Toiles mise en formes / رضا الجمعي

من أعمال الفنان رضا الجمعي

Toiles mise en formes / Sidi Mimoun Elghamami

الاسود والأبيض في التايجيتو ..أو رمز اليين يانج لاتعني الخير والشر كما تفضلت أستاذ ، بل هذه من ضمن القراءات الأخرى خارج السياق الصيني ، بل أن الأسود الذي يعني لدينا مثلا الحزن والتشاؤم يعني في هذا الرمز المرأة والأنوثة و الطبيعة والقمر إلخ .

وعمل فرانك ستيلا متصل بتوجه المينيماليزم أو فن الحد الأدنى وهو في السياق التشكيلي يعني الانصراف عن الترف التشكيلي واختزال ما يمكن اختزاله وصولا إلى مبدأ الإنغلاق وهو مبدأ فلسفي سيميولوجي يعني قيام العمل الفني بمقام المطلق لا المتعلق أو المرتبط ، فهو يعني شيئا فقط لذلك ففرانك ستيلا الذي يمثل حالة متقدمة جدا من الارتداد والاكتئاب التشكيلي بحكم أن ما يمكن رسمه قد رسم من قبل ..يكون قد حاول الانفصال عن التأثير الكوني والطبيعي على ما يجب أن يكون عليه العمل الفني وأعطاه صفة شيئية تأخذ حيزا من الفراغ و تتشكل بما يهبه الفراغ من حدود يخلقها الفنان . هنا يجب القول أن ستيلا قد حاول الخروج من التقليد التشكيلي إلى أبعد الحدود فحرف حتى شكل السطح من المربع أو المستطيل إلى أشكال غير مألوفة ، مخالفا المبدأ الذي يتعامل مع العمل الفني كنافذة مفتوحة على الطبيعة أو العالم ، إذ يكون الموضوع التشكيلي فيها قائما وفق حدود ، فجعل ستيلا حدود السطح تقف عند حدود الشكل وبالتالي ابتدع إن صح التعبير مبدأ مينيماليا ..أسماه shaped canvas ; Toiles mise en formes ...
وعودة إلى ما يقوله هو حول فنه : -ماتراه هو ماتراه- ، أظن أن استدعاء سياقات أخرى لتفسير عمل كهذا سيجعله يكتسي بغموض أكبر ..لا يخدم التلقي - العربي- الذي يقف اليوم بين الادعاء والنفاق الثقافي وبين حنين و تراكم روحي فني يرى أن أغلب الفعل الغربي التشكيلي المعاصر عبثا على الأكثر و بين فهم أكاديمي يحاول خلق منظومة تتفق وروح العصر الذي نعيش فيه .

 لكن ما أبقى أختلف معك فيه هو مايلي :
- لو سلمنا أن السياق كبنية تحقق المعنى للعناصر التي تنتظم فيها تعلقا بقيم اتفاقية ، فإن ترحيل العنصر أو قل الظاهرة من سياقها إلى سياق آخر - وهذا بلا شك عمل تأويلي - سنكون مرتبطين أولا بشروط أولها خلق جانب وظيفي أو تداولي جديد ، كأن تستعير رمز الهلال أو الصليب كرمز ديني إلى سياق طبي . لكن نحن هنا أمام ظاهرة من نوع آخر لا تتقبل تعدد المعنى والدلالة حتى بدعوى التناص ، بل أن التناص له مراتب تبدأ بالتشابه وتنتهي باتفاق الدلالة أو المعنى .

- يصنف عمل ستيلا لو شئنا الدقة ضمن الفن البصري أيضا بحكم النبض الذي يخلقه تجاور الأبيض والرمادي ثم انتظام الخطوط ، لكن هنا باستدعاء بروز و عمق متوهمين ..ولو شئنا الدقة أيضا أن السياق الفكري التشكيلي الذي ينتمي إليه ستيلا والذي أخذ اسمه -*مينيماليزم- من الفيلسوف ريتشارد فولهايم richard WOLLHEIM بوصفة فيلسوف في السياسة أيضا إلى جانب الفن ..ولعل هذا ما يجعلنا نربط بشكل طريف بين الرسم البياني في دراسات معينة وشكل أعلى وأسفل العمل .ألا يكون هذا مثلا دعوة إلى قراءة أجدى وأقرب ؟؟
شكرا أستاذ بوكرش على تجاويك وليس عدم الاتفاق معك هو مغالبة أو انتقاص من قامتك حاشا لله ...إنما هو محاولة بسيطة لأن نكون علميين أكثر . وبالمراس يتعلم مبتديء مثلي خوض ما هو أكبر من قضايا ومشكلات فلسفية أو فنية