من أجل أدمعها / ماضي عبد الغني


 
من أجل أدمعها

خَـلِّيك صَابرَةً فَالأهْلُ قَدْ رَحَـلوا = وَكَـَفْكِفي عَنكِ دَمْـــــعـًا ظلَّ يَنهَـمِـلُ

أنـا وأنتِ لنـا رُوحٌ مُمَزَّقــَةٌ = فليسَ يُرجى لنـا عَيْـــــــــــــشٌ ولا أمَـــلُ

َيا ليْتَ ذا الحُزْنَ في عَينَيْكِ سَيِّدَتي = ظَـلَّتْ بِأسْـوَدِهِ عَيْنـايَ تَكْتَحِــلُ

وَليتَ جُرحَكِ هذا في حَشايَ أنـا = قَدِ اسْتَحالَ جِراحًـا ليْـسَ تَنْدَمِـــلُ

إنّي لَمِنْ دَمِكِ المَسْفوكِ في خَجَـل = ما عُدْتُ أعْرِفُ أيَّ الهَـمِّ أحْتَمـِلُ

أَفديكِ منِّي ومن حُبِّي ومِنْ تَرَفي = إنْ كانَ ضرَّكِ حُـــبٌّ فيَّ يشتَعِـــلُ

قولي :إلى كَمْ سَأحْيا عَنكِ مُغْتَرِبًـا = أدُعُو لأِلقـَاكِ في لَـيْلِي وَأبْتَهِـــلُ

لوْكُنتِ أحْبَبْتِني أوْصِرْتِ لي وَطَناً = مَا كـُنْتُ إلاَّ إلى عَيْنَـيْكِ أرْتَحِـــــــلُ

لقِيـتُ كُلَّ حَبـيبٍ قَدْ رَحَلتُ لَـهُ = إلاَّكِِ أنتِ , فـَــــــأيْنَ الوَصْلُ وَ الغَـزَلُ ؟

وأيْنَ عَيْنَاكِ إٍذ يَنْسَـابُ دَمْعُهُـمَـا = قـَصيــــدَةً ,في هَوَانا مِنْكِ تُرْتَجَــلُ ؟

إنْ كانَ يُرضِيكِ ما ألْقَى رَضِيتُ بِهِ = يَا مَنْ بِغَيْرِ هَوَاهَــا لسْتُ أنْشَغِــلُ

أرْضَى , وَلَكِنَّ شَوقي لسْتُ أغلِبُـه = يَظـَلُّ يَعْصِرُنـي وَالحُزْنُ والــــمَلَلُ

فَلَيْسَ لي صَبْرُ أيُّوبٍ عَلى سَقَمـي = وَليْسَ لي مِثـْلَهُ مَـاءٌ وَمُغْتَسَــلُ

مَالي سِواكِ أيَا مَنْ حَمَّلَتْ كَبِــدِي = جُرْحاً تَناقَصْتُ مِنْهُ وَهْوَ مُكتَمِــــلُ

أوْرَثْتِني غُصَصَ العُشَّاقِ أَجْمَِعهِـمْ = فَصَارَ بي وَبِحُبِّي يُضْرَبُ المَثَـــــــلُ

جِرَاحُهُمْ كُلـُّها عِندي قـَدِ اجْتَمَعَتْ = وَفِيَّ دُنْيَا الهَوَى وَالعِشْقِِ تُـخْتَـزَلُ

ماضي عبد الغني

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الهدم البنّاء و مفهوم الزائل في الفن المعاصر لمحراب التشكيل / محمد فارس

الصورة في الفن المعاصر بين الإدراك و التأويل / محمد فارس تونس

أعلام الموسيقى والغناء في العالم العربي الشيخ العربي بن صاري (1863-1964) / محمد بن عبد الرحمن بن صالح