل منه المرتجل بغزارة الانتاج الجيد المتنوع في صياغة نصه التشكيلي الحروفي والحرفي الفني في نفس الوقت بدافع الطلب المتوفر، والخيار المقدم للراغبين لاقتناء أجمل ما يقدمه منها  بالأسعار المناسبة التي تساهم بالقدر المتوسط في احتياجات معاشه  وفي الارتقاء بذوق المتلقي ومساعدته  على تبنيها بالبيوت أين تجتمع أسر لها من الخلفيات الفنية والثقافية الاسلامية ما يمكنها من الافتخار بذلك والتهافت على تعزيزها بالملموس..الكل يعلم ولمن لا يعلم أن ولاية الأغواط بالجزائر ولاية شعراء وفنانين ولاية تعتز بعمق الثقافة الفنية الاسلامية خاصة والثقافة الفنية العالمية عامة وخير مثال على ذلك الفنان سليم دادة المؤلف الموسيقي الأغواطي الجزائري الذي له باع في الاوركيسترا السانفوني الاطالي بابداع معاصر مرجعيته الموسيقية جزائرية بكل ما عرفت به من تنوع.

الفنان الطيب العيدي بما له من تأثر بالخطوط العربية والخط المغاربي له وصفته هو الآخر تميز بها عمله الفني التشكيلي هذا من جهة التراكيب التخطيطية أما التراكيب اللونية .وبنيتها فهو سر لا يعرفه الا الفنان الطيب العيدي الذي اعترف لي ونحن نتحدث على ترويضها  بأنه لا يراها مثل ما نراها نحن  قائلا بما معناه : (يا بوكرش لا تلمني فاني مصاب بالعمي اللوني وبالتالي  ليس من السهل الخوض فيها مثل ما خاض فيها الفنان السوي، لكن هذا لا يمنعني من العمل بها، لي طرقي الخاصة وثقافتي  اللونية التي اكتسبتها من  ردود أفعال المتلقين بالتجريب والتعامل معها وبها رغم حرماني من رؤيتها..).

وهي العملية التي تركتني أقدر جهد هذا الفنان الذي صنع للألوان أبجدية وعلامات خاصة به تتمتع بنسبة مقاربة عالية مثلى مع ألوان الفنانين العاديين وهذا في حدود ذاته ابداع موازي واكتشاف . بقى أني أسأل المختصين في مثل هذه العاهات: اذا كان من الممكن الاستفادة من الفنان الطيب العيدي لتعميم تجاربه اللونية وكيفية ترقيمها أو ترميزها لتعميمها على الموهوبين المصابين بنفس العاهة وصعب عليهم ولوج عوالم اللون في ميادين التشكيل أو التصوير...؟.
بوكرش محمد 08/02/2014
Boukerch Mohamed




























تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الهدم البنّاء و مفهوم الزائل في الفن المعاصر لمحراب التشكيل / محمد فارس

الصورة في الفن المعاصر بين الإدراك و التأويل / محمد فارس تونس

أعلام الموسيقى والغناء في العالم العربي الشيخ العربي بن صاري (1863-1964) / محمد بن عبد الرحمن بن صالح