وجهة نظر : ... المثقف و الزواحف .. / سعيد بن زرقة
وجهة نظر : ... المثقف و الزواحف ..
======
======
.
يعتبر كتاب "أوهام النخبة أو نقد المثقف" للكاتب اللبنانى"علي حرب"، من أهم الكتب التي ذرّت الملح على الجرح، حيث اعتبر المثقفين مطلقات خاوية ومتعاليات هشة، وكائنات رخوية، فصلت الدال عن المدلول، ووصفهم بالحراس المتعصبين للأفكار الصدئة، وبالمحفوظات الجاهزة، كما اتهمهم بالعجز عن الدخول في السجال الإعلامي، وعدم الاهتمام بتوجيه الرأي العام بقدر اهتمامهم بتحسين صورهم وتضخيمها في المرايا المقعرة، كما أن هذه الهلاميات لا تفكر أصلا في أن تكون بديلا للسياسي، بقدر تفكيرها في المحاولات الانقلابية وامتهان قنص الأصدقاء في الحرفة.
وفي آخر الخلاصة يقترح"علي حرب"على هؤلاء المحسوبين على النخبة، أن يضعوا أقدامهم على الأرض، وأن يخلعوا نعالهم وثوب النخبوية وأن ينخرطوا في المجتمع لممارسة الفعل الاجتماعي والسياسي،بدلا من ممارستهم للأفعال المخلّة بالحياة.
وقد عبر عن هذا المأزق صديقنا الشاعر "حمري بحري"، حين أشار إلى أن كثرة الملتقيات والتظاهرات الأدبية والفكرية في مشهدنا الوطني علامة صحية غير أنها تسوّق أكثر لصور المحاضرين والشعراء والكتاب وهم يتبادلون التهاني وسط برودة الكراسي الشاغرة،
كما أن الشاعر المتوحش والمتمرّد "عادل صياد"، صاحب النص الشهير" أنا لست بخير " كان قد دعا قبل خمس سنوات مجموعة من الأصدقاء إلى حفل تأبيني لدفن شعره في حديقة الأسرة، حيث أقام مراسم جنائزية فعلية، وبعد أن دفن أشعاره في القبر، وتسويته للشاهد الرخامي المكتوب عليه ضريح شعر عادل صياد، قرأ بيان موته الشعري أمام مجموعة من محبّي المرحوم الشعري، ومن جملة ما ورد فيه أنه اتخذ هذا القرار القاسي بوأد شعره لما سببه شعره من أضرار جسيمة لحقت به، ولم يعد الوسيلة المثالية للتعبير والتغيير ...
وقد بارك والد الشاعر عمي أحمد – حفظه الله- القرار واعتبر ما قام به ابنه عادل عين الصواب، والحلّ المناسب للخروج من غواية الضالين، وكانت والدة شاعرنا الحاجة الضاوية - حفظها الله ـ أيضا في غاية الحبور وهي تجيب مراسل قناة العربية بعفويتها الطيّبة عن شعورها بانسحاب ابنها من المشهد الشعرى " ابنى عادل كان يعيش في دنيا أخرى، والحمد لله هو الآن معنا في دنيا الواقع.." وهي رسالة حادّة كالسّكين تدعو النخب من كتاب وشعراء وإعلاميين إلى التخلّص من أوهامها، ومغادرة أبراجها لقطع الطريق أمام الزواحف والدواعش والمجموعات الخالية.
.
.
الكاتب السعيد بن زرقة / جريدة الحياة
.
.
يعتبر كتاب "أوهام النخبة أو نقد المثقف" للكاتب اللبنانى"علي حرب"، من أهم الكتب التي ذرّت الملح على الجرح، حيث اعتبر المثقفين مطلقات خاوية ومتعاليات هشة، وكائنات رخوية، فصلت الدال عن المدلول، ووصفهم بالحراس المتعصبين للأفكار الصدئة، وبالمحفوظات الجاهزة، كما اتهمهم بالعجز عن الدخول في السجال الإعلامي، وعدم الاهتمام بتوجيه الرأي العام بقدر اهتمامهم بتحسين صورهم وتضخيمها في المرايا المقعرة، كما أن هذه الهلاميات لا تفكر أصلا في أن تكون بديلا للسياسي، بقدر تفكيرها في المحاولات الانقلابية وامتهان قنص الأصدقاء في الحرفة.
وفي آخر الخلاصة يقترح"علي حرب"على هؤلاء المحسوبين على النخبة، أن يضعوا أقدامهم على الأرض، وأن يخلعوا نعالهم وثوب النخبوية وأن ينخرطوا في المجتمع لممارسة الفعل الاجتماعي والسياسي،بدلا من ممارستهم للأفعال المخلّة بالحياة.
وقد عبر عن هذا المأزق صديقنا الشاعر "حمري بحري"، حين أشار إلى أن كثرة الملتقيات والتظاهرات الأدبية والفكرية في مشهدنا الوطني علامة صحية غير أنها تسوّق أكثر لصور المحاضرين والشعراء والكتاب وهم يتبادلون التهاني وسط برودة الكراسي الشاغرة،
كما أن الشاعر المتوحش والمتمرّد "عادل صياد"، صاحب النص الشهير" أنا لست بخير " كان قد دعا قبل خمس سنوات مجموعة من الأصدقاء إلى حفل تأبيني لدفن شعره في حديقة الأسرة، حيث أقام مراسم جنائزية فعلية، وبعد أن دفن أشعاره في القبر، وتسويته للشاهد الرخامي المكتوب عليه ضريح شعر عادل صياد، قرأ بيان موته الشعري أمام مجموعة من محبّي المرحوم الشعري، ومن جملة ما ورد فيه أنه اتخذ هذا القرار القاسي بوأد شعره لما سببه شعره من أضرار جسيمة لحقت به، ولم يعد الوسيلة المثالية للتعبير والتغيير ...
وقد بارك والد الشاعر عمي أحمد – حفظه الله- القرار واعتبر ما قام به ابنه عادل عين الصواب، والحلّ المناسب للخروج من غواية الضالين، وكانت والدة شاعرنا الحاجة الضاوية - حفظها الله ـ أيضا في غاية الحبور وهي تجيب مراسل قناة العربية بعفويتها الطيّبة عن شعورها بانسحاب ابنها من المشهد الشعرى " ابنى عادل كان يعيش في دنيا أخرى، والحمد لله هو الآن معنا في دنيا الواقع.." وهي رسالة حادّة كالسّكين تدعو النخب من كتاب وشعراء وإعلاميين إلى التخلّص من أوهامها، ومغادرة أبراجها لقطع الطريق أمام الزواحف والدواعش والمجموعات الخالية.
.
.
الكاتب السعيد بن زرقة / جريدة الحياة
.
.
تعليقات
إرسال تعليق