قصة المتفوقين في الجزائر / ديلمي مخلوف
تعقيب على تعليق ...
قصة المتفوقين في الجزائر / ديلمي مخلوف
شكرا جزيلا على الثقة الفائقة فينا ... لقد كان أمل الكثيرين أن نخرج نحن جيل الثورة وجيل الإستقلال بالجزائر من ظلمات التخلف بحلول التسعينات ...وعمل المخلصون من أبناء الجزائر في مناصبهم العليا على أن نتزود نحن شباب تلك الحقبة بالعلم إلى أعلى مستوى وفي مختلف التخصصات لكي نتمكن من إدراك خفايا الأمور وعمق الأحداث أي كانت حتى نخرج بقرارات بناءة على أسس علمية ثابتة تعود بالمنفعة على كل جزائري على مدى المستقبل القريب والبعيد على السواء ... لم يكن ينقصنا الذكاء ولا الكفاءة ولا النزاهة ولا الإتزام بل كانت الوطنية الصادقة والولاء للوطن وحده دون شرط ما كان يزودنا بالطاقة لنستمر بغية تحقيق أهداف نبيلة استشهد من أجلها أعز أبناء الجزائر ليعيش من تبقوا مرفوعي الرأس أعزاء وكرماء في ظل العدالة والمساواة وتكافؤ الفرص ... إلا أن زحفنا الصامت لم يكن يعجب الكثيرين ممن حصنوا جذورهم في عمق الحكم بجهلهم ... ومن تشابكت مصالحهم الشخصية بعضها ببعض فأصبح الولاء للوطن يشكل عائقا أمامهم فلا بد من إزالته ... فكان لا بد من أجل ذلك اختلاق سياسات التهميش والجهوية ليغلقوا الأبواب أمام أمثالي (وهم ألوف) في حين يدخلون من يواليهم في جهلهم وسياسات نهبهم من الأبواب الخلفية ليعتلوا المناصب التي عمرهم ما حلموا بها ... وعمرهم ما كانوا ليحلموا بها لو كان في الجزائر منطق أو استراتيجية أو سيادة للقانون ... فلم يكن ذنبنا كوننا جهلة أو منافقون أو خونة بل ذنبنا أننا لم نكن حقا جهلة ولا منافقون ولا خونة ... ولم يمكن ذنبنا عدم معرفتنا بإدارة الأمور أو كان يعوزنا الذكاء والفطنة والحكمة ... بل ذنبنا كان تفوقنا وحدة نظرنا وقدرتنا على التسيير الحكيم للمسؤوليات المنوطة بنا ... ولم يكن ذنبنا جهلنا بالشؤون الإجتماعية والعسكرية والإقتصادية ولا جهلنا للثقافات والسياسات المحلية والدولية فقد كان لنا نصيب محترم من المعرفة بهذه الجوانب بالدراسة والممارسة والإحتكاك بفئات الشعب الجزائري الذي نحن منه وبالشعوب الأخرى المتقدمة والمتحضرة التي نأمل مسايرتها في إيحابياتها ... تعلمنا الكثير ومارسنا مهنا تتطلب من الفطنة والذكاء والصبر ما ليس متوفرا عند الكثيرين ... تعلمنا لغات شعوب أخرى وفهمنا طرق تفكيرهم ... لكننا في وطننا فشلنا في فهم لغة مسؤولينا وطريقة تفكيرهم ... إذ يبدو أن ما يزيد عن 14 (أربعة عشرة) من الدراسات الجامعية والبحوث في مختلف المجالات لم يعد مؤهلا يرحب به في وطني ... بل أصبح عائقا يسد كل الطرق ... وهكذا كانت الأشباح بالمرصاد ... أشباح على مدى السنين تترصد وتنتظر في الصفوف الخلفية إلى غاية توقف المعركة ونحن ننزف فيها وندمي ... فيتقدم هم (الاشباح) ليتطفوا راية الإنتصار ويحملوها وكأنهم من ربح المعركة فيصعدون في الرتب والمناصب ويعتلون المناصات لإلقاء الخطب ويحكوا للأجيال بطولاتهم الفذة وتضحياتهم الكثيرة (في الصفوف الخلفية) ... هذه حالة جيل الإستقلال الطموح ممن أجهضت طموحاتهم وطموحات الجزائر كلها في المهد لأن الولاء للجزائر وحدها لم يكن ضمن أجندا أبناء أبناء فرنسا .... كلنهم وإن قتل بعض الطموح فسوف يبقى الأمل ثابتا إلى أن تسترجع الجزائر مكناتها اللائقة بها وتتحقق المباذئ التي ضحى من أجلها اعز أبناء الجزائر ....... ولتحيا الجزائر رغم الداء والأعداء
مخلوف
قصة المتفوقين في الجزائر / ديلمي مخلوف
شكرا جزيلا على الثقة الفائقة فينا ... لقد كان أمل الكثيرين أن نخرج نحن جيل الثورة وجيل الإستقلال بالجزائر من ظلمات التخلف بحلول التسعينات ...وعمل المخلصون من أبناء الجزائر في مناصبهم العليا على أن نتزود نحن شباب تلك الحقبة بالعلم إلى أعلى مستوى وفي مختلف التخصصات لكي نتمكن من إدراك خفايا الأمور وعمق الأحداث أي كانت حتى نخرج بقرارات بناءة على أسس علمية ثابتة تعود بالمنفعة على كل جزائري على مدى المستقبل القريب والبعيد على السواء ... لم يكن ينقصنا الذكاء ولا الكفاءة ولا النزاهة ولا الإتزام بل كانت الوطنية الصادقة والولاء للوطن وحده دون شرط ما كان يزودنا بالطاقة لنستمر بغية تحقيق أهداف نبيلة استشهد من أجلها أعز أبناء الجزائر ليعيش من تبقوا مرفوعي الرأس أعزاء وكرماء في ظل العدالة والمساواة وتكافؤ الفرص ... إلا أن زحفنا الصامت لم يكن يعجب الكثيرين ممن حصنوا جذورهم في عمق الحكم بجهلهم ... ومن تشابكت مصالحهم الشخصية بعضها ببعض فأصبح الولاء للوطن يشكل عائقا أمامهم فلا بد من إزالته ... فكان لا بد من أجل ذلك اختلاق سياسات التهميش والجهوية ليغلقوا الأبواب أمام أمثالي (وهم ألوف) في حين يدخلون من يواليهم في جهلهم وسياسات نهبهم من الأبواب الخلفية ليعتلوا المناصب التي عمرهم ما حلموا بها ... وعمرهم ما كانوا ليحلموا بها لو كان في الجزائر منطق أو استراتيجية أو سيادة للقانون ... فلم يكن ذنبنا كوننا جهلة أو منافقون أو خونة بل ذنبنا أننا لم نكن حقا جهلة ولا منافقون ولا خونة ... ولم يمكن ذنبنا عدم معرفتنا بإدارة الأمور أو كان يعوزنا الذكاء والفطنة والحكمة ... بل ذنبنا كان تفوقنا وحدة نظرنا وقدرتنا على التسيير الحكيم للمسؤوليات المنوطة بنا ... ولم يكن ذنبنا جهلنا بالشؤون الإجتماعية والعسكرية والإقتصادية ولا جهلنا للثقافات والسياسات المحلية والدولية فقد كان لنا نصيب محترم من المعرفة بهذه الجوانب بالدراسة والممارسة والإحتكاك بفئات الشعب الجزائري الذي نحن منه وبالشعوب الأخرى المتقدمة والمتحضرة التي نأمل مسايرتها في إيحابياتها ... تعلمنا الكثير ومارسنا مهنا تتطلب من الفطنة والذكاء والصبر ما ليس متوفرا عند الكثيرين ... تعلمنا لغات شعوب أخرى وفهمنا طرق تفكيرهم ... لكننا في وطننا فشلنا في فهم لغة مسؤولينا وطريقة تفكيرهم ... إذ يبدو أن ما يزيد عن 14 (أربعة عشرة) من الدراسات الجامعية والبحوث في مختلف المجالات لم يعد مؤهلا يرحب به في وطني ... بل أصبح عائقا يسد كل الطرق ... وهكذا كانت الأشباح بالمرصاد ... أشباح على مدى السنين تترصد وتنتظر في الصفوف الخلفية إلى غاية توقف المعركة ونحن ننزف فيها وندمي ... فيتقدم هم (الاشباح) ليتطفوا راية الإنتصار ويحملوها وكأنهم من ربح المعركة فيصعدون في الرتب والمناصب ويعتلون المناصات لإلقاء الخطب ويحكوا للأجيال بطولاتهم الفذة وتضحياتهم الكثيرة (في الصفوف الخلفية) ... هذه حالة جيل الإستقلال الطموح ممن أجهضت طموحاتهم وطموحات الجزائر كلها في المهد لأن الولاء للجزائر وحدها لم يكن ضمن أجندا أبناء أبناء فرنسا .... كلنهم وإن قتل بعض الطموح فسوف يبقى الأمل ثابتا إلى أن تسترجع الجزائر مكناتها اللائقة بها وتتحقق المباذئ التي ضحى من أجلها اعز أبناء الجزائر ....... ولتحيا الجزائر رغم الداء والأعداء
مخلوف
تعليقات
إرسال تعليق