أدب "الجبال العاشقة" دعوة إلى النقاد / عبد الكريم ينينة
أدب "الجبال العاشقة" دعوة إلى النقاد / عبد الكريم ينينة
.
هناك في الأهقار والتاسيلي، حيث الطبيعة الأسطورية، يبدو ذلك الفراغ المهول، طبيعة متفردة نادرة أشبه بطبيعة كوكب خرافي، في هذا الفضاء عاش أجدادنا فكانت حياتهم حافلة بالمغامرة، حروب وصيد وصراع مع الطبيعة، وعلاقات إنسانية تتراوح بين الحزن والفرح، كما هو حال الإنسان في باقي الأرض.
هذا الفضاء الصحراوي الذي حاولنا استثماره سياحيا فلم نفلح بما فيه الكفاية، وقبل ذلك أهملنا ما أعطانا من عناصر تعزز شخصيتنا الوطنية وهويتنا كشعب عظيم صانع للحضارة، ففي فضاء الطاسيلي والأهقار ما يضيف إلى أدبنا الوطني الشيء الكثير، بل فيه ما يكون غرضا ونوعا أدبيا نتفرد به في مجال الأدب والإبداع دون غيرنا، وأقصد هنا نوع "قصة الجبل" ففي هذا الفضاء ولد أدب "الجبال العاشقة" فلكل جبل تراه العين هناك قصة عشق مع جبل أنثى، إذ يفرق أهل المنطقة بين جبل أنثى وآخر ذكر، ويحفظون قصصهم عن ظهر قلب، فنجد قصة جبل "إيهيرهر" الذي قفز إلى حبيبته، وترك حيث كان راسيا حفرة هائلة، شاهدة على القفزة العظيمة للعاشق الولهان، وهناك قصص كل من جبال "أدريان" و"أيلمان" و"أهقار" على سبيل المثال لا الحصر.
هذه دعوة إلى باحثينا المحترمين للنظر في المسألة، إن كان يمكن أن يؤسسوا لنوع من القص الجزائري لا يزال طي الإهمال الأكاديمي، رغم جمالياته وازدحامه بالرمز والأسطورة والغرائبية، كما أدعوهم للالتفات بجدية إلى أدب الصحراء، كفضاء خصب له خصوصيته التي تميزنا، وقد كنا مهدنا لذلك سنة 2011 بملتقى السرد في أدرار، وفي 2013 انتقلنا مباشرة إلى السرد والصحراء، ففي أدبنا من الإبداع ما يعتبر تأسيسا لما ذكرت، كرواية "تيممون" لرشيد بوجدرة و "تلك المحبة" للحبيب السايح، و"أعوذ بالله" للسعيد بوطاجين، وكذا ترجمته لرواية "رقان حبيبتي" للكاتب مالو سيلفا، و"مملكة الزيوان" لـلحاج أحمد الصديق، و"حائط رحمونة" للقاص عبد الله كروم، و"تينزروفت" لعبد القادر ضيف الله، و "سيرهو" لمولود فرتوني...
في صحيفة الحياة الجزائرية - الخميس 11/ 12/ 2014 ---------------------------------------------------------------- *دعوة إلى النقاد* . هناك في الأهقار والتاسيلي، حيث الطبيعة الأسطورية، يبدو ذلك الفراغ المهول، طبيعة متفردة نادرة أشبه بطبيعة كوكب خرافي، في هذا الفضاء عاش أجدادنا فكانت حياتهم حافلة بالمغامرة، حروب وصيد وصراع مع الطبيعة، وعلاقات إنسانية تتراوح بين الحزن والفرح، كما هو حال الإنسان في باقي الأرض. هذا الفضاء الصحراوي الذي حاولنا استثماره سياحيا فلم نفلح بما فيه الكفاية، وقبل ذلك أهملنا ما أعطانا من عناصر تعزز شخصيتنا الوطنية وهويتنا كشعب عظيم صانع للحضارة، ففي فضاء الطاسيلي والأهقار ما يضيف إلى أدبنا الوطني الشيء الكثير، بل فيه ما يكون غرضا ونوعا أدبيا نتفرد به في مجال الأدب والإبداع دون غيرنا، وأقصد هنا نوع "قصة الجبل" ففي هذا الفضاء ولد أدب "الجبال العاشقة" فلكل جبل تراه العين هناك قصة عشق مع جبل أنثى، إذ يفرق أهل المنطقة بين جبل أنثى وآخر ذكر، ويحفظون قصصهم عن ظهر قلب، فنجد قصة جبل "إيهيرهر" الذي قفز إلى حبيبته، وترك حيث كان راسيا حفرة هائلة، شاهدة على القفزة العظيمة للعاشق الولهان، وهناك قصص كل من جبال "أدريان" و"أيلمان" و"أهقار" على سبيل المثال لا الحصر. هذه دعوة إلى باحثينا المحترمين للنظر في المسألة، إن كان يمكن أن يؤسسوا لنوع من القص الجزائري لا يزال طي الإهمال الأكاديمي، رغم جمالياته وازدحامه بالرمز والأسطورة والغرائبية، كما أدعوهم للالتفات بجدية إلى أدب الصحراء، كفضاء خصب له خصوصيته التي تميزنا، وقد كنا مهدنا لذلك سنة 2011 بملتقى السرد في أدرار، وفي 2013 انتقلنا مباشرة إلى السرد والصحراء، ففي أدبنا من الإبداع ما يعتبر تأسيسا لما ذكرت، كرواية "تيممون" لرشيد بوجدرة و "تلك المحبة" للحبيب السايح، و"أعوذ بالله" للسعيد بوطاجين، وكذا ترجمته لرواية "رقان حبيبتي" للكاتب مالو سيلفا، و"مملكة الزيوان" لـلحاج أحمد الصديق، و"حائط رحمونة" للقاص عبد الله كروم، و"تينزروفت" لعبد القادر ضيف الله، و "سيرهو" لمولود فرتوني...
.
هناك في الأهقار والتاسيلي، حيث الطبيعة الأسطورية، يبدو ذلك الفراغ المهول، طبيعة متفردة نادرة أشبه بطبيعة كوكب خرافي، في هذا الفضاء عاش أجدادنا فكانت حياتهم حافلة بالمغامرة، حروب وصيد وصراع مع الطبيعة، وعلاقات إنسانية تتراوح بين الحزن والفرح، كما هو حال الإنسان في باقي الأرض.
هذا الفضاء الصحراوي الذي حاولنا استثماره سياحيا فلم نفلح بما فيه الكفاية، وقبل ذلك أهملنا ما أعطانا من عناصر تعزز شخصيتنا الوطنية وهويتنا كشعب عظيم صانع للحضارة، ففي فضاء الطاسيلي والأهقار ما يضيف إلى أدبنا الوطني الشيء الكثير، بل فيه ما يكون غرضا ونوعا أدبيا نتفرد به في مجال الأدب والإبداع دون غيرنا، وأقصد هنا نوع "قصة الجبل" ففي هذا الفضاء ولد أدب "الجبال العاشقة" فلكل جبل تراه العين هناك قصة عشق مع جبل أنثى، إذ يفرق أهل المنطقة بين جبل أنثى وآخر ذكر، ويحفظون قصصهم عن ظهر قلب، فنجد قصة جبل "إيهيرهر" الذي قفز إلى حبيبته، وترك حيث كان راسيا حفرة هائلة، شاهدة على القفزة العظيمة للعاشق الولهان، وهناك قصص كل من جبال "أدريان" و"أيلمان" و"أهقار" على سبيل المثال لا الحصر.
هذه دعوة إلى باحثينا المحترمين للنظر في المسألة، إن كان يمكن أن يؤسسوا لنوع من القص الجزائري لا يزال طي الإهمال الأكاديمي، رغم جمالياته وازدحامه بالرمز والأسطورة والغرائبية، كما أدعوهم للالتفات بجدية إلى أدب الصحراء، كفضاء خصب له خصوصيته التي تميزنا، وقد كنا مهدنا لذلك سنة 2011 بملتقى السرد في أدرار، وفي 2013 انتقلنا مباشرة إلى السرد والصحراء، ففي أدبنا من الإبداع ما يعتبر تأسيسا لما ذكرت، كرواية "تيممون" لرشيد بوجدرة و "تلك المحبة" للحبيب السايح، و"أعوذ بالله" للسعيد بوطاجين، وكذا ترجمته لرواية "رقان حبيبتي" للكاتب مالو سيلفا، و"مملكة الزيوان" لـلحاج أحمد الصديق، و"حائط رحمونة" للقاص عبد الله كروم، و"تينزروفت" لعبد القادر ضيف الله، و "سيرهو" لمولود فرتوني...
في صحيفة الحياة الجزائرية - الخميس 11/ 12/ 2014 ---------------------------------------------------------------- *دعوة إلى النقاد* . هناك في الأهقار والتاسيلي، حيث الطبيعة الأسطورية، يبدو ذلك الفراغ المهول، طبيعة متفردة نادرة أشبه بطبيعة كوكب خرافي، في هذا الفضاء عاش أجدادنا فكانت حياتهم حافلة بالمغامرة، حروب وصيد وصراع مع الطبيعة، وعلاقات إنسانية تتراوح بين الحزن والفرح، كما هو حال الإنسان في باقي الأرض. هذا الفضاء الصحراوي الذي حاولنا استثماره سياحيا فلم نفلح بما فيه الكفاية، وقبل ذلك أهملنا ما أعطانا من عناصر تعزز شخصيتنا الوطنية وهويتنا كشعب عظيم صانع للحضارة، ففي فضاء الطاسيلي والأهقار ما يضيف إلى أدبنا الوطني الشيء الكثير، بل فيه ما يكون غرضا ونوعا أدبيا نتفرد به في مجال الأدب والإبداع دون غيرنا، وأقصد هنا نوع "قصة الجبل" ففي هذا الفضاء ولد أدب "الجبال العاشقة" فلكل جبل تراه العين هناك قصة عشق مع جبل أنثى، إذ يفرق أهل المنطقة بين جبل أنثى وآخر ذكر، ويحفظون قصصهم عن ظهر قلب، فنجد قصة جبل "إيهيرهر" الذي قفز إلى حبيبته، وترك حيث كان راسيا حفرة هائلة، شاهدة على القفزة العظيمة للعاشق الولهان، وهناك قصص كل من جبال "أدريان" و"أيلمان" و"أهقار" على سبيل المثال لا الحصر. هذه دعوة إلى باحثينا المحترمين للنظر في المسألة، إن كان يمكن أن يؤسسوا لنوع من القص الجزائري لا يزال طي الإهمال الأكاديمي، رغم جمالياته وازدحامه بالرمز والأسطورة والغرائبية، كما أدعوهم للالتفات بجدية إلى أدب الصحراء، كفضاء خصب له خصوصيته التي تميزنا، وقد كنا مهدنا لذلك سنة 2011 بملتقى السرد في أدرار، وفي 2013 انتقلنا مباشرة إلى السرد والصحراء، ففي أدبنا من الإبداع ما يعتبر تأسيسا لما ذكرت، كرواية "تيممون" لرشيد بوجدرة و "تلك المحبة" للحبيب السايح، و"أعوذ بالله" للسعيد بوطاجين، وكذا ترجمته لرواية "رقان حبيبتي" للكاتب مالو سيلفا، و"مملكة الزيوان" لـلحاج أحمد الصديق، و"حائط رحمونة" للقاص عبد الله كروم، و"تينزروفت" لعبد القادر ضيف الله، و "سيرهو" لمولود فرتوني...
تعليقات
إرسال تعليق