أنتم الأكاديميون لا تقرأون لنا.. / حبيب مونسي
أنتم الأكاديميون لا تقرأون لنا.. / حبيب مونسي
في حديث جانبي مع الأستاذ الفاضل لونيس بن علي عن تحديات النقد...
كتبت له هذه الفقرة.. وأحب أن أرفعها للقراء والمتابعين عامة...
قلت له:
=====
إن التحدي الذي يواجهنا اليوم هو أن نقيم النقد على أسس الصدق والشجاعة الأدبية .. ولم تكن هذه الأخيرة في يوم من الأيام رديفة الاحتقار وسلاطة اللسان.. وإنما هي في إبداء الرأي الصريح دون مواربة والاحتجاج له بما أمكن من الأدلة والبراهين حتى لا يتهم صاحبه بالتحيز والأحكام الجاهزة.. ثم مسألة الأخلاق مسألة جوهرية عندي.. فإذا أسمعني الشاعر كلمات نابية حشا بها نصه ليقال عنه أنه كذا وكذا... غادرت القاعة ليعلم أنني لست مفرغة لقاذوراته.. وأنني أربأ بسمعي أن يقع فيه مثل ذلك الكلام.. وكذا الأمر بالنسبة للرواية فإن وجدت الكلام الفاحش فيها في غير موضعه.. وإنما جيء به للحشوة والظرف.. تركت الرواية، وليكن صاحبها من يكون لأنني لست ملزما أن أقرأ التافه من القول.. فأنا حينما أنفق من وقتي - وهو غال جدا في هذه المرحلة من العمر- وحينما أنفق من نور عيني - وهي عزيزة في هذا السن- أريد أن يكون ما أجنيه في قيمته مقابل ما أدفعه من قيمة.. ولا مجال لمن يكتب الصفحات تلو الصفحات يصف ذكره "أكرمكم الله"، أو يتحدث عن "قبلة" في أربعة صفحات أو يسترسل في حديث نرجسي 18 صفحة.. وكل ما ذكرت له واقع في الرواية الجزائرية مع الأسف الشديد... ثم يحتج أحدهم علي ويقول لي: أنتم الأكاديميون لا تقرأون لنا.. فأقول له بل أنتم "المبتدعون" لا تكتبون لنا...
تعليقات
إرسال تعليق